أخبار عالمية

مصر: الأقباط يشيعيون ضحاياهم وسط مخاوف من تكرار الاعتداءات

شيع آلاف الأقباط مساء الجمعة عددا من الضحايا الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي الذي استهدفهم الجمعة، وسط مخاوف من تكرر الاعتداءات التي تستهدفهم، وانتقادات لقوات الأمن “التي لا تقدر على حمايتهم”.

27
شارك آلاف الأقباط مساء الجمعة في تشييع عدد من ضحايا الاعتداء الدامي الذي استهدفهم الجمعة في محافظة المنيا الواقعة وسط مصر.

وصباح الجمعة، قتل 29 قبطيا على الأقل، من بينهم العديد من الأطفال عندما فتح مسلحون مجهولون النار على حافلة كانت تقلهم إلى دير في محافظة المنيا يقع على بعد أكثر من 200 كيلومتر جنوب القاهرة.

في قرية صغير من محافظة المنيا وفي كنيسة دير الجرنوس التي اكتظت بالمشيعين، يصعب إيجاد موطئ قدم. وأمام المذبح وضعت ثمانية صناديق خشبية مزينة بشكل بسيط بصليب ذهبي.

أمام الصناديق، وقف أقارب الضحايا من الرجال الذين يرتدون الجلاليب التقليدية لأبناء صعيد مصر والسيدات المتشحات بالسواد وقد لصقوا وجوههم بالصناديق في انتظار الوداع الأخير لأحبائهم.

“ما حدث سيتكرر”

هنا، الجميع يقولون الشيء نفسه. فتوالي الاعتداءات ضد الأقباط خلال الشهور الأخيرة يدفعهم لاتهام حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتقصير في حماية الأقلية القبطية التي تمثل قرابة 10% من 90 مليون مصري.

وكان اعتداءان انتحاريان استهدفا في التاسع من نيسان/أبريل كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية وأوقعا 45 قتيلا وتبناهما تنظيم “الدولة الإسلامية”. وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي سقط 29 قتيلا في اعتداء على كنيسة ملاصقة لبطريركية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة.

رضا مكاري رجل في العقد السابع من عمره، جاء للمشاركة في تشييع ابن شقيقه العامل ذي الـ28 ربيعا الذي كان ذاهبا إلى الديرعبرعن غضبه قائلا “أقول للرئيس السيسي، ستتم محاسبتك في السماء”.

للمزيد: 28 قتيلا غالبيتهم أطفال في هجوم على حافلة للأقباط في المنيا جنوب مصر

ويضيف الرجل الذي يؤكد أن ابن شقيقه رزق قبل شهرين فقط بطفل ثالث “بالتأكيد ليس هناك أمن، لو أن هناك أمنا لما قتلوا”.

صموئيل شلبي (49 سنة) الذي فقد شقيقه اسحاق في الاعتداء يعتبر أنه “طالما لا تقوم قوات الأمن بعملها، سيستمر هذا الأمر إلى أن تتم تصفيتنا جميعا”. مضيفا “دائما نفس الشيء، سيحزن الناس بعض الشيء ويشفقون علينا ثم سيتكرر ما حدث” اليوم.

ومن حوله، يعرض المشيعون على هواتفهم المحمولة مقاطع فيديو تم تصويرها في موقع الاعتداء ويظهر فيه أشخاص ممدون على الأرض وقد تفجرت رؤوس بعضهم.

ويصيح حنا حكيم، وهو نجار في الخامسة والعشرين فقد ابن عمه “هناك حاجز أمني قبل الدير مباشرة، فكيف يمكن لمسلحين أن يتحركوا بسهولة هكذا؟”. ويضيف “أنه أكبر دليل على وجود ثغرات أمنية، لا يوجد أمن للمسيحيين”.

وعندما خرجت الصناديق واحدا تلو الآخر من الكنيسة الصغيرة، غطت صرخات المكان وتدافع المشيعون لمحاولة لمس “الشهداء” للمرة الأخيرة، ثم سارت الجنازة في شوارع القرية المتربة والمليئة بالقمامة.

وقال روماني وهو نجار في السادسة والعشرين “الآن نشارك بالفعل إخوتنا في طنطا والإسكندرية آلامهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *