3أخبار الطيبةكلمة حرة

شطحة سياسية…ولكن الى اين؟ – بقلم: ناضل حسنين

نتنياهو يبحث عن مخرج لأزمته الشخصية في الملف الإيراني او الملف الفلسطيني محاولا صرف الاهتمام عن قضايا الفساد التي تطارده نحو قضايا قوميةناضل حسنين

نتنياهو يتواجد في واشنطن الآن رسميا من اجل المشاركة في المؤتمر السنوي لمنظمة “ايباك” الداعمة لإسرائيل، ولكنه التقي أمس مع الرئيس الامريكي ترامب وكان على جدول اعمال لقائهما موضوع مكشوف والآخر خفي.

والموضوع المكشوف الذي طرحه نتنياهو اثناء محادثاته مع ترامب والذي تحدثت عنه معظم وسائل الإعلام هو موضوع إيران، فقد حاول نتنياهو تحريض ترامب على البرنامج الصاروخي الايراني بعد ان عجز عن إحباط الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الكبرى “5+1”. الآن أصبح مطلب إسرائيل من ترامب أن يفتح الاتفاق النووي من جديد وتعديله بحيث يشمل البرنامج الصاروخي الإيراني إذا لم يتمكن الرئيس الأمريكي من إلغائه كليا.

أما الموضع الخفي الذي تتحاشى وسائل الاعلام الاسرائيلية الحديث عنه، فهو الضغط الإسرائيلي من خلال نتنياهو وبقية الوسائط في الإدارة الامريكية، على الرئيس ترامب للإسراع في الاعلان عما يتردد منذ عدة أشهر عن خطة امريكية تم اعدادها تتضمن “حلا للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي”.

نتنياهو حين يحث ترامب على الاسراع بإعلان “خطة السلام الامريكية” المذكورة، فإنما يريد بذلك ان ينقل اهتمام الرأي العام في المنطقة ولا سيما في اسرائيل الى موضوع اشد سخونة من قضايا الفساد التي يخضع فيها للتحقيق ليل نهار.

ويعلم نتنياهو كافة تفاصيل الخطة الامريكية مسبقا ويعلم كذلك جيدا ان الخطة ليست سوى مقترحات وطروحات اسرائيلية تلقفتها الادارة الامريكية وصاغتها على انها خطة سلام أمريكية، بينما هي في الواقع رؤية نتنياهو التي من المؤكد سيرفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلا، لتطلق إسرائيل عندها حملتها الشرسة من اجل نزع الشرعية عن القيادة الفلسطينية عبر وصفها بأنها رافضة للسلام والعودة الى اعلام “ما من شريك للسلام في الجانب الفلسطيني حاليا”، وان الوضع سيبقى على حاله الى أن تأتي قيادة فلسطينية تقبل بـ”الحلول الشجاعة”.

ويتطلع نتنياهو الى تثبيت هذه الصورة في “عملية السلام” قبل تفشي التحقيقات التي قد تودي به، وبهذا يكون قد أوصد الأبواب أمام أي حل سياسي آخر، في حال ابتعد عن الساحة، علاوة على أن هذا سيخفف من وطأة الهجوم الإعلامي عليه مما يمنحه جرعة من النفس وكذلك لحزب الليكود رغم ما تشير اليه الاستطلاعات من أنه لا يتأثر بالتحقيقات ضد نتنياهو لغاية الآن.

خطة السلام الامريكية

خطة السلام التي بات الجميع يعرف تفاصيلها قبل الإعلان عنها رسميا، فقد تم تسريب بعض من بنودها من هنا وهناك، حتى إذا جمعنا كل ما تم تسريبه نحصل على الخطة بأكملها. ومنها ان تكون العاصمة الفلسطينية في ضواحي القدس او تحديدا بلدة ابو ديس، ويمكن استبدال اسمها لتصبح القدس إذا شاء الفلسطينيون ذلك.

تقام الدولة الفلسطينية على مناطق A وB  أي ما يساوي نحو 44% من مساحة الضفة الغربية، بينما منطقة C وهي عبارة عن اراضي شاسعة يعيش فيها فقط نحو 70 ألف فلسطيني، فحسب الخطة الامريكية سيتم تسليمها للدولة الفلسطينية تدريجيا حسب سلوك قادة الدولة الفلسطينية الفتية.

الابقاء على حل قضية اللاجئين ضمن حدود “الدولة الفلسطينية” المزعومة، أي لن يعود أي لاجئ الى ديارة داخل الخط الاخضر، وسيتم توطين من يشاء التوطين حيث يتواجد الآن بدعم من صندوق دولي تشارك في تمويله الدول الاوروبية والخليجية.

اما بشأن الامن، فالدولة الفلسطينية المذكورة ستكون منزوعة السلاح، أي بلا جيش، على ان تتولى اسرائيل كل القضايا المتعلقة بالأمن في الدولة الفلسطينية، جوا وبرا وبحرا. وسيبقى الجيش الاسرائيلي على الحدود مع الاردن في منطقة الغور، وستبقى الكتل الاستيطانية الاسرائيلية الكبرى على حالها وسيتفاوض الطرفان على اراض بديلة ولكن ذلك بعد الانتهاء من مرحلة اعادة كل الاراضي الى الدولة الفلسطينية، أي إعادة منطقة C التي ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية.

وسيكون للفلسطينيين حق باستخدام مطار “بن غوريون” وميناء حيفا ولكن تحت اشراف أمني اسرائيلي.

هذه هي “خطة السلام” التي يرى الجميع انها اسرائيلية بكل حذافيرها ولن يوافق عليها فلسطيني أي كان…ولهذا فإن الاعلان عنها سيكون بمثابة بدء حرب اعلامية على القيادة الفلسطينية مثلما كان الحال مع عرفات في اعوام الحصار عليه بعد رفضه لورقة كلينتون عام 2000.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *