3أخبار ثقافيةثقافة الطيبة نت

51 عامًا على ذكرى إعدام بطل الثورة الكوبية “تشي جيفارا”

“إذا سألتم يوما عن تشي جيفارا ، اجيبوا : “عاش إنسان ، ومات من أجل الإنسان ، تحل اليوم الذكرى 51 لمغيب “ شمس الحق”!

جيفارا 3
إرنستو تشي جيفارا، أو ما يُعرف أيضاً باسم تشي جيفارا، أو التشي، هو رجل ثوري كوبي ماركسي ولد في الأرجنتين، حيث يعتبر طبيباً وكاتباً، وقائداً عسكرياً، وزعيم حرب العصابات، ورجل دولة ذا شهرة عالمية، كما أنه يعتبر أهم شخصية رئيسية في الثورة الكوبية، وتعتبر صورته رمزاً من رموز النضال في العالم.

ولد جيفارا من أم اسمها سيليا دي لا سيرنا، وأب اسمه إرنستو جيفارا لينش في الرابع عشر من يونيو من عام 1928م في روساريو في الأرجنتين، حيث كان الأخ الأكبر بين خمسة أطفال في عائلة تُصنّف على أنها من أصول إيرلندية وإسبانية باسكية، وتلقّى تعليمه الأساسي في البيت على يد والدته، وعُرف عنه تفوقه في كلٍ من الأدب والرياضيات.

عاش جيفارا فترة مأساة لاجئي الحرب الإسبانية الأهلية وكذلك العديد من الأزمات السياسية في الأرجنتين، وذلك في عهد الديكتاتور الفاشي لجوان بيرون، مما غرس في ذهنه كرهاً للظلم والاستعباد، درس جيفارا الطب في جامعة بوينيس آيريس، ثم تخرج منها في عام 1953م، ولم تسنح له الفرصة للتجنيد العسكري؛ والسبب في ذلك يعود إلى إصابته بالربو.

تبني جيفارا للفكر الماركسي تجول جيفارا حول أمريكا الجنوبية برفقة أصدقائه على دراجةٍ نارية وهو في السنة الأخيرة من دراسته، حيث ساهمت هذه الرحلة في صقل شخصيته، وزيادة إحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية، وشعوره بالظلم الكبير الواقع عليها من الدول الإمبريالية، وسافر في عام 1953م إلى المكسيك التي تعتبر البلد الأمريكي الأكثر ديموقراطية، كما أنها كانت تعتبر ملجأً للثوار الأمريكيين اللاتين، وهنا تعرّف على هيلدا جادي التي كانت تمتلك مخزوناً ماركسياً جيداً، الأمر الذي عزّز من تعليمه السياسي، وفقدمته إلى نيكو لوبيزا الذي كان أحد ملازمين فيديل كاسترو، وحينها عرف جيفارا أنه عثر على شخصية القائد الذي كان يبحث عنها.

توطدت العلاقة بين جيفارا وجادي، وخططا لتحرير كوبا من حكم الدكتاتور باتيستا، حيث انطلقا ومعهما ثمانون ثائراً على متن سفينة متجهين إلى شواطئ كوبا، وفي ذلك الوقت عُرف جيفارا بالتشي أو الصديق، واكتشفت القوات التابعة لباتيستا أمرهم، وهاجمتهم، فلم تترك منهم إلا عشرين ثائراً صعدوا على جبال السيرامايسترا، وأقنعوا الفلاحين والفقراء بضرورة قيامهم بثورة، الأمر الذي أمّن لهم حماية، وساعدهم على تسجيل انتصارات لهم على جيش باتيستا، وهناك أعلنوا عن نجاح الثورة، والقضاء على حكم باتيستا.

تقلّد جيفارا حينها منصب وزير الثورة، وزار العديد من البلدان، والتقى بعدة قادة سياسيين؛ ومن أهمهم: جمال عبد الناصر، ونهرو، وتيتو، وسوكارلو، وفيما بعد شغل منصب وزير للصناعة، وكذلك وزير ورئيس للمصرف المركزي، وكان بمثابة الرجل الثاني في الدولة بعد فيديل كاستروا، وكان يؤمن بضرورة إعادة هيكلية النظام الاقتصادي لكوبا، وكذلك فتح المصانع المختلفة؛ بهدف سد احتياجات كوبا، وعدم لجوئها وخضوعها للدول الإمبريالية، وفي عام 1965م قرّر جيفارا أن يتخد من الكونغو طريقاً آخر له بهدف تكرار التجربة الكوبية الناجحة.
التقت ممثلو حركة استقلال موزامبيق وجبهة التحرير الموزمبيقية بجيفارا في أواخر عام 1966 أو أوائل 1967 في دار السلام فيما يتعلق بعرضه للمساعدة في مشروعاتهم الثورية والتي قوبلت بالرفض في نهاية المطاف..

وأعلن اللواء خوان الميدا القائم بأعمال وزير القوات المسلحة في الخطاب الذي ألقاه في عام 1967 لعيد العمال أمام حشد في هافانا أن غيفارا كان “في خدمة الثورة في مكان ما في أميركا اللاتينية”. في نهاية المطاف تبين أن التقارير المستمرة عن أنه كان يقود الثوار في بوليفيا كانت صحيحة.

بناءً على طلب كاسترو تم شراء قطعة أرض من الغابات الجافة الجبلية في منطقة نائية بنانكاهوازو من قبل الشيوعيين الأصليين في بوليفيا لتشي غيفارا حتى يستخدمها كمنطقة تدريب ومعسكر لقاعدة الثوار.

التدريب في هذا المخيم في وادي نانكاهوازو أثبت أنه أكثر خطورة من القتال بالنسبة إلى غيفارا والكوبيين الذين يرافقونه. تم إنجاز القليل في سبيل بناء جيش حرب العصابات. المتحدثة السابقة للستازي هايدي تامارا بونكة بايدر، كان قد تم تعيينها وكيلة رئيسية في لاباز، وأفيد أيضا أنها كانت تعمل لحساب لجنة أمن الدولة وقالت مصادر غربية عدة إنها خدمت بدون قصد المصالح السوفياتية حيث دلت السلطات البوليفية على درب جيفارا.

قوة جيفارا التي بلغ عددها نحو 50 شخصاً والتي كانت تعمل تحت اسم جيش التحرير الوطني (جيش التحرير الوطني لبوليفيا) كانت مجهزة تجهيزا جيداً وحققت عددا من النجاحات المبكرة ضد بوليفيا في هذه المنطقة الوعرة من كاميري الجبلية. ولكن في سبتمبر تمكن الجيش من القضاء على اثنين من جماعات حرب العصابات في معركة عنيفة وتردد أنها قتلت واحداً من القادة، وفشلت خطته لتأجيج ثورة في بوليفيا.

تحول فيليكس رودريغيز، وهو منفي كوبي إلى مخبر لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في قسم النشاطات الخاصة، وساعد القوات البوليفية أثناء مطاردتها لجيفارا في بوليفيا، وفي يوم 7 أكتوبر أبلغ مخبر القوات البوليفية الخاصة عن موقع جيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو، قامت القوات بمحاصرة المنطقة، وجرح جيفارا وأسر حين كان يحاول قيادة الفرقة مع “سيمون كوبا سارابيا”.

ذكر “جون لي اندرسون” كاتب سيرة تشي في تقاريره عن رواية الرقيب البوليفي برناردينو اوانكا: أن جيفارا أصيب مرتين وعندما أصبحت بندقيته عديمة الفائدة هتف “لا تطلقوا النار! أنا تشي جيفارا، وأساوي حيا أكثر من ميت.

تم تقييد جيفارا واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالك بني من الطين في قرية قريبة من قرية لا هيغويرا مساء يوم 7 أكتوبر، بعد يوم ونصف رفض جيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين، وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط، واحد من هؤلاء الجنود البوليفيين كان قائد طائرة هليكوبتر يسمى “نينو خايمي دي غوزمان” ووصف حالة تشي أنها ” مروعة ” ووفقاً لغوزمان أطلق الرصاص على غيفارا في ربلة الساق اليمنى وشعره كان معفرا بالتراب وكانت ملابسه ممزقة وقدميه كانتا مغطاتين بأغماد الجلود الخشنة، وعلى الرغم من مظهره المنهك يروي غوزمان أن ” تشي رفع رأسه عالياً ونظر للجميع مباشرة ولم يسأل عن شيء إلا الدخان “. يقول دي غوزمان إنه “أشفق” عليه وأعطاه حقيبة صغيرة من التبغ ثم ابتسم غيفارا وشكره.

في ليلة 8 أكتوبر قام غيفارا على الرغم من كونه مقيداً من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط، بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون غيفارا من فمه كتذكا، في مثال آخر للتحدي، بصق جيفارا في وجه الأميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.

في صباح 9 أكتوبر طلب جيفارا مقابلة (مدرسة) من القرية، وهي جوليا كورتيز التي تبلغ من العمر 22 عاماً، كورتيز ذكرت في وقت لاحق أنها وجدت جيفارا ” رجلاً مظهره مقبول ولديه نظرة بسيطة ولمحة من السخرية ” وخلال المحادثة وجدت نفسها غير قادرة على النظر في عينيه مباشرة لأن النظرة كانت لا تطاق، خارقة وهادئة.

خلال المحادثة القصيرة شكا غيفارا لكورتيز عن الحالة السيئة للمدرسة مشيراً إلى أنها مضادة للتربية وهو من غير المتوقع أن طلاب الكامبيسينو يتعلمون هنا في حين أنّ ” المسؤولين الحكوميين يحصلون على سيارات مرسيدس ” قائلاً إن هذا هو ما نحاربه.

وفي صباح ذلك اليوم يوم 9 أكتوبر أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل جيفارا، كان الجلاد يدعى ماريو تيران رقيبا نصف مخمور في الجيش البوليفي، وكان قد طلب إطلاق النار على تشي، استنادا إلى حقيقة أن ثلاثة من أصدقائه يدعون “ماريو” من الفرقة (ب)، قد قتلوا في وقت سابق من قبل عصابة غيفارا المسلحة خلال الاشتباكات.

لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور أمر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن غيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.

قبل لحظات من إعدام غيفارا سئل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود. أجاب: “لا، أنا أفكر في خلود الثورة.”

ثم قال تشي غيفارا للجلاد ” أنا أعلم أنك جئت لقتلي أطلق النار يا جبان إنك لن تقتل سوى رجل. ”

تردد تيران، ثم أطلق النار من بندقيته النصف آلية، لتصيب جيفارا في الذراعين والساقين، ثم سقط جيفارا على الأرض وعلى ما يبدو قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ، ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابة قاتلة في الصدر الساعة 1:10 هذا كله وفقاً لرودريغيز.

أصيب جيفارا بتسعة أعيرة نارية في المجموع، شمل هذا على خمس مرات في الساقين، مرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن، ومرة واحدة في صدره، وطلقه واحدة في الحلق.

جيفارا وعبد الناصر

جيفارا وفديل كاسترو

لحظة اعدام جيفارا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *