الأخبار العاجلةعلوم وتكنولوجيا

قريباً: مقطوعات موسيقية لتحفيز المشاعر حسب الطلب!

أجرت جامعة كاليفورنيا في بركلي، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1868، دراسة جديدة حول المشاعر والأحاسيس الذاتية التي يمكن أن تستثيرها أنواع مختلفة من الموسيقى لدى المستمع بغرض التوصل إلى سبل لتلبية احتياجات كل شخص بدقة، بحسب حالته المزاجية أو التي يرغب في أن يكون عليها، وفقاً لما نشره موقع “Medical News Daily”.

وطرحت الدراسة السؤال التالي: هل أردت ذات يوم في موقف ما توليف قائمة تشغيل لمقطوعات موسيقية من أجل أن تضعك في مزاج معين؟ على سبيل المثال، لتحفيزك على العمل. وهل واجهت صعوبة أو لم تكن متأكداً بشأن إمكانية العثور على مثل تلك القائمة أو توليفها؟ وجاءت الإجابة من واقع نتائج الدراسة بأنه في القريب العاجل، ربما يكون متاحاً بسهولة العثور على مقطوعات موسيقية تناسب مشاعرك في نفس اللحظات أو تحفزك لتبدأ العمل.

استخدمت الدراسة العلمية، التي قادها آلان كوين، طالب الدكتوراه بجامعة كاليفورنيا، أكثر من ألفي عينة موسيقية لقياس مدى تأثير أنواع مختلفة من الموسيقى على العاطفة في مجموعات من دولتين مختلفتين ذات ثقافات متباينة هما الولايات المتحدة والصين.

وشارك في الدراسة 1591 متطوعاً من الولايات المتحدة و1258 متطوعاً من الصين، واستمعوا جميعاً إلى ما يصل إلى 2168 عينة من أنواع مختلفة من الموسيقى.

تضمنت التجربة الأولى مجموعة فرعية من المشاركين من الصين والولايات المتحدة الذين استمعوا إلى مكتبة موسيقى تضم 1841 عينة، قاموا بتقييمها على 11 مقياساً لمعايير الميزات العاطفية الواسعة. وسمح هذا الفحص الأولي للباحثين بإعداد قائمة طويلة من التجارب العاطفية المحتملة التي يمكن أن تستحضرها أنواع مختلفة من الموسيقى.

ثم بدأت الدراسة في تحديد ورسم عشرات التجارب الذاتية، التي يمكن أن تستحضرها أنواع مختلفة من الموسيقى لدى المستمعين. وجرى تقسيم الأنواع المختلفة من الموسيقى وطرحها للمشاركة من خلال الفريق البحثي عبر تطبيق Pinterest وفقاً لفئات رئيسية تشمل ما يمكن أن يثير أنواعاً مختلفة من العواطف والمشاعر مثل الشعور بالمتعة أو الانزعاج أو مثيرة للتوتر أو جميلة أو مريحة وهادئة أو حالمة أو محفزة للنشاط والإنتاج أو مثيرة للغرائز والرغبات أو ساخطة أو مثيرة لروح التحدي أو مرحة أو حزينة أو مخيفة أو بطولية.

ويقول بروفيسور داتشر كيلتنر كبير الباحثين في الدراسة، التي نشرت نتائجها في سجلات الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم PNAS، إن الفريق البحثي قام “بتوثيق دقيق لأكبر مجموعة من المشاعر التي يشعر بها الجميع من خلال لغة الموسيقى”.

وأنه من أجل التأكد من مدى دقة إدراك المشاركين من ثقافات مختلفة لنفس التجارب الذاتية والشعورية بسبب المقطوعات الموسيقية، قام الباحثون بطلب ملء استبيان بعد استماع المشاركين لعدد 300 مقطوعة موسيقية وتدوين ما شعروا به عقب كل مقطوعة. ووفقاً لما خلص إليه الباحث كوين، فإنه “يمكن للمستمعين المنتمين إلى ثقافات مختلفة أن يتفقوا على أن الموسيقى غاضبة، ولكن يمكن أن تختلف فيما إذا كان هذا الشعور إيجابيًا أم سلبيًا”.

وأضاف كوين قائلا: إن “الموسيقى لغة عالمية ولكننا لا نتنبأ لما تقوله وكيف يتم فهمه”. وأوضح كوين أنه يجب أن يخطي الباحثون “خطوة أولى مهمة نحو حل لغز كيف يمكن للموسيقى أن تثير الكثير من المشاعر الدقيقة”.

وفي المستقبل، يعتقد الباحثون أن عملهم ربما يكون له حتى تطبيقات عملية، في مجال مساعدة علماء النفس والأطباء النفسيين على تطوير علاجات أفضل تشمل الموسيقى والسماح للمطورين ببرمجة خدمات بث الموسيقى للتعرف على قوائم التشغيل، التي تناسب الحالة المزاجية الحالية للمستمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *