أخبار محليةالأخبار العاجلة

اسْبَحُوا فِي بحرِ رَحْمَتِهِ…..الجَنَّة لا النَّار! الفَلاحُ لا الخَيْبَة والخُسْران….! – بقلم سامي مدني

اسْبَحُوا فِي بحرِ رَحْمَتِهِ…..الجَنَّة لا النَّار! الفَلاحُ لا الخَيْبَة والخُسْران….! – بقلم سامي مدني – أُمَّتِي، أهْلي، إِخْوَتي، حَياتِي، حَيَّاكُم اللهُ والسَّلامُ عَليكُم!

سامي مدني

مُلاحَظَةٌ بَسيطَةٌ: قَبْلَ أَنْ أَبْدَأَ أَعُودُ وأُكَرِّرُ أَنَّْ الغايَةَ مِنْ عَمَلِنا مَعَاً علىَ صَفْحَتِي، أَنْ نَكُونَ مِنَ الَّذينَ َيقْرَؤُوا فَيَسْتَفِيدُوا مِنَ العِبَرِ وَنَقُومُ بِواجِبِِنا الدِّينِ والأجْتْماعِي…..أَعِزائِي حِثُّوا غَيْرَكُم… وَجَزاكُم اللهُ كُلَّ خَيْرٍ!
ساعَةً تِلْوَ الأُخْرَى، إِنْ كانَ علىَ وَسائِلِ التَّواصُلِ الإجْتِماعِي أَوْ بالصُّحُفِ والتِّلْفازِ أَيُّها النَّاسُ! إِلاَّ وَنَسْمَعَ مُخْتاراتٍ مُوجَزَةً فِيها الحِكَمُ والنَّصائِحُ، والكُلُّ يُحاوِلُ أَنْ يلْقِيَ بَصَماتٍ بِدَلْوهِ، لِيُظْهِرَ كَمْ هُوَ مَبْسُوطٌ أَوْ مُسْتاءُ، أَوْ حَريصٌ مِمَّا يَحْدثُ وَيُؤَثِّرُ علىَ الأجْواءِ، فَالَّذي عِنْدهُ وَقْتٌ وَيُتابِعُ مَجْرَى الأُحْداثِ، يَقَعُ فِي مأْزَقٍ مِنْ صِياغَةِ الأَمْرِ الواحِدِ بِعِدَّةِ أشْكالٍ، فَيَسأَلُ نَفْسَهُ كَيْفَ يَتَلاعبُ بَعْضٌ مِنْهُم بالمُصْطَلَحاتِ وَالكَلِماتِ وَيَنْسى الفَحْوى، كَأنَّهُ يُضْمِرُ شَيْئاً أَوْ يُخْفِيُ مُعارَضَةً أَوْ يَتَسَتَّرُ علىَ أَمْرٍ مَا، لَكِنَّ الإِنْسانَ الحُرُّ الجَريءُ الَّذِي يَزِنُ الأُمُورَ جَيِّدَاً وَيَعْقِلُها تَمامَاً، يُبْدِيُ رَأَْيَهُ دُونَ خَوْفٍ أَوْ إضْطِرابٍ طَالَما لا يُخالِفُ القانُونَ والأعْرافَ، إِذاً لِماذا نَتَراجَعُ ونَسْكُتُ ونَتَّكَتَّمُ عَنْ أُمُورٍ مَصِيرِيَّةٍ! هَلْ لأَنَّنا نَقْبَلُ الذَلَّةَ وَنَبْقَى تابِعُونَ فِِي قَراراتِنا لِمَنْ يَتَحكَّمُ بِنَا، أَوْ لأَنَّنا مَعْدُومُ الرُّؤْيَةِ والحُرِّيَةِ والبَصِيرَةِ، ونَنْتَظِرُ الشَّفَقَةَ مِمَّنْ يَمُونُ بِكَسْرَةٍ مِنَ الخُبْز ِفِي كُلِّ مَا يَخُصَّنا، فَنَصِيحَتِي أَنْ لاَ نُراهِنَ علىَ أَحَدٍ خَيَّبَ أَمالَ غَيْرِنا مِنْ قَبْلُ! وَلاَ نَسْتَنْجِدْ بِشَخْصٍ مُنافِقِ يَسْتَضْعِفُنا وَيَتْرُكُنا، ثُمَّ يَتخَلَّى عَنَّا فِي ساعَةِ الحَسْمِ والجَدِّ! فهوَ مِنْ عادَتِهِ التَّقَلُّبُ والغُشُّ بالمَواقِفِ، والمَيْلُ لِلْتَحريضِ على أَحَدٍ لَيْسَ لَهُ بَعْدُ فائِدَةً مِنْهُ، فَيَقْذِفُ بِهِ إِلى سَلَّةِ المُهْمَلاتِ وَيكِيدُ لَهُ علىَ مِزاجِهِ، مُتَغاضِيَّاً عَنْ مَلَفِّهِ سابِقَاً لِمَصْلَحَتِهِ مَعَهُ، فَبَعْدَ أَنْ كانَ صديقاً لَهُ يَنْفَعُه وَيَسْتَغِلُّهُ أصْبَحَ يَنْبُذُهُ لِمَّا صارَ غَيْرَ مُفيدَاً وغَيْرَ مُهْتَمً بِهِ، فَلْيَعْلَمْ الجَمِيعُ أَنَّ البِدايَةَ فِي إخْتيِارِ الصَّديقِ مُهِمَّةٌ! وَلَها تَأْثِيرُها فِي المُسْتَقْبَلِ، لِهذا إذا إجْتَبَيْنا خَيْراً نَجِدَهُ مِنْ أجْلِنا، وإِذا إصْطَفَيْنا شَرَاً فَيَنْقَلِبُ عَلَيْنا، هَذا فِي جَمِيعِ المُعامَلاتِ بَيْنَ الأشْخَاصِ وَحَتَّى الدُّوَلِ.
فَإمَّا أَنْ تَكُونَ أَخِي وَعَزيزِي! شُجاعَاً مِقْدامَاً مُكَرَّمَاً لاَ مَذْلُولاً أَوْ تَكُونَ تابِِعَاً مَحْكُومَاً، تُهانُ وَتُحَرَّكُ بِهَواءٍ مَسْمُومٍ، فَلِلْدُّنْيا أَيُّها القَوْمُ أهْدافٌ، أوْجُها وأهَمُّها تَحْقِيقُ الذاتِ بِكَرامَةٍ وَعِزَّةٍ، فَتَجْعَلُ تَرْبِيَتَكَ لأوْلادِكَ، فَلْذاتِ أكْبادِكَ، إنْجازَكَ وَتَحْصِيلَكَ، لِيَكُونُوا قادَةً يَفْتَخِرُ بِهِمْ اللهُ وَرَسُولُهُ والنَّاسُ أَجْمَعين، أَما أَنْتَ أَيُّها الغالي! فَلْتَسْتَعِدْ بِنَفْسِك أوَّلاً! حَتَّى إِذا سَأَلَكَ إبْنُكَ أَوْ سألَتْكَ إبْنَتُكَ شيئا أَوْ إسْتَشارُوكَ بِشَيءٍ! كُنْتُ علىَ دِرايَةٍ بالجَوابِ دُونَ تَلَعْثُمٍ وَخَوفٍ! وَلِهذا ثَقِّفْ نَفسَكَ قَبْلَ أبْنائِكَ، وإِذا صَدَفَ وَلَمْ تَعْرِفْ الجَوابَ، تَعاوَنْ مَعَهُم علىَ ذَلِكَ! وهَذا هُوَ المَطْلُوبُ……!
أَمَّا إِذا مَدَّكَ اللهُ أخِي المُحْتَرمُ! بَسْطَةً فِي العِلْمِ والصِّحَةِ كُنْتُ مَحْظُوظَاً، فَأحَبَّكَ اللهُ ومَنْ أحَبَّهُ اللهُ أحَبَّتْهُ المَلائِكَةُ وَكانًَ مِنْ المُقَرَّبِينَ الصَّالِحينَ الصَّابِرينَ، فَلا تُضَيِّعِ الفُرَصَ ولا تَتَكَبَّرْ وتَثَبَّتْ بِإمانِكَ وَرُجُوعِكَ إِلى رَبِّكَ! لا يَنْساكَ كَما يَنْساكَ قِسْمٌ مِنْ البَشَرِ! وَإنَّ لِلأَمْرَ شَقَّان، تَثَبَّتْ بِطاعَةِ اللهِ فلا تُخْذَلُ! وثانياً أُتْرُكْ اليَدَ الوائِدَةِ لِلْحُرِّياتِ والأراءِ، ولا تَتَعاملْ مَعَ صاحِبِها، فَهُوَ بِدُونِ إحْساسٍ وَشَفَقَةٍ ولا إنْسانِيَّةٍ، إِلاَّ مَصْلَحَةً شَخْصِيَّةً لَهُ، مَوْجاتُها دِكْتاتُورِيَّةٌ، والغايَةُ عِنْدَهُ تُبَرِّرُ الوَسِيلَةُ طالَما تَخْدِمُ أطْماعَهُ الشَّخْصِيَّةِ.
إنَّ العِبْرَةَ أَيُّها الإخوةِ! الثِّقَةُ بالنَّفْسِ، وإنَّها عِنْدَ الغَالِب مِنَّا مَنْقُوصَهٌ، وَيَدَّعِي الواحدُ أَنَّه شُجاعٌ وواثقٌ وَلاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ وَفِي النِّهايةِ، يَنْأَى بِنَفْسِهِ وَيَقُولُ لا يَعْنيني، فأيْنَ الرُّجُولَةُ! وَيَنْسَى أَنَّ مَا يُصِيبُ غَيْرَهُ سَيُصِيبُهُ، فأَعْظَمُ الصِّفاتِ؛ أَنْ تَكُونَ فِينا النَّخْوةُ والحِمْيَةُ الجادَّةِ لِلْدِفاعِ عَنْ العاجِزِ المَذْلُولِ، لِنَنْصُرَهُ علىَ الظَّالِمِ، وَكُلِّي أَمَلٌ أَنْ نَنْجَحَ فِي هَذا لأنَّهُ أهَمُّ شَيْءٍ يُوْقِفُنا علىَ أرْجُلِنا جَمِيعَاً، فَنَصْبِرُ وَنَتَّحِدُ وَنُقاوِمُ وَنَنْتَصِرُ بإذنِ اللهِ عَلَىَ كُلِّ مَنْ يَنْصُبُ لَنا الكَمائِنَ، وَيُعِدُّ لَنا لِيُوْقِعَ بِنَا فِي كُلِّ مَجَالٍ وَحالٍ.
وَفَّقنَا اللهُ أَعِزائِي! وَرَفَعَ عَنَّا الذِّلَةَ وأسْكَنَ فِي قُلُوبِنا الهِدايَةَ والغِيرَةَ على الإِسْلامِ وأمَّةِ الإِسْلامِ!
والسَّلامُ عَليكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *