من ذاكرة النكبة

03.09 – ذكرى معركة بلعة بين المجاهدين والجيش البريطاني ضمن معارك الثورة الفلسطينية

معركة بلعة هي إحدى معارك ثورة 1936-1939 المعروفة بثورة فلسطين الكبرى. وقعت يوم 3 سبتمبر 1936 عند قرية بلعة التي تبعد نحو 7 كيلومترات عن مدينة طولكرم، بين المجاهدين العرب بقيادة فوزي القاوقجي والجيش الإنجليزي في فلسطين.

ذكرى معركة بلعة
بلغ عدد الثوار الذين اشتركوا في المعركة خمسين متطوعاً قادمين من أنحاء فلسطين وسوريا والعراق، مسلحين بالبنادق المتنوعة والرشاشات الخفيفة وبعض الألغام.
أسفرت هذه المعركة عن قتل ثمانين ضابطاً وجندياً وإسقاط ثلاث طائرات وتعطيل طائرة رابعة.

بعد نهاية هذه المعركة قررت الحكومة البريطانية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وشدة في التعامل مع رجال المقاومة من أجل إعادة النظام، ومنها إعلان حالة الطوارئ هذا وتعيين الجنرال جون ديل قائداً عاماً للقوات البريطانية في فلسطين وشرق الأردن بدلاً من بيرز يوم 15 سبتمبر 1936 وأرسلت إلى فلسطين تعزيزات كثيرة من الجنود والمعدات.

وعن معركة بلعا والتي حدثت يوم الخميس 3 (أيلول) 1936 حيث صدرت الأوامر لتخرج عشرون سيارة عسكرية بريطانية مصحوبة بالدبابات ومحملة بالجند، وطلب منها أن ترابط على الطريق بين طولكرم ونابلس للحفاظ على القافلة اليهودية اليومية، وعلمت بهذا قيادة الثورة من مخبريها الذين يعملون مع العدو ويخلصون للثورة، فبثت الألغام في طريق السيارات، وحين نزل الجند مفزوعين من الانفجارات، أطلق الثوار رصاصهم وابتدأت معركة كبرى، وكان الثوار يرابطون على جبلين متقابلين، وكان الجنود يحتمون بالسيارات وحواجز الأشجار وخلف الدبابات.

ووصلت أثناء المعركة قوة عسكرية من نابلس، وأصبح عدد الجند يقارب خمسة آلاف جندي، واشتركت خمس عشرة طائرة في المعركة، واستعمل الجيش البريطاني مدافع الميدان، فحطم صخور الجبال وعصف بأثمار الأشجار، وتوافد القرويون يساعدون المجاهدون، وكان النسوة يزغردن لهم ويساعدنهم بالعتاد والماء والطعام.

واستمرت هذه المعركة يوما كاملا من الصباح حتى غروب الشمس، وأسقطت فيها طائرتان للعدو، وأحرقت اثنتان واستشهد عشرة من المجاهدين كان من بينهم عدد من مقاتلي العراق والشام، وفقد الإنجليز باعترافهم الذي لا يذكرون فيه الحقيقة الكاملة ضابط الطيران “هنز” والطيار “لنكوني” وضابطين آخرين والأونباشي “ولكس” ولم يكن بد أمام القيادة البريطانية من أن تعترف بهؤلاء بعد أن أحرقت الطائرات بطياريها، أما الخسائر الأرضية فلم نذكر عنها شيئًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *