معاني كلمات وتفسير آيات سورة الشعراء, اعداد: محمد مصاروه

معاني كلمات سورة الشعراء, اعداد: محمد سليم مصاروه.

معاني كلمات القرآن الكريم (١)

الشعراء

 طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9) وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)

طسم: حروف مُقطعة الله اعلم بمعناها

الْكِتَابِ الْمُبِينِ: الكتاب (القران) المُوضِّحُ لكل شيء

لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ:

لعلك -أيها الرسول-من شدة حرصك على هدايتهم باخِعٌ: مُهْلِك نفسك؛ لأنهم رفضوا الايمان ولم يصدِّقوا بك

إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ:

إن نشأ ننزل على المكذبين من قومك من السماء آَيَةً: دليل قاطع، أي معجزة مخوِّفة لهم تلجئهم إلى الإيمان، فتصير أعناقهم خاضعة ذليلة، ولكننا لم نشأ ذلك؛ فإن الإيمان النافع هو الإيمان اختيارًا وليس إجبارًا

ذِكْرٍ: تذكير، رسالة (القصد آيات القران الكريم)

مُحْدَثٍ: جديد

مُعْرِضِينَ: مُنصَرفين، مُبتعدين

فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ:

فقد كذَّبوا بالقرآن واستهزئوا به، فسيأتيهم أخبار الأمر الذي كانوا يستهزئون به ويسخرون منه، وسيحلُّ بهم العذاب ويحل بهم ما كذبوا به

كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ:

زَوْجٍ: المُفْرَد او الجزء من الزوجين

 كَرِيمٍ: حَسَن، كثير النفع

ذكرت آيات القرآن الكريم وجود صفات زوجية في النبات، وهو اعجاز علمي

 كُشفَ عنه فقط في أواخر القرن التاسع عشر، بعد اختراع المجهر وتقدم علوم النبات، عندئذ تبينَ وجود اعضاء جنسية وحدوث عملية تلقيح داخل الزهرة، ومع تقدم علوم الأحياء تعمقت الفكرة عن تكاثر النبات.

يتكاثر النبات بطريقين:

1- تكاثر تزاوجي :يحدث في النباتات والأشجار المُزهرَة ويتم بواسطة تلقيح البويضة الموجودة داخل العضو الانثوي في الزهرة ( الميسم والمبيض ) بحبيبات الطلع وهي المادة الذكرية المحفوظة داخل العضو الذكري (المئبر) وينتج عن التلقيح بذور وثمار.

تنقسم الأزهار الى ثلاث انواع؛ أزهار ذكرية تحتوي على المئبر وحبيبات اللقاح أو الطلع وهي المادة الوراثية الذكرية، أزهار أنثوية فيها الميسم والبويضة، بناء على ذلك كل نوع من هذه الأزهار عبارة عن زوج من الأزواج التي ذكرته الآية الكريمة.

كذلك هناك أزهار ثنائية الجنس أي تحتوي على كلا العضوين؛ الذكري والأنثوي وهي تندرج في معنى الآية الكريمة (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الذاريات:49

يحدث التلقيح اما عن طريق انتقال مباشر لحبيبات الطلع الى الميسم في الزهرة ثنائية الجنس، او من الزهرة الذكرية الى الأنثوية بواسطة الرياح وعن طريق الطيور والحشرات وبضمنها الدبابير والنحل.

اضافة الى ذلك في بعض الاشجار يكون العنصر المذكر موجوداً في بعض الازهار، والعنصر المؤنث موجوداً بشكل منفصل في زهرات اخرى، وعندما تهتز الاغصان تتشابك الازهار وتلقح بعضها بعضاً.

2-تكاثر لا تزاوجي: يحدث في النباتات التي لا تُزهر مثل الأعشاب والطحالب، ويتم عن طريق (الميتوزا) وهي عملية تتضاعف فيها مادة الحمض النووي في نواة الخلية ثم تنقسم الخلية الى خليتين، بهذه الطريقة تنتج حبيبات فيها نفس المادة الوراثية للنبتة الام وتُحفَظ الحبيبات داخل اكياس صغيرة تسمى ” ابواغ” تنثرها الرياح والحيوانات.

وايضًا في هذه الحالة يسمى النسل زوجًا لأنه جزء من اثنين نتج بعد المُضاعفة والانقسام.

كذلك يتكاثر بعض النبات المُزهر ايضًا عن طريق التكاثر اللاتزاوجي وذلك يتعلق بقدرة النبات على تطوير أعضاء جديدة من أعضاء موجودة مثل: الأوراق، السيقان والجذور، ونرى ذلك في فسائل النخيل والموز والزيتون واشتال البصل وغيره.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)

إن في إنبات الأرض بأنواع مختلفة من النبات لدلالة واضحة على قدرة من أنبتها على إحياء الموتى، وما كان أكثر هؤلاء المكذبين بالبعث، الجاحدين نبوتك يا محمد، بمصدقيك بالرغم مما تأتيهم به من عند الله من العظات والعبر. وإن ربك -أيها الرسول -لهو الغالب الذي لا يغلبه أحد، الرحيم بعباده.

تتكرر الآيتان اعلاه ثماني مرات،  عقب قصة كل نبي ذُكِرَ في السورة،  وهم على الترتيب: نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم،  وموسى،  وإبراهيم،  ونوح،  وهود،  وصالح،  ولوط،  وشعيب،  عليهم السلام،  وتؤكد بقية القصص السبع نصرة الله لأنبيائه وهزيمة الله لأعدائه

معاني كلمات القرآن الكريم (٢)

الشعراء

 وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)

وَيَضِيقُ صَدْرِي: ولا أتحمل، أفقد صَبْري (إذا كذَّب فرعون وقومه بنبوتي)

وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي: ولا أستطيع التوضيح والبيان لسرعة غضبي.

وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ: ولهم عَلَيَّ ثَأْرٌ قديم؛ (قبل بعثته، قتل موسى بغير قصد رجلًا من قوم فرعون)

وَلِيدًا: رضيعًا، حديث الولادة

وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ:

وارتكبت (يا موسى) جنايةً بقتلك رجلًا من قومي حين ضربته ودفعته، ومع ذلك أنت من الْكَافِرِينَ: الجاحدين بنعمتي، المنكرين لربوبيتي!

قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ:

قال موسى عليه السلام لفرعون معترفًا: قتلت ذلك الرجل (عن غير قصد) وحينها كنت من الضَّالِّينَ: الجاهلين أي كنت أجهل ان دَفعي للرجل يُمكنُ ان يقتله

فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا: فمنحني الله علمًا تفقهًا وحكمة

وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: اجاب موسى عليه السلام على اعتراضات فرعون فقال له ” أتعُدُّ تربيتك اياي في قصرك نعمةً عليَّ تُذَكِّرني بها وبنفس الوقت كنت تقتل قسمًا من ابناء قومي وتستعبد الباقين وتبقي النساء احياءً كي تُذلهن!؟”

مُوقِنِينَ: متأكدين واثقين

معاني كلمات القرآن الكريم (٣)

الشعراء

 قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)

بِشَيْءٍ مُبِينٍ: بشيءٍ واضحٍ (برهان قاطع على نبوة موسى عليه السلام)

ثُعْبَانٌ مُبِينٌ: ثعبانٌ ظاهر واضح في غاية الجلاء والعظمة (وليس صغيرًا بحيث يشتبه الحاضرون بأنَّ الثعبان قد يكون دمية او تمويه من افعال السَحَرَة)

وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ:

من معجزات موسى عليه السلام انه ادخل يده في فتحة قميصه أو تحت إبطه ثم أخرجها فخرجت بيضاء من غير بقع او نمش او برص، تتلألأ تُبهرُ الناظرين لشدة بياضها

لِلْمَلَإِ: لأشراف القوم

قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ:

قال سادة قوم فرعون له: أَرْجِهْ وَأَخَاهُ: أخِّر أمر موسى وهارون، وأرسِلْ في المدائن جندًا حَاشِرِينَ: جامعين (للسحرة).

 (هذا الموقف يصور زيف الوهية فرعون المزعومة؛ اذ كيف لمن يدعي بانه اله أن يستشير عبيده وينتظر منهم التوجيهات!)

سَحَّارٍ: صيغة مبالغة من ساحر، اَي الساحر المتمكن من ألاعيب السِحر والمتفوق في مجاله

لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ: لموعد مُحدد في يوم محدد.

وهو وقت الضحى اي اول النهار وحتى الظهيرة، في يوم الزينة وكان يوم عيد عند قوم فرعون، وفي مكان مستوٍ حتى يشاهد الحضور الحدث.

توضح لنا هذه التفاصيل الآيات من سورة طه (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59))

معاني كلمات القرآن الكريم (٤)

الشعراء

 فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)

تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ: حية موسى تبتلع وتلتهم بسرعة ما أتى به السحرة من كذب وتمويه

فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ: فَسقط السحرة تلقائيًا ساجدين (بسبب روعة الموقف وهيبته)

لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ: سوف اقطع يد كل واحد منكم ورجله في الجهة المعاكسة لها، يد اليسرى مع الرجل اليمنى وبالعكس

لَا ضَيْرَ: لا ضرَر علينا (ان قتلتنا يا فرعون، فالآخرة اهم من الدنيا)

مُنْقَلِبُونَ: راجعون (الى الله)

إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ:

قال السحرة لفرعون: إنا نرجو أن يغفر لنا ربنا خطايانا من الشرك وغيره؛ لكوننا أول المؤمنين بالله في قومك.

*دخل السحرة ميدان التحدي كافرين فَجَرة فخرجوا مؤمنين بررة، لأنهم جاءوا بكل ما لديهم من الكَيْد، وجمعوا صَفْوة السحر وأساتذته ممنْ يَعْلمون السحر جيداً، ولا تنطلي عليهم حركات السحرة وألاعيبهم، فلما رَأوا ما فعلت عصا موسى بسحرهم، لم يخالطهم شكٌّ في أنها معجزة بعيدة عَمّا يصنعونه من السحر؛ فسارعوا ولم يترددوا في إعلان إيمانهم بدعوة موسى وهارون. وصاروا في حالةٍ إيمانية نادرة؛ بل إنَّهم تَرَقَّوا إلى مرتبةٍ مِن الفناء في سبيل الله عز وجل غير أبهين بتهديد فرعون بالبطش بهم وإهلاكهم

معاني كلمات القرآن الكريم (٥)

الشعراء

 وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)

أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ:

 (أوحى الله إلى موسى عليه السلام): أَنْ أَسْرِ: سِرْ ليلًا، بمن آمن من بني إسرائيل؛ لأن فرعون وجنوده متبعوكم حتى لا يدركوكم قبل وصولكم إلى البحر.

فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ:

بلغ فرعون خبر خروج موسى وقومه، فأرسل جنوده يجمعون جيشه من الْمَدَائِنِ: المُدن

شِرْذِمَةٌ: طائفة قليلة العدد

غَائِظُونَ: يثيرون غضبنا بشدة

حَاذِرُونَ: مُتَيقظون لهم

فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ:

فأخرج الله فرعون وقومه من أرض (مصر) ذات البساتين وعيون الماء

وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ:

وخزائن المال والمنازل الحِسان

كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ:

البساتين، عيون الماء وخزائن المال والمنازل الجميلة التي كانت لفرعون وقومه، جعلها الله لبني اسرائيل.

من جهة ثانية، لا تَذْكُر آيات القرآن الكريم عودة لبني اسرائيل بعد خروجهم من مصر وكذلك ليس هناك أي سند تاريخي يدعم افتراض عودتهم الى مصر، فكيف من الممكن اذًا ان يرث بنو اسرائيل املاك فرعون وقومه وقد فرّوا من مصر !؟

يُحتَمل أن يكون بنو إسرائيل قد ورثوا مُلْك فرعون في منطقة سيناء والتي أتوا اليها بعد عبورهم البحر، فمملكة فرعون امتدت من منطقة السودان ومصر وحتى الشام. ومن المنطقي افتراض ان غَرَق فرعون وجنوده تسبب بحدوث زعزعة في المملكة الفرعونية وضعف في أطراف رقعة الحُكم، وحصول فراغ (أمنى) في منطقة سيناء بحيث مَكَّنَ بني اسرائيل من السيطرة في سيناء على املاك الدولة من بنايات بما حوتها وبساتين ومزروعات وكنوز.

إضافةً الى ذلك، قد يكون المقصود بالكنوز هو الذهب والفضة والتي استعارها بنو إسرائيل من جيرانهم المصريين ليلة خروجهم مع موسى، كتمويهٍ منهم لفرعون مُدَّعين بأنهم ينوون الخروج الى البرية من اجل مناسبة دينية تخصهم. وتذكر الآية الكريمة من سورة طه وجود حُلي مع بني اسرائيل تابعة لقوم فرعون﴿ حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا ﴾ (طه: 87).

ونجد تفصيلًا لهذه الجزئية في التوراة، سفر الخروج، الإصحاح الثالث، (22-18)

 3 :18 فاذا سمعوا لقولك تدخل انت وشيوخ بني اسرائيل الى ملك مصر وتقولون له الرب إله العبرانيين التقانا فالان نمضي سفر ثلاثة ايام في البرية ونذبح للرب الهنا

3 :19 ولكني اعلم ان ملك مصر لا يدعكم تمضون ولا بيد قوية

3 :20 فأمد يدي واضرب مصر بكل عجائبي التي اصنع فيها وبعد ذلك يطلقكم

3 :21 واعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين

3 :22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين

وبقي إشكال آخر يحتاج إلى توضيح وهو، أنَّ الله قد أخبر في كتابه الكريم أنه طَمَس على أموال فرعون وملائه، ودمَّر ما كان يصنع فرعون وقومه، فقال سبحانه: ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (يونس: 88، 89)، وقال سبحانه: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ (الأعراف: 137)، من جهة ثانية تذكر الآيتان أعلاه ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) ﴾ وراثة بني إسرائيل لجنات قوم فرعون وزروعهم وكنوزهم ومقامهم الكريم من المباني وغيرها، لذلك فإن الجنات المعروشة والزروع والبنايات التي كانت لقوم فرعون في سيناء دمرها الله ثم ورثها بنو اسرائيل بعد تدميرها، فأصلحوا الأراضي وزرعوها، وغرسوا الأشجار، وأجروا العيون، ورمموا القصور وسكنوها أو بنوا بحجارتها مساكن جديدة.

وقد يكون المال او الكنز المُهيأ لبني اسرائيل لم يُطمَس عليه أي لم يُمْحَ أثره وبقي محفوظًا على اعتبار انه مُقَدَّرٌ لغير فرعون وجنده

 والله أعلم

معاني كلمات القرآن الكريم (٦)

الشعراء

فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)

فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ: فلحق فرعون وجنده بموسى ومَن معه وقت شروق الشمس.

تَرَاءَى الْجَمْعَانِ: فلما رأى كل واحد من الفريقين الآخر

إِنَّا لَمُدْرَكُونَ: (قالت بنو اسرائيل) إنَّ فرعون وجنوده مدركون ومهلكونا

إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ: (قال موسى) إنَّ معي ربي سيهديني الى ما فيه نجاتي ونجاتكم

فَانْفَلَقَ: فانشقَّ

فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ: فكانت كُلُّ قطعةٍ (انفصلت من البحر)

كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ: كالجبل الضخم

وَأَزْلَفْنَا: وقَرَّبنا

ثَمَّ: هناك (الى منتصف المسلك اليابس في البحر المُنشَّق)

الْآَخَرِينَ: الجماعة الأخرى وهم فرعون وجنوده

معاني كلمات القرآن الكريم (٧)

الشعراء

 وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ: وَاتْلُ: واقرأ (شفهيًا) /وأُقصُص -يا محمد -على الكافرين نَبَأَ: خَبَر ابراهيم عليه السلام

 فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ: فَنَظَلُّ مداومين، مثابرين (على عبادة الأصنام)

رَبَّ الْعَالَمِينَ: مالك جميع الخلق من الإنس، والجن، والملائكة، والدواب، وغيرهم

 وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ: والذي أَطْمَعُ: أرجو، أظن ان يتجاوز عن ذنبي يوم الحساب.

*الانبياء والرسل معصومون عن الذنوب والخطايا ‏لأنهم المَثَلُ الأعلى لأقوامهم في الاعتقاد والأفعال والأخلاق. ولكنَّ الآية أعلاه تنسُب لإبراهيم عليه السلام رجائه ان يغفر الله له خطيئته، ودعاء ابراهيم نابعٌ من شدة إيمانه وتواضعه، فهو لا يرى أنه يستحق بعمله شيئًا ولا يبرئ نفسه ويخشى أن تكون له خطيئة ولكنه يطمع في فضل ربه ويرجو رحمته.

رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا: رَبِّ امنحني العلمَ والفهم والتصرف وفقهما

 لِسَانَ صِدْقٍ: ثناءً حسنًا يُذكَر بحق وبصدق (أي أنَّ الشخص الممدوح يستحق فعلًا الثناء عليه)

فِي الْآَخِرِينَ: في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة (وقد تحقق رجاء ابراهيم عليه السلام، فالمسلمون في صلاتهم يصلون على ابراهيم ويدعون له بالبركة في دعاء الصلاة الإبراهيمية أو التشهد الأخير)

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ: إلا مَن أتى الله بقلبٍ خالٍ من الكفر والنفاق والرذيلة.

معاني كلمات القرآن الكريم (٨)

الشعراء

 وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104) كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107)

وَأُزْلِفَتِ: قُرِّبَت

وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ: وأُظْهِرَت الجحيم للضالين

فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ: كُبُّوا: أُلقوا على وجوههم بعضهم فوق بعض والمراد هنا الأصنام أنَّ تُكَبُّ على وجوهها، وتسبق مَنْ عبدها إلى النار

تَاللَّهِ: والله (قَسَمْ)

إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ :(يوم القيامة يعترف أهل الشرك والضلال بخطئهم ويتخاصمون مع ابليس والشياطين وكُل من ادعى الالوهية ومن جملة أقوالهم:) لقد كُنّا على ضلال اذ ساوينا بينكم وبين رب المخلوقات من ناحية العبادة والطاعة والإخلاص

فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ: فليس لنا من أحدٍ يتوسط عند الله عزَّ وجل

صَدِيقٍ حَمِيمٍ: صديق قَرِيبُ عزيز

فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً: فَلَوْ أَنَّ لنا رجعة / عودة (الى الحياة الدنيا)

معاني كلمات القرآن الكريم (٩)

الشعراء

 فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)

الْأَرْذَلُونَ: الرديئون من الناس، والمقصود بالسَفَلة والخسيسين (ذلك رأي الكفار من قوم نوح بمن آمن برسالته)

فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا: فأحكُم /فاقضِ بيني وبين قومي حُكْمًا ُتهلك به من جحد توحيدك، وكذَّب رسولك (نوح يدعو الله)

الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ: السفينة المملوءة بقوم نوح المؤمنين وأزواج الحيوان والطير والحشرات (من منطقة سكنى نوح)

معاني كلمات القرآن الكريم (١٠)

الشعراء

 كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)

أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ:

رِيعٍ: المكان المرتفع مثل: تلة، هضبة

 آَيَةً: علامة، والمقصود في هذا السياق: المبنى البارز اللافت للأنظار وهو القصر

 تَعْبَثُونَ: تلهون، تلعبون

ذكرت آيات القران الكريم ان قوم عاد كانوا ضخام الأجسام وتمتعوا بقوة بدنية كبيرة جدًا وقد برعوا في بناء المباني الضخمة ذات الأعمدة،

 والآية اعلاه تتحدث عن عظة هود عليه السلام لقومه بسبب بلوغهم درجة من البطر بحيث كانوا يبنون على المرتفعات قصورًا فخمة بدافع العبث أو من اجله؛ بمعنى أنَّ بنائهم القصور سببه الترف والبذخ والتباهي أو بُنِيت من أجل اللهو داخلها وارتكاب الموبقات، وقد يكون كلا الأمرين معًا

وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ:

مَصَانِعَ جمع مَصْنَع ولها ثلاثة معاني:

1-المكان الذي تُمارَس فيه صناعة ما

2-الحوض الذي تُجمَع فيه ماء المطر ونحوه

3-قصر أو حصن أو قلعة

 وأرى أنَّ المعنى المقصود بالآية هو الحِصن أو القلعة، وهود عليه السلام يلفت نظر قومه الى غفلتهم عن الآخرة وانغماسهم في الحياة الدنيا فيقول لهم ” اطمأننتم كثيرًا حتى انكم تبنون القلاع والحصون وكأنكم ستعيشون الى الابد!”

وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ: وَإِذَا بطشتم: وإذا استعملتم القوة والعنف

 بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ: مارستم العُنْف جبارين: دون رأفة أو رحمة، وكذلك، ظالمين مُتسلطين

وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ: فاتقوا الله الذي أعطاكم نِعَمًا كثيرة وأنتم عارفون بقسمٍ منها

بِأَنْعَامٍ: الخراف الغنم والإبل والبقر

قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ:

رفَض قوم هود ان يغيروا فِكرهم وسلوكهم فقالوا له:

 ” سَوَاءٌ عَلَيْنَا: نفس الشيء بالنسبة لنا، ان وعظتنا أو لم تعظنا “

إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ:( اجابت عاد نبيها) أنَّ ما نقوم به من إسراف وتعالي وبطش هو خُلُقُ الْأَوَّلِينَ: عادة الأمم السابقة، ونحن نحذو حذوهم وليس في ذلك شيءٌ يُعاب

معاني كلمات القرآن الكريم (١١)

الشعراء

 كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)

أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ:

هل تظنون أنه يمكنكم الاستمرار في الكفر وبنفس الوقت سيدوم تمتعكم بالرخاء والاستقرار، آمنين من الموت والحساب، أو من عذابٍ في الحياة الدنيا !؟

وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ:

الطلع هو عُنقود الإزْهار ويُسمى بالكوز ويحوي بداخله حبوب اللقاح ان كان الطلع ذكريًا، او البويضات ان كان أنثويًا، وبعد عملية التلقيح تنمو الأزهار وتصير حبَّات بلح ثم رُطَب.

هَضِيمٌ: هناك أكثر من معنى

1-لطيف ليِّن

2-يانع حسن النُّضج

3-الشيء المهضوم

 اعتبر غالبية المفسرين أنَّ كلمة (هضيم) تصف ثمار الطلع اَي البلح او الرُطَب، فيكون معنى الآية: ونخلٌ ثمرها يانع لين مكتمل النضوج.

من جهة ثانية، أرى أنَّ الآية تحتمل معنى أدَّق، وهو أن الطَلْع والذي يحتوي على حُبيبات اللقاح، عبارة عن مصدر غذاء شهي للنحل ولحشرات اخرى، فتقصده وتجمع منه الرحيق وتهضمه فيصير الناتج هضيما ومن الهضيم يُفرِز النحل شمع العسل والعسل.

وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ:

فَارِهِينَ: ماهرين، بارعين

(يقول صالح لقومه) منحكم الله قوة وبراعة في نحت البيوت داخل صخور الجبال، هل تعتقدون ان هذه النعمة ستدوم عليكم؟ اليس الله بقادر ٍ على اهلاككم؟

ما زالت آثار ثمود موجودة حتى اليوم، ويُطلق عليها بالحِجر او مدائن صالح، وتقع على بعد 400 كيلومترًا شمال غرب المدينة المنورة.

أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ: دعوة المتجاوزين الحلال الى الحرام، المتمادين في المعصية.

 (صالح عليه السلام يتحدث عن فئة في ثمود كانت ممعنة في الكفر والجحود، وكانت تدعو بقية القوم الى نهجها وتكذب نبوة صالح، ولعلهم هم الذين قال الله فيهم: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) النمل: 48

ويُحتمَل جدًا ان الذي ذبح ناقة صالح عليه السلام كان منهم

الْمُسَحَّرِينَ: المسحور عَقْلَهم مراتٍ كثيرة

فَأْتِ بِآَيَةٍ: فاجلب لنا برهان (على أنك نبي)

معاني كلمات القرآن الكريم (١٢)

الشعراء

 قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)

قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ:

طلب قوم ثمود من صالح عليه السلام معجزة تكون دليلاً على صدقه وقالوا له: أخرج لنا من هذه الصخرة – وأشاروا إلى صخرة كانت هناك-ناقة ومعها ولدها وأوصافها كذا وكذا.

فقال صالح عليه السلام هذا الدليل من الله على نبوتي، فمن هذه الصخرة الصماء الملساء ستخرج امام اعينكم ناقة ترونها وتشاهدونها بأجمعكم،

(لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) أي أنَّ الناقة وحدها تشرب ماء البئر في يوم وبنفس اليوم أنتم تشربون حليبها ولكن لا تشربون من البئر، وفي اليوم الذي يليه تشربون أنتم ومواشيكم من البئر والناقة لا تشرب. (وحَذَّرهم صالح من مسِّ الناقة بسوء)

فَعَقَرُوهَا: فذبحوها، فنحروها (ذبحها شخص واحد، ولكن البقية الكافرة وافقت وارتضت ذلك الفعل)

فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ: فطلع عليهم الصباح وهم في حالة ندم وحسرة وتَرَقُّب

أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ: اتمارسون الجنس مع الذكور، ما سبقكم بهذه الفعلة احدٌ من الخلق

وَتَذَرُونَ: وتتركون

مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ: فروج نسائكم

عَادُونَ: مجاوزون الحلال إلى الحرام

معاني كلمات القرآن الكريم (١٣)

الشعراء

 قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175) كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)

قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ:

قال لوط لقومه: إني لِعَمَلِكُم هذا الذي تعملونه لمن الْقَالِينَ: الكارهين، المُبْغِضين

إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ: (نجّى الله لوطًا وأهله) إلا زوجته العجوز الكافرة، فكانت من الْغَابِرِينَ: الذاهبين الهالكين

وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ: وأنزلنا على قوم لوط حجارة من السماء مثل إنزال المطر، فَقَبُحَ مطر هؤلاء الذين كان لوط ينذرهم ويحذرهم من عذاب الله بسبب ارتكابهم الفواحش والشذوذ

أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ: اصحاب القرية ذات الشجر المتشابك الفروع والأغصان،

 وهم قوم شُعيب عليه السلام واغلب الاحتمال انهم ايضًا قوم مَدْيَن المذكورين في مواضع اخرى، وكانوا يعبدون الأشجار ويتلاعبون في الموازين ويغشون الناس

أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ:

أَوْفُوا: أتموا للناس الكيل عندما تبيعونهم، ولا تكونوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ: ممن ينقص الكيل إذا باع للناس

بِالْقِسْطَاسِ: بالميزان

الْمُسْتَقِيمِ: العادل الصحيح (غير الزائف أو المغشوش)

وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ:

ولا تَبْخَسُوا: ولا تُنْقِصوا من حقوق الناس

وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِين:

ولا تَعْثَوْا: ولا تُفسدوا، في الأرض (كقَطْعِ الطريق والاعتداء على الناس)، تفعلون ذلك عن نية مُبَيَّتَة وقَصْد فتكونوا مُفسدين دائمًا

معاني كلمات القرآن الكريم (١٤)

الشعراء

 وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)

وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ: الأُمم الاولى، الناس السابقين الذين جُبِلوا على العناد وتكذيب الرسُل.

 (شُعيب عليه السلام، يُذَّكَر قومه بمصير المكذبين المعاندين من الامم السابقة)

فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ:

فأسقط علينا (يا شُعيب) كِسَفًا: قطعًا، من السماء إن كنت صادقًا فيما تدّعيه.

فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ:

الظُّلَّةِ: كل جسم ينشأ تحت ظل، مثل؛ غيمة، مظلة عريشة وكذا

 والمقصود بعذاب يوم الظلة هو العذاب الذي نزل بقوم شُعيب عن طريق سحابة استظلوا تحتها، لان الجو كان شديد الحرارة وخاليًا من اية نسمة ريح، ولمّا رأى اصحاب الايكة غمامة قادمة في جو السماء، وقفوا تحتها ليستظلوا من الحر الشديد لكن السحابة حملت لهم الهلاك حيث أمطرتهم بنيران أهلكتهم.

وقد نَجَّى الله شُعيب والمؤمنين معه من ذلك العذاب، لأنهم خرجوا من المكان قبل الحدث، وذلك بحسب الآية من سورة هود

(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ).

من اللافت للنظر أنَّ الآية من سورة هود تذكر أنَّ عذاب مدين والذين هم ايضًا اصحاب الأيكة، كان بالرجفة اَي بالهزة الارضية، من ذلك نستنتج أنَّ قوم شُعيب عُذبوا من فوق ومن تحت، كان الجوُّ قائظًا فاستظلوا بالغيمة والتي فَتَحَت عليهم نيرانها، فتفرق منهم من تفرق، ولكن، عندئذ هزةً ارضيةً فاجأتهم فهلكوا جميعًا!

                         -اللهم اجعلنا من الناجين-

نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ: نَزَل بالقرآن جبريل عليه السلام

بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ: بلغةٍ عربيةٍ واضحة المعنى

وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ: وإن هذا القرآن لمذكور في زُبُرِ: كُتُب الْأَوَّلِينَ، فقد بشرت به الكتب السماوية السابقة.

أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ:

أَوَلَيْسَ يَكْفِيهِمْ شَاهداً على صِدْقِ هَذا القرآنِ، أنَّ علماءَ بني إسرائيلَ يَجِدُونَ ذِكْرَهُ في كُتُبِهِمُ التي يَدْرُسُونها

معاني كلمات القرآن الكريم (١٥)

الشعراء

 وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)

وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199):

الْأَعْجَمِينَ: غير العرب، لغتهم الأم ليست عربية

 يُمكن فهم الآيتين بطريقين:

1-دليل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم واضح للكفار المعاندين، فالقران نزل بلغتهم وهم يعجزون عن كتابة شيء مثله، المعجزة بارزة أمامهم وطريق الايمان مُيَسَرة.

وعلى فرض أنَّ هذا القرآن نزل بلغة غير العربية على رسول من غير العرب.

ثم قرأ الرسول الاجنبي القران على كفار مكة ما صاروا به مؤمنين؛ لأنهم لن يشعروا بإعجازه اللغوي وسيقولون: لا نفهمه، فليحمدوا الله على تنزيل القرآن بلغتهم.

2-يُكَذِّب المشركون نزول القرآن ويعاندون لمجرد المكابرة والعناد،

 فعلى فرض أنَّ الرسول كان غير عربيًا ونزل القران عليه بالعربية بنفس الاعجاز من ناحية اللغة والبيان وغيره، ثُمّ قرأ الرسول القرآن عليهم، ما كانوا لينذهلوا من اعجاز القران وبلاغته وما كانوا ليؤمنوا به، وذلك على الرغم من كون المبعوث إليهم ليس متقنًا للغة العربية

كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ:

كذلك أدخلنا في قلوب المجرمين جحود القرآن، وصار متمكنًا فيها؛ وذلك بسبب ظلمهم وإجرامهم

لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ: لن يؤمن الكفار المعاندين بالقرآن الا حين يرون العذاب، وقد يكون المقصود عذاب القبر والذي هو مقدمة لعذاب الآخرة، أوكلا العذابين

بَغْتَةً: فجأةً

مُنْظَرُونَ: مُمْهَلون

إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ: إِنْ أمهلناهم سنين يتمتعون خلالها بالنِعَم

ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ:

إرسال الرسل الى الامم السابقة كان من باب التذكير والموعظة، واهلاكهم كان بعد الإنذار والإمهال، والله تعالى لا يظلم احدًا من خَلقِه

وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ: وما نزلت الشياطين بالقران على محمد صلى الله عليه وسلم (كما زَعَمَ الكفار)

إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ:

إنَّ الشياطين معزولة، محجوبة عن سماع وحي القران عند نزوله

عَشِيرَتَكَ: الأهل والأقارب من قومك

معاني كلمات القرآن الكريم (١٦)

الشعراء

 وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ: تواضع، ألِنْ جانبك، كُنْ لطيفًا

الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ: الله يراك حين تقوم للصلاة وحدك في جوف الليل

وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ: ويرى تقلُّبك /تَبَدُّل وضعياتك مع الساجدين في صلاتهم معك من قيام وركوع وسجود وجلوس

هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ: (يا من تَدَّعون ان الشياطين تنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) هل أُخْبِركُم على من تتنزل الشياطين بالفعل !؟

تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ: ينزل الجِن (وهم ايضًا شياطين) على كل أَفَّاكٍ: كذابٍ/مُفترٍ، أَثِيمٍ: مُغْرَق في الآثام /كَثير الخطايا، وهذه صفات الدجالين والمشعوذين (ولا ينزل الجن على رسولٍ طاهر ٍشريف ذي خُلقٍ عظيمٍ)

يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ:

هناك أكثر من معنى للآية الكريمة:

1-المشعوذون والدجالون يُلْقُونَ السَّمْعَ: يُصغون بشدة، الى وسوسات الشياطين وهمزاتهم، ولكن الشياطين لا تزودهم بمعلومات، وعلى الرغم من ذلك، يكذب غالبية المشعوذين والدجالين فيزعمون أنّهم تواصلوا مع العالم الخفي وأنَّه قد كُشِفَ لهم كذا وكذا.

وقَد يختلس الجن، السمع من السماء العُليا، فَيَعلَم جُزئية بسيطة فيتواصل بها مع المشعوذ فيتلقاها ذلك الدجال ويخلطها مع كمية كبيرة من الأكاذيب، فيكون قد صَدقَ في جُزءٍ بسيط جدًا ومسألة تافهة، وكَذَب في مُعظم أقواله

2-تتنزل الشياطين على كل دَجالٍ أفاكٍ أثيم، والشياطين يُلْقُونَ السَّمْعَ: تُنصِت بشدة إلى الملأ الأعلى محاولين اختلاس شيئًا من المعلومات المتاحة للملائكة، ولكن في مُعظم الأوقات تبوء مساعي الشياطين بالفشل، على الرغم من ذلك، يكذب غالبية هؤلاء الشياطين على من يتواصلون معهم من المشعوذين والدجالين ويزودونهم بمعلوماتٍ مُختَلقَة. وقد يحدُثُ ان تعلم الشياطين معلومة بسيطة عديمة الأهمية، فتزود الدجال بها وبذلك يكون في دَجَل المُشَعوذ قَدَرٌ طفيفٌ جدًا من الحقيقة.

وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ:

لا يَصحُّ وصف الرسول بالشاعر، لانَّ الشعراء (في فترة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده بفتراتٍ كبيرة وتجد منهم غي ايامنا هذه)، من صفاتهم التلون والتقلب، فهم أسرى الانفعالات والعواطف المتقلبة، تتحكم فيهم مشاعرهم وتقودهم إلى التعبير عنها كيفما كانت. ومن شِعرهِم ما هو مبني على الباطل والكذب، بين مدحٍ وتملق وبين هجاء وطعن وذم، ويجاريهم ويؤيدهم الْغَاوُونَ: الضالون، الزائغون من امثالهم، الذين لا مَنهج لهم ولا هدف.

أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ: أَلَمْ تَرَ (يا محمد والمؤمنين) أنَّ الضالين من الشعراء يَهِيمُونَ: يخوضون، يسيرون على غير هدى، في كل وادٍ: أي في كل وادٍ من مجال الشعر؛ المدح الذم وكذا.

بما أن الشعراء هم أهل كلام وخيال، ومبدأهم يتغير، فقد يمدحوا أحدًا ثم يقوموا بذَمِّه، فهم كالذي يتنقل دون هدف، من وادٍ الى آخر

إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا: ليس كل الشعراء غاوين، هناك من اهتدوا الى الإيمان وعملوا الصالحات، وأكثروا مِن ذِكْر الله واستعملوا شِعرَهم في توحيد الله عزَّ وجل، والدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالحكمة والموعظة والآداب الحسنة، وانتصروا للإسلام، يهجون مَن يهجوه أو يهجو رسوله؛ ردًّا على الشعراء الكافرين.

أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ: أي مرجعٍ من مراجع الشَرِّ والهلاك سيرجعون اليه

Exit mobile version