صحة

دراسات حديثة تؤكد ان التوابل تقوى الذاكرة وتحارب السرطان

يكمن أساس المذاق الطيب دائما فى إضافة التوابل والبهارات مما يبرز من أهميتها بالنسبة لنا حيث أنها تكسب الطعام مذاقا مميزا ولونا ورائحة لا تنسى، وهذه المعلومات هى كل معرفتنا وعلاقتنا بالتوابل لكن ما هو جديد أن الأبحاث تشير إلى أهمية دور المواد الكيميائية الموجودة داخل تركيبة بعض التوابل عند تفكيكها وامتصاص أجسامنا لها، فى تعزيز الذاكرة وتأخير أعراض الزهايمر ومحاربة الخلايا السرطانية والدهون وفوائد أخرى تعرفى عليها وكونى أول من يستفيد منها.

التوابل تقوى الذاكرة وتحارب السرطان

الزعفران

يتميز الزعفران باللون الأصفر الزاهي، ذو طعم خفيف المرارة، ويعد من أغلى أنواع التوابل فى العالم، ورغم ارتفاع سعره إلى أن آخر الأبحاث تؤكد أنه غنى بمضادات الأكسدة ويحارب سرطان الثدي، كما يفيد فى حالات الاكتئاب الطفيفة ويساعد على تخفيف الضغط والتأخر والتدهور الإدراكي، فضلا عن أنه يحسن من الحالة الجنسية لدى السيدات حيث أوضحت دراسة إيرانية أن العلاج لمدة شهر بالزعفران يعزز الحالة العاطفية  لدى النساء اللاتى عولجن من الاكتئاب، لذلك تنصح الدراسات بتناول 30 ملليجراما جرعة يومية منه، ويمكن تناولها بنفس طريقة عمل الشاي.

يحتوى الزعفران على مركبات كيميائية أساسية وهى سافرانال، وبيكروكروسين، وكروسين، وهى المسئولة عن الرائحة، واللون، والطعم، لكن أوضحت الدراسات أن مركب كروسين والمواد الكيميائية المتعلقة بما يسمى مركب كروستين، هى التى تحمى خلايا المخ وتعمل بمثابة مضادات للاكتئاب، بالإضافة إلى أنها تعمل على تثبيط نمو مجموعة من الأورام السرطانية فى القوارض، مثل الثدى والبروستاتا.

وقد طور فريق أبحاث برئاسة د.عمرو أمين بجامعة الإمارات العربية المتحدة طريقة لمعالجة خلايا الكبد السرطانية باستخدام جسيمات الحديديت (الحديد) المغلفة بمكون الكروسين، التى أكدت بالدليل أن الزغفران له تأثير كيميائى مهم لاحتوائه على هذا المكون، ضد كل من سرطان الكبد وسرطان القولون والمستقيم، من خلال آليات جزيئية مختلفة،

بينما قال العلماء فى جامعة كانساس إن مركب كروستين يمنع ظهور الخلايا السرطانية فى البنكرياس وهذا من خلال التجارب التى أجريت على الفئران، حيث صنع الفريق مؤخرا حمض كروستينى لمكافحة السرطان.

الكركم

يأتى الكركم من جذور نباتية من عائلة الزنجبيل وهو مكون أساسى فى مسحوق الكاري، كما أنه يستخدم فى الأغراض الدوائية منذ ما يقرب من 4آلاف عام، لقدرته على علاج مجموعة من الأمراض من التهاب المفاصل إلى ضعف الانتصاب، والذاكرة وهذا بفضل المكون الرئيسى له، وهو الكركومين.

لكن أوضح البحث أن دراسة الكركم صعبة لأنه لا يذوب بسهولة فى الماء، مما يعنى أن الجسم لا يمتصه، وأن معظم كمية الكركم الداخل لأجسامنا تدخل مباشرة من خلال الجهاز الهضمى دون أن يتم امتصاصه، وبالتالى فمعظم التجارب السريرية على البشر لم تظهر فوائد واضحة من تناوله،ومع هذا أشارت البحوث الصيدلانية إلى أن سر الكركم يكمن فى مكون الكركومين، حيث وجدت بعض الأبحاث التى أجريت عن السكتة الدماغية عام 2011 على الأرانب فى مركز طبى  بالولايات المتحدة، أن مكون الكركومين يمكنه إصلاح أضرار السكتة الدماغية،كذلك وجد فريق أبحاث بجامعة إلينوى أن استخدام الكركومين مع مكونات البلاتين داخل الجسم فعال فى علاج أنواع مختلفة من السرطان مثل سرطان الجلد والثدي، وبالمثل، فى الاختبارات المعملية فى جامعة فلوريدا، أضاف العلماء الكركومين إلى الجسيمات النانوية لتدمير الخلايا من ورم الخلايا البدائية العصبية، وهو السرطان الأكثر شيوعًا بين الأطفال، وأوضح البحث أن الجسيمات النانوية تقضى على الخلايا السرطانية، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لاكتشاف ما إذا كان العلاج سيعمل على البشر أم لا، وهناك دليل آخر أن الكركومين يمكن أن يساعد فى حالات ضعف الذاكرة.

أيضا أجريت دراسة على مكمل غذائى يحتوى على مكون الكركومين على 40 شخصا بالغا يشكون من ضعف الذاكرة، لمدة 18 شهرا بجرعة 90 ملليجراما مرتين يوميا، وأثبتت التجربة تحسنا فى الذاكرة ملحوظا، كما أظهرت فحوصات التصوير المقطعى بالإصدار البوزيترونى مستويات أقل من لويحات البروتين فى الدماغ، وهو البروتين الذى يسبب الإصابة بمرض الزهايمر،لذلك ينصح بتناول معلقة شاى يوميا من شراب الكركم، ويمكنك إضافة عصير الفاكهة أو ماء جوز الهند لجعل مذاقه مستساغا، أو يمكنك اختيار مستخلص الكركم وتناوله كمكمل غذائي.

القرفة

طبقا للأبحاث التى أجريت على البشر فى جامعة ميتشجان، أن المواد الكيميائية الموجودة فى القرفة ترتبط بإنزيم الأنسولين، وأن القرفة لها خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للفطريات، كما تعمل مباشرة على الخلايا الدهنية، مما يحفز على البدء فى عملية الحرق وخسارة الوزن، وتعزز عملية التمثيل الغذائى للدهون، وهذا بفضل «سينمالدهيد» وهى المادة الفعالة التى تعطى للقرفة النكهة والرائحة المميزتين، كذلك تستخدم القرفة فى صنع مجموعة رائعة من الأطباق الحلوة والمالحة، فضلا عن أنها تستخدم منذ زمن طويل فى الطب التقليدي، خاصة لعلاج الحالات التى تعانى من انتفاخ البطن والخلل الهضمي، وتقوية الذاكرة مما يحسن من عملية الإدراك والتعلم.

«كاسيا» قد تدمر الكبد

ومن أنواع القرفة الشائعة نوع يسمى «كاسيا» وهى ذات نكهة ورائحة أقوى من النوع الآخر «السيلان»، كما أنها أرخص وأكثر انتشارا، لكنها تحتوى على مادة تسمى كورمين والإفراط فى تناولها قد يسبب مشاكل صحية، ورغم أن النتائج ليست مؤكدة بعد، إلا أن دراسة صغيرة بكلية رابى للصيدلة فى جامعة أوهايو الشمالية أظهرت مؤخرا أن أنواع «كاسيا» من القرفة أكثر فاعلية لخفض مستوى جلوكوز الدم بالنسبة لمرضى السكر من الدرجة الثانية، مقارنة بالنظم الغذائية.

وجدت أيضا دراسة أجريت على الفئران فى المركز الطبى لجامعة روش فى شيكاغو بالولايات المتحدة أن القرفة تساعد على التعلم، كما تزيد من مستويات البروتين الخاص بتحسن الذاكرة والتعلم والمعروف باسم CREB، أيضا يشير الباحثون إلى أن الجسم يستهلك فى عملية الأيض القرفة لتكوين بنزوات الصوديوم، والتى تستخدم عادة كعلاج كيميائى فى حالات إصابات الدماغ، لكن ينصح بعدم تناول كميات كبيرة من قرفة «كاسيا»، حيث قد تحتوى على تركيزات عالية من مركب الكورمين الذى قد يسبب تلف الكبد، أو استبدالها بقرفة «السيلان»، حيث أنها تحتوى على نسبة أقل من مركب الكورمين.

الفلفل الحار

وجد الفلفل الحار فى المكسيك منذ أكثر من 6000 عام، وانتشر فى جميع أنحاء العالم بعد أن وضع كولومبوس يديه عليه، ويتميز بمركب الكابسيسين وهو المركب الرئيسى النشط فى الفلفل الحار، فهو عديم اللون والرائحة، ويستخدم كمسكن للألم فى العديد من المراهم الموضعية، وبخاخات الأنف والبقع الجلدية، كما أنه ذو فاعلية فى علاج آلام التهاب المفاصل.

وتشير دراسة استقصائية أجريت فى الصين على الصحة والتغذية إلى أنه كلما ارتفع استهلاك الشخص للفلفل قلت مستويات السمنة لديه، وفى الوقت نفسه، تشير دراسة أسترالية حديثة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الفلفل الحار أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم، كذلك يريح مركب الكابسيسين الأوعية الدموية عن طريق زيادة إنتاج أكسيد النيتريك، والذى يحمى من الالتهاب، ويساعد فى الوقاية من بعض أنواع السرطان ويحد من نمو الأورام، كما يساعد على منع السرطانات من الانتشار، كذلك يُعتقد أنه قادر على قتل خلايا سرطان البروستاتا، لكن التطوير السريرى للكابسيسين كدواء مضاد للسرطان محدود بسبب الآثار الجانبية له، مثل الإحساس بالحرقان وتشنجات المعدة والغثيان، فقد توصل علماء أمريكيون إلى معرفة هذا الأمر عندما أنتجت نسخ مختلفة من الكابسيسين،لذلك إذا كنت تعانين من حساسية المعدة فتناولى الفلفل المجفف لأنه أقل حرقة، أو الفلفل الأخضر، أما إذا كنت لا تعانين حساسية فى المعدة، فمن حيث التغذية فهو يحتوى على مستويات عالية من فيتامين Aو C، أما شعورك بالحرقة فيضع فى اعتبارك أن الألم الذى تشعرين به فى الفم سيتلاشى كلما تناولته بشكل أكثر انتظامًا، لأن المستقبلات داخل فمك ستصبح غير حساسة مع الوقت، مما سيجعلك قادرة على التعامل مع أصناف أكثر حرارة وأكثر سخونة.

الزنجبيل

يأتى هذا الجذر النرويجى من نفس العائلة النباتية مثل الكركم، وقد استخدم منذ القرن الرابع قبل الميلاد لعلاج آلام المعدة والغثيان والإسهال، داء السكرى من النوع الثاني، التهاب المفاصل، والآلام بشكل عام، كما يوصف بانتظام للنساء الحوامل لقوته فى علاج الغثيان دون خوف، لعدم وجود آثار جانبية له، وفى الوقت نفسه، يُساعد فى مكافحة السرطان، كما أنه يسبب التعرق، لذلك يجعلنا نشعر بالدفء خاصة فى الطقس البارد،ويتميز الزنجبيل بمركب “الجينجيرول” وهناك نوعان منه، “جينجيرول6” والذى أشارت دراسة يابانية أجريت على الفئران إلى أنه يقى من الإصابة بمرض السكرى من النوع الثاني، كما أنه قادر على مكافحته من خلال مجموعة من الآليات المختلفة حيث أنه يزيد من مستويات الأنسولين، أما “جينجيرول 10” فقد وجد أنه يمنع ويعالج السرطان، كما يخفض من مستويات الجلوكوز فى الدم، أيضا قد يؤثر على الجينات المتعلقة باستقلاب الجلوكوز، كذلك وجد علماء من نانشانغ فى الصين أن الجمع بين “جينجرول6” مع مكون كيميائى يسمى “كيرسيتين” موجود فى البصل الأحمر واللفت ومتوافر أيضا كمكمل غذائي، يعزز بشكل كبير التأثيرات المضادة لمرض السكر،لكن لاتزال الأبحاث مستمرة، حيث تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يحمى الدماغ وربما يساعد فى مكافحة السرطان، فعلى سبيل المثال، كشفت دراسة مختبرية عام 2015 فى الهند أن استخدام “جينجرول6” قد يكون أفضل من العلاج الكيميائى التقليدي، وتشير دراسات أخرى إلى أنه يساعد فى مكافحة سرطان المعدة والقولون والمستقيم.

لذلك تشير الدراسات إلى أن تناول جرامين من الزنجبيل يوميًا كاف لخفض نسبة السكر فى الدم، ويمكن تناوله على شكل بسكويت الزنجبيل، أو تناوله طازجًا أو مجفّفًا أومسحوقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *