“المؤسسات التعليمية سداسيه البرنامج ” بقلم: هاني حاج يحيى

لان الزمن يمضي ويهمل من أهمله. لأنني لم اعتد ان استمع وأتبع ولأني أخذ بالرأي لا الرواية.

هاني حاج يحيى
هاني حاج يحيى

لأنني امقت واشمأز من القرود الثلاثة التي غطت اعينها وصمت اذانها وأقفلت فاها. ولان الله أمرني ان اجادل فيما أرى واسمع وان لا أكون امعة.

اولم يروا… وجعل لنا عينين، افلا تسمعون … وجعل لنا اذنين، افلا يعقلون … وجعل لنا العقل، افلا يتدبرون… وجعل لنا الالباب، افلا يسيرون… وجعل لنا اليدين وما حوت والرجليين وما سعت!

لن اجادل جدل قارون (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي). وبعيد عن الدوغمائية والجمود الفكري، والتعصب لأفكاري. بل بعد دراسة ومشورة واستماع الى الرأي والرأي الاخر. سأحاور. فقد علمنا أبو العلاء المعري انه: “عندما يغيب الحوار. تصبح كراهية الاخر وتحطيمه هي البديل المطروح”. والحوار هو الخيار.

ان المنافسة هي قانون الغاب ولكن التعاون هو قانون الحضارة. ونحن نطمع بالتعاون ونطمح الي حوار وهو في حَوار وبؤرة عين التربية والتعليم وواجب علينا الكبار تعليم الصغار درسا في التعاون والحوار الجاد المسؤول. ومن العدل ان يواجه الرجل نده بنفس الأسباب والقناعات التي واجه بها نفسه.

الموضوع ليس بالهين ولا باليسير السهل، والعبرة ليست في الإطار بل بالجوهر، والهدف، والخطة، والعمل والتقييم والتقويم.

 لجنة دوبرات التي أقيمت عام 2003، وقدمت توصياتها مع بدأية عام 2005. اوصت بأبطال كامل للمدارس الإعدادية والانتقال الي العمل في مدارس ثانوية من الصف السابع وحتى الثاني عشر، مع طاقم معلمين واحد ومدير واحد دون الفصل الإداري بين المرحلتين كل مرحلة ثلاث سنوات. توصيات دوبرات لم تحقق بسبب انعدام الشجاعة والإصرار في المستويين السياسي والإداري وبسبب الحاجة الي ميزانيات ضخمة وبناء بنايات جديدة واقالة اعداد كبيرة من المدراء وأصحاب الوظائف العليا في التفتيش والوزارة. قدر عددهم في حينه بتسعة الاف وحتى اربعة عشرة ألف.

قوة أخرى عارضت التغيير وهي نقابة المعلمين التي عارضت وبشدة في سنوات الستينات لإقامة الاعداديات خوفا على مصلحة الطلاب. تعارض اليوم اغلاق الإعداديات خوفا على مصالح المعلمين والمدراء.

نقابة المعلمين (الممثل للمعلمين في المرحلة الابتدائية) ومنظمة المعلمين (الممثل للمعلمين في المرحلة الثانوية) موجودين في نزاع على تمثيل المعلمين في المراحل الإعدادية. ومن الممكن انتقال المعلمين الاعداديين الي منظمة المعلمين في حال ضم صفوف الإعدادية الى المدارس الثانوية. مما يتعارض مع مصالح نقابة المعلمين ويقلل من دخلها المادي، والعكس يسر منظمه المعلمين ويرفع من دخلها.

ولعل السبب الأهم في تأخير ابطال الاعداديات هو عدم اتفاق المختصين بالتربية وعلوم التدريس والسياسات الاجتماعية في الفائدة من وراء ابطال الاعداديات ودمجها في المرحلة الثانوية.

في سنة 2006، قامت وزارته التربية والتعليم بدراسة توصيات دوبرات لأبطال الاعداديات ولكنها قررت عدم تبني التوصيات لسبب عدم وجود ميزة او فائدة تعليمية.

توجهت وزارة التربية والتعليم لعدة جهات أكاديمية للقيام بدراسات علمية وتقديم توصيات في الموضوع. وقدمت هذه الجهات توصياتها في سنة 2008.  منها دكتور نورا راش ومجموعة معهد وان لير القدس. الدكتور يزهار اوفلتكا والدكتورة دوريت طوبين من جامعة بن جوريون في النقب وفرق دراسات اخري. وبعد جمع وتحقيق هذه الدراسات في سنة 2009، درست الوزارة الموضوع ثانية وقررت: “למרות שהניסיון הבינלאומי מוכיח כי סגירת חטיבות הביניים היא החלופה הטובה ביותר، זה אינו צעד בר ביצוע לנוכח המצב התקציבי הקיים ” وما تجدر الإشارة اليه هو ان الدول المذكورة هي دول ابطلت الاعداديات واعادت بناء وتنظيم المدارس الي مرحلة أولى من الصف الأول الي الصف الثامن ومرحلة ثانويه من الصف التاسع الي الصف الثاني عشر. وهذا ما تعارضه الوزارة في إسرائيل والسبب مادي بحت.

الراي الغالب هو ان الاعداديات فشلت في تحقيق الأهداف المرسومة او ان الأهداف قد تغيرت. وكل خيار جديد محفوف بسلة تجديدات وشروط من اجل النجاح.

 وتركت الوزارة الخيار بيد السلطات المحلية. واليوم 20 بالمئة من مدارس إسرائيل بقيت على النظام الاول وهو 8 سنين دراسة في مرحله الابتدائية و4 سنين في المرحلة الثانوية، وهناك مدن كاملة لم تنضم الي الموضة الجديدة مثل “גבעתיים ” “רמת גן” ו”לוד”، في السنين الأخير مدينه “זיכרון יעקב” ابطلت المراحل الإعدادية في المدينة وعادت الي مرحلتي الثمان سنوات ابتدائي والأربع سنوات ثانوي. بالمقابل هناك البلدات التي اختارت لأسبابها هي الدمج بين الاعدادي والثانوي في ست سنوات في مدرسة واحدة.

اليوم في بلدنا رئيس ومجلس انتخبا من بيننا ديموقراطيا. وعلينا ان نعي تماما وعلينا القبول بحق الفائز الإدارة واتخاذ القرار ورسم الخطط وان من شانه ترك بصمته هنا وهناك. ونحن نفهم الديموقراطية ان يحسب الرئيس حساب الرأي العام، وان يخاف العامة الرئيس فهذا هو الاضطهاد. نحن لم نتحرر من نير اللجان المعينة لنخضع طواعية لنير رئيس نقدسه. ونحن أيضا لا نريد التشكيك والانهيار لسلطة الرئيس الشرعية ولا نريد بيننا الأفاكون والمتفقهون والانتهازيون ولا ان تعم الإشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر. نحن نريد السلطة المحلية عين ساهرة لعيون نائمه.

ومن هنا فانا نرى ان من حق الرئيس ادخال إصلاحات على جهاز التربية والتعليم من شأنها الإصلاح والتقدم. بل نحن نطالبه بهذه التوجهات بعزم ونشاط. ونرجو منه التعمق البحثي والمعرفي للمقترحات العملية التي من شانها إذا اتخذت وإذا عمل بها ان تساهم اسهاما كبيرا في بناء هيكلة واستراتيجية شمولية لمنظومه التربية والتعليم في البلد. تبني الانسان وترفعه وترتقي بالمكان. ونرى ان أولياء الأمور هم من الاساسات الرئيسة لهذه المنظومة وان من أحق حقوق أولياء الأمور الاطمئنان على ان التغيير يسير الي الأفضل. وعلى المسؤولين الإستماع الي تساؤلات الاهل وتخوفاتهم على مستقبل أغلى استثماراتهم فلذات اكبادهم.

وأسباب التشنج والقلق عند جمهور الاهل هي التأخير من قبل البلدية في التواصل المباشر مع الاهل وشرح الإصلاحات وعرض الآليات والموارد لضمان الإيجاب وتجنب السلب في هذه الخطوة.

ولعل ما يزيد المحنة تصريحات رسميه وشبه رسمية وأخرى كثيرة متشنجة متضاربة منقوصة واحينا مقلقة تتصف بردود فعلا لحالات شخصية. وتبعد كل البعد عن خطة كاملة متكاملة كمثل خط سكة الحديد تأتي بالقطار سالما الى محطاته. فيتشجع الركاب بالصعود والاسترخاء في مقاعده.

لماذا التواصل المباشر مع الاهل؟

لان الاهل يتوقعون من اللجنة المركزية بعد هذه المدة الطويلة انها قامت بتعيين طاقم من بين أعضائها مهمته دراسة علمية والاستماع للمختصين وزيارات ميدانية لمدارس شاملة وأخرى غير شاملة ودونت التقارير وقامت بجلسات استماع للأهل والطلاب والمدراء والمعلمين وخرجت بتقرير مفصل وشامل للجنة. وتقوم اللجنة بعد دراسة التقرير من قبل الأعضاء وعرضهم التقرير على اللجان المدرسية والصفية بجلسة حوار واتخاذ موقف موحد ناتج عن اغلبية ديموقراطية وتقديم ورقة عمل وتوصيات للمسؤولين. الا ان ما يدور في جلسات اللجنة المركزية هو لقاء بين قوم يتهادون كلاما كوقع النبال، سهما لك وسهما عليك.

حتى الان أداء الجهات المشاركة في هذا الإصلاح والتغيير لا تكفي، وعلينا تحسين ادائنا جميعا متعاونين غير متنافسين

ونطمع من قيادة التربية والمعارف بسحابة تلبد العجاجة

 هاني حاج يحيى

ولي امر طالب

Exit mobile version