الرسالة الاولى – ايها الدعاة!.. الجلباب عبادة وفريضة شرعية وليس للتفاخر بالجمال !

اليكم سلسلة جديدة من مقالات تحاكي فريضة الجلباب، يقدمها  الشيخ ابو عكرمة الطيباوي.

لفت انتباهي وجذبتني لافتات انتشرت في انحاء مدينتنا الطيبة الغالية كتب عليها :” الجلباب جمال وحياء وثواب ” ، رغم انني اعتقد جازما أن الاخوة الذين كتبوا هذا الشعار يحبون ومخلصون لدينهم، ولكنهم ارتكبوا خطأ فادحا عظيما، في اقناع الفتيات المسلمات باللباس الشرعي. حيث بارتدائه تكون المرأة المسلمة قد خالفت أمر ربها ، وحققت مآرب الغرب والعلمانيين المتربصين لاسلامنا.

حقا هذا العنوان سينعكس ضرره كما نرى ونشاهد عند بناتنا جميعا بدون استثناء!.وصدق المثل الشهير “إذا جاءت المصائب فلا تأتي فرادى”.فاذا كان الجلباب لابراز الجمال، فلا غرابة أن نرى النساء يتسابقن في التبرج بألوان جذابة، وردية فاقعة، و يسهرن على التنسيق بين الألوان لتبدو جذابة أكثر ،فتشوهت صورة الجلباب ونزع عنه التقوى والحشمة، رغم أنه شعار لوقار المسلمة ، فالجلباب هو “صمام الأمان” للفتاة المسلمة. روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً”، ولقوله تعالى في سورةالأحزاب /59 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) .

وأكاد أن اجزم ان عند كافة الأخوة نوايا طيبة، ولا تنطوي على أي طوية خبيثة ترجو منها الإساءة للجلباب والاسلام، ولكن النية الطيبة لا تمشي بين الناس ولا تلمحها العيون، فلا يجوز القول ان الجلباب حياء فكثير من بناتنا عندهن حياء مميز ولكنهن لا يلتزمن بالجلباب. عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

لذلك وضع اسلامنا شروطا واضحة ومعروفة للجلباب :

أولا : ( استيعاب جميع البدن إلا ما استثني )،لقوله تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } .ففي الآية التصريح بوجوب ستر الزينة كلها وعدم إظهار شيء منها أمام الأجانب إلا ما ظهر بغير قصد منهن فلا يؤاخذن عليه إذا بادرن إلى ستره .

ثانيا : ( أن لا يكون زينة في نفسه ) ، ولقوله تعالى : { ولا يبدين زينتهن } .

ثالثا : ( أن يكون صفيقا لا يشف ). فلأن الستر لا يتحقق إلا به ، وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وزينة ، قال صلى الله عليه وسلم : “سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات ” وزاد في حديث آخر :”لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ” . رواه مسلم

رابعا : ( أن يكون فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من جسمها ). لأن الغرض من ثوب الجلباب إنما هو رفع الفتنة، ولا يحصل ذلك إلا بالجلباب الفضفاض الواسع ، وأما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة فإنه يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوره في أعين الرجال .

خامسا : ( أن لا يكون مبخرا مطيبا ) . ونسوق ما صح سنده : عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا “

سادساً: (أن لا يشبه لباس الرجل). عن أبي هريرة قال:” لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل” .

سابعاً : ( أن لا يشبه لباس الكافرات ) .

ثامناً: (أن لا يكون لباس شهرة). لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً”.

Exit mobile version