تدهور 15% من أراضي فلسطين والسبب..

تدهور ما يقارب 15% من الارض الفلسطينية، علما بأن مؤشرات التصحر تظهر في اكثر من 50% من الارض الفلسطينية والتي تحتاج الى جهد كبير لاعادة تأهيل هذه الموارد الطبيعية المتدهورة.

 اظهرت نتائج التقرير الوطني الاول المقدم لسكرتارية اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر، عن تدهور ما يقارب 15% من الارض الفلسطينية، علما بأن مؤشرات التصحر تظهر في اكثر من 50% من الارض الفلسطينية والتي تحتاج الى جهد كبير لاعادة تأهيل هذه الموارد الطبيعية المتدهورة.

وذكر تقرير صادر عن الإدارة العامة للغابات والمراعي والحياة البرية في وزارة الزراعة بمناسبة حلول اليوم العالمي لمكافحة التصحر الذي يصادف في السابع عشر من حزيران،ان اهم مسبب لحالة تدهور الاراضي في فلسطين هو الاحتلال الاسرائيلي الذي يقوم بتجريف الاراضي الزراعية والقطع الممنهج لاشجار الزيتون (اكثر من مليون شجرة مختلفة منذ عام 2000) من خلال عصابات المستوطنين او من خلال قوات الجيش الاسرائيلي التي قامت بتجريف مساحات شاسعة من اراضي المواطنين وانشاء عشرات المعسكرات والمستوطنات على اراضي الغابات بعد قطعها.

ويعرف التصحر بأنه تدهور الأراضي في المناطق القاحلة، وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة، والسبب الرئيسي في ذلك هو الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، ويحدث ذلك لأن النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة العالم، معرضة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم. ويمكن للفقر، ولعدم الاستقرار السياسي، ولإزالة الأحراج، وللرعي المفرط، ولممارسات الري السيئة أن تتلف جميعها إنتاجية الأرض.

ويُحتفل باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف سنويا لتعزيز الوعي العام بالجهود الدولية المبذولة لمكافحة التصحر. ولذا، يعد هذا اليوم لحظة فريدة لتذكير الجميع بأنه يمكن هدف الحد من تدهور الأراضي ممكن التحقيق من خلال حل المشاكل، والمشاركة المجتمعية القوية والتعاون على جميع المستويات.”

تعتبر الدول العربية من اكثر المناطق بالعالم المتأثرة بظاهرة التصحر حيث ان قارتي افريقيا واسيا الاكثر تضررا بهذه الظاهرة من حيث كثافة المساحة المتاثرة وتعتبر دولة فلسطين كواحدة من الدول العربية المتاثرة بهذه الظاهرة التي نتجت عن عوامل بشرية وعوامل طبيعية ادت الى تدهور واضح في الغطاء النباتي والتربة وتراجع الانتاجية و نسبة الكربون المخزن بالتربة علما بان اكثر من ربع الكرة الارضية تعاني من خطر تدهور الاراضي والذي يؤثر على ما يقارب 110 دول ما يقارب مليار ونصف من سكان العالم.

وتعتبر فلسطين منذ عام 1994 حتى عام 2017 عضوا مراقبا في اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر والتي انضمت اليها كعضو دائم منذ عام 2017، علما بانه تم اعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر في عام 2012 وحددت اهداف استراتيجية اربعة للحد من اثر التصحر وتدهور الاراضي في فلسطين والحد من الفقر.

وتسعى اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر المعتمدة في باريس سنة 1994 لان تكون المظلة التي تصب فيها الجهود الوطنية والدولية والاقليمية لمكافحة التصحر وتحييد اثر تدهور الاراضي من خلال تنفيذ البرامج والمشاريع والتدخلات لمكافحة التصحر.

وقد اولت جامعة الدول العربية من خلال مشروع الخطة الاطارية الاقليمية المقدم من المنظمة العربية للتنمية الزراعية لدعم الدول العربية في تنفيذ الخطة الاستراتيجية لمكافحة التصحر 2018-2030 والهدف الخامس عشر من اهداف التنمية المستدامة، من خلال مشروع الخطة الاطارية الاقليمية المقدم من المنظمة العربية للتنمية الزراعية ضمن الاهداف الاستراتيجية الخمسة لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر والمبينة ادناه:

1. تحسين حالة النظم البيئية المتأثرة، مكافحة التصحر/تدهور الاراضي، وتعزيز الادارة المستدامة للاراضي والاسهام في تحييد اثار تدهور الاراضي.

2. تحسين ظروف معيشة السكان المتأثرين.

3. تخفيف اثار الجفاف والتكيف معها وادارتها من اجل تحسين قدرة السكان المتأثرين والنظم الايكولوجية على التأقلم.

4. در منافع بيئية على الصعيد العالمي عن طريق التنفيذ الفعال لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر.

5. تعبئة قدر كبير من الموارد المالية وغير المالية الاضافية لدعم تنفيذ الاتفاقية وذلك عن طريق اقامة شراكات فعالة على الصعيدين العالمي والوطني.

تظهر في الاراضي الفلسطينية العديد من مؤشرات التصحر وتدهور الاراضي والتي تم رصدها في مساحات كبيرة حسب ما ظهر في التقرير الوطني الاول والذي تم اعداده في شهر 7/2018 اي بعد اشهر من انضمام فلسطين لهذه الاتفاقية بالاعتماد على المعلومات الإفتراضية المتوفرة من وكالة الفضاء الاوروبية معتمدة على ثلاثة مؤشرات رئيسية موحدة كاساس للابلاغ من خلال التقارير الوطنية لجميع دول العالم وهذه المؤشرات هي :

1- الغطاء النباتي

2- الانتاجية

3- الكربون المخزن

بالاضافة الى اعتماد تقسيمات الاراضي الموحدة المعتمدة في سكرتارية اتفاقية الامم المتحدة المكافحة التصحر والتي بينت ان هناك تدهور بنسبة 15 % من اراضي الدولة الفلسطينية، رغم ان هنالك مشاريع وبرامج في وزارة الزراعة لزيادة الغطاء النباتي وتاهيل الاراضي وزيادة الانتاجية سنتكلم عن اهم المحاور فيها كما هو موضح ادناه :

1- برنامج (مشروع تخضير فلسطين) والذي يهدف الى زيادة المساحة الخضراء من خلال زراعة وتوزيع ما يقارب عن 1 مليون شتلة متنوعة سنويا ويتم من خلال المشروع زراعة 3000 دونم غابات ومراعي.

2- مشروع تاهيل الاراضي والذي يقوم باستصلاح ما يقارب من 5000 دونم سنويا.

3- مشروع شق الطرق الزراعية والذي يتم فيه شق اكثر من 200 كم سنويا.

4- فعاليات اعادة تاهيل واستصلاح المراعي في المناطق الجافة للسفوح الشرقية والتي تصب مباشرة في تعزيز مفهوم الامن الغذائي .

5- فعاليات الحصاد المائي وتاهيل الابار الجوفية وانشاء انابيب المياه الناقلة وتطوير وتاهيل شبكات الري.

في يوم التصحر العالمي والذي جاء هذا العام بعد مرور 25 عاما على اعتماد الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر تحت شعار (لننمي المستقبل معا) فاننا نود ان نبين الامور التالية :

1- ان اهم مسبب لحالة تدهور الاراضي في فلسطين هو الاحتلال الاسرائيلي الذي يقوم بتجريف الاراضي الزراعية والقطع الممنهج لاشجار الزيتون (اكثر من مليون شجرة مختلفة منذ عام 2000) من خلال عصابات المستوطنين او من خلال قوات الجيش الاسرائيلي التي قامت بتجريف مساحات شاسعة من اراضي المواطنين وانشاء عشرات المعسكرات والمستوطنات على اراضي الغابات بعد قطعها.

2- اغلاق مساحات واسعة من الاراضي الزراعية والمراعي الفلسطينية تسبب في زيادة الحمولة الرعوية وتدهور الغطاء النباتي وتدهور النظم الايكولوجية (اكثر من 65% من الاراضي الفلسطينية تخضع لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي مناطق C).

3- المستوطنات الاسرائيلية وجدار الفصل العنصري دمرت العديد من النظم الايكولوجية متسببة في تدهور الغطاء النباتي وعزل الارض لصالح بناء الوحدات السكنية الاسرائيلية (اكثر من 50 الف دونم غابات تم قطعها لانشاء المستوطنات الاسرائيلية).

4- سرقة وسيطرة الاحتلال الاسرائيلي على مصادر المياه وعلى اكثر من 85% من المياه الفلسطينية لصالح المستوطنات الاسرائيلية والمناطق العسكرية والتي تقع على 25% من مساحة الارض الفلسطينية.

5- زيادة الضغط على المياه الجوفية في المحافظات الجنوبية ادى الى تملح هذه الاباروتلوثها بسبب الاستخدام غير السليم للاسمدة الكيماوية واصبحت تؤثر مباشرة على صحة الانسان.

6- الحروب الإسرائيلية المستمرة على دولة فلسطين وخصوصاً في المحافظات الجنوبية وما يرافقها من تدمير الارض والمزروعات والمياه الجوفية وتلوثها.

7- زيادة الضغط على الاراضي الفلسطينية بسبب التقسيمات السياسية التي ادت الى تحويل مناطق زراعية الى مباني سكنية كحاجة طبيعية ضمن مفهوم التوسع العمراني.

8- الممارسات الخاطئة من قبل المزارعين وخصوصا استخدام المبيدات الزراعية والاسمدة بشكل كبير والممارسات غير السليمة للتعامل مع التربة كلها ادت الى تدهور الاراضي.

بناءً على ماتم ذكره سابقا فان هنالك ضرورة للاستمرار والتعاون والتنسيق مابين الوزارات الحكومية والمؤسسات المدنية والجامعات العاملة بذلك المجال من خلال اللجنة الوطنية لمكافحة التصحر من اجل العمل على تحقيق الاهداف لاستراتيجية القطاع الزراعي ( صمود وتنمية مستدامة (2017-2022) .

وكذلك ضرورة استمرار مشاريع مكافحة التصحر وخصوصاً من قبل وزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة والتي تحقق مفهوم مكافحة التصحر وتعزيز صمود المزارع الفلسطيني في ارضه والذي يقف في خط المواجهة للدفاع عن هذه الارض . رغم محدودة التمويل اللازم لهذه المشاريع ,

بالرغم من كل ما ذكر الا ان الجهود مستمرة على جميع الاصعدة لوقف وزيادة او عكس تدهور الاراضي في فلسطين وزيادة الغطاء النباتي والانتاجية من خلال زراعة غابات ومراعي جديدة وزيادة المساحة المؤهلة والمزروعة باشتال البستنة الشجرية وتحسين طرق الحصاد المائي ومنع انجراف التربة الا ان تاهيل هذه الموارد الطبيعية التي دمرها الإحتلال الإسرائيلي تحتاج الى جهود وميزانيات كبيرة.

Exit mobile version