شخصيات من المثلث: لن نخضع لمحاولات المس بتخليد ذكرى الشهداء ومناسباتنا الوطنية

مؤسسات متطرفة تطالب الجهات الحكومية بفصل الرؤساء من مناصبهم ووقف الميزانيات  بسبب مبادرتهم بأحياء وتخليد مناسبات وطنية، وعدد كبير من الجماهير العربية، التي دعت الى مواجهة مثل هذه الخطوات التي وصفوها على انها عنصرية.

وجهت جهات عنصرية في الأشهر الاخيرة إنتقادات لرؤساء سلطات محلية عربية، بسبب مبادرتهم بأحياء وتخليد مناسبات وطنية، وهذه المؤسسات المتطرفة تطالب الجهات الحكومية بفصل الرؤساء من مناصبهم ووقف الميزانيات بهدف إفشال هذه المسيرة والمس بها.

هذا وقد اثارت هذه التصرفات استنكارًا عارمًا لدى عدد كبير من الجماهير العربية، التي دعت الى مواجهة مثل هذه الخطوات التي وصفوها على انها عنصرية. على سبيل المثال في قرية جت المثلث تم التوجه لوزارة الداخلية بطلب الغاء اسم شارع الذي اطلق عليه اسم ياسر عرفات، وفي مدينة الطيرة، توجهت جهة متطرفة للوزارة وطالبتها بإقالة رئيس البلدية المحامي مأمون عبد الحي بسبب تخصيص مساحة ارض لأقامة نصب تذكاري لشهداء النكبة، وفي كفر قاسم يرفضون الاعتراف بالمجزرة التي راح ضحيتها 56 شهيدا.

هذا وتحدث مراسلنا الى عدد من الشخصيات المعروفة عن الموضوع، وإدلوا بارائهم حول التعامل وعن اهمية تخليد المناسبات الوطنية.

الشيخ صفوت فريج من سكان كفر قاسم وهو نائب رئيس الحركة الأسلامية- الجناح الجنوبي قال:” احيي كل رؤساء البلديات والمجالس المحلية الذين يقومون بتخليد المناسبات الوطنية لشعبنا ورموزه، وما تهديدات الوزارات الا دليل على خوفهم من تناقل الرواية الفلسطينية وتخليدها في ذاكرة الاجيال القادمة. على اللجان الشعبية ان تأخذ هذه المهمة على عاتقها وان يكون ردنا على هذه التهديدات للرؤساء باحياء هذه المناسبات الوطنية وتخليدها في كل حي وبلدة كي تبقى الذاكرة حاضرة في مجتمعنا ونتوارثها جيلاً بعد جيل. لن تفلح هذه الحكومة المتطرفة في ثنينا عن توارث تاريخنا وكلما زاد ضغطهم علينا ازددنا تمسكنا بثوابتنا وبروايتنا الصادقة. الكبار ماتوا شرفاء والصغار لن ينسوا الدماء”.

المحامي رضا جابر من سكان الطيبة قال:” المعركة على الوعي وهوية المكان وهويتنا كافراد وكمجموعة، ما زالا بصلب صراعنا هنا مع الدولة وأجهزتها المختلفة، والتي تمثل امتدادا واستمرارا وفرضا للفكرة الصهيونية بأحقية اليهود على الارض وهويتها. لذلك يجب ان لا ننظر بسذاجة او استهوان بالخطوات التي تعتمدها الدولة ووزاراتها باشتراط الميزانيات او الحقوق بتقديم التنازلات بمواضيع الهوية والوعي التاريخي والآني. فكلها باتجاه حصر، ام لم يكن تفتيت الهوية والرواية الجماعية وارتباطنا بقضية، تاريخ وأحقية بالمكان. لا شئ عفويا أو اعتباطيا بهذه الامور”.

ثم قال:” المقلق هو الاصوات التي تستهين بموضوع الحفاظ على الهوية وتاريخنا هنا بتقليعات تتعلق بالبرغماتية السياسية والانخراط، وبالتالي تقديم تنازلات بمضمون الهوية ورمزيتها، معتقدين بذلك بان الدولة ستقدم لنا تعويضا عن ذلك بالحقوق المدنيه. من يعتقد ذلك يقع بفخ السذاجه التي تميز تصرف الاقليات في حالات ضعفها وانسداد امكانياتها.
بمعركة الوعي والحفاظ على الهوية، يجب ان نسلك طريق التطوير لهذا الوعي والهوية وليس الاستكانه للتقليد أو المكوث بذات المكان. لذلك على قياداتنا المحلية والقطرية مواجهة هذا السيل من التشريعات والضغوطات بمشروع وطني للحفاظ وتطوير هويتنا ووعينا جنبا لجنب مع معارضتها فعليا بعدم الاستجابة”.

عضو بلدية الطيرة الشيخ عبد السلام قشوع قال:” طبعا نحن كشعب لنا تاريخ نضالي واسع ولنا شهداء دافعوا عن هذا الوطن ويحق لنا ان نخلد ذكراهم وان نعلم اولادنا عن تاريخنا وعن ابطال هذا الوطن الذي ارتوت ارضنا بدمائهم . لذالك هذا حق طبيعي ان نحي هذه الذكرى وان نقوم بتشييد نصب تذكاري كما تفعل كل الشعوب، وبما فيهم الشعب اليهودي الذي ما زال يحيي ذكرى موتاهم بالحروب ويشيد لهم نصب تلو الآخر “.
وفيما اذا كان سيخضع للضغوطات في حال وان شغل منصب رئيس بلدية قال:” ما دام هذا حقي الطبيعي لا ولن اخضع لاي مطلب غير شرعي، وبصفتي قيادي بحركة وحزب كرامة ومساواة، اشدد على ابقاء هذا النصب لشدة اهميتة لنا كشعب له تاريخه النضالي المشرف”.

الشيخ خيري اسكندر من باقة الغربية قال:” الموضوع بالفعل يكشف عن الوجه القبيح والحقيقي لهذه الحكومة العنصرية ا لتي تعادي كل ما هو عربي أو يذكرنا بماضينا”.

من جانبه قال رئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي:” قلناها وسنقولها وسنبقى نرددها سنعلم ابناءنا روايتنا،قصة بقاءنا، لم نبقى في الطيرة منَّة من احد وليس صدفه .كانت معارك مشهوده استشهد بها احبائنا واهلنا وبقي منهم اخرون قصوا الروايه. جمعيه ״לך ירושלים ״ من اليمين الأسرائيلي الذي اصبح ينفث سمومه وعنصريته وجبروته ضد الجماهير العربية الباقية في وطنها يظنون ان مطالبتهم باستقالة رئيس البلديه ستجبرنا على التراجع. نحن نقول اننا نرى بكل المناصب تكليف وليس تشريف ،كل المناصب هي من اجل خدمة ناسنا واهلنا ،وان ذهبت هذه المناصب فلتذهب وسنبقى رغم عن انوفهم مع الناس ،بينهم والى جانبهم، وان استمروا نقول لهم نحن ابناء واحفاد هؤلاء اللذين حاربو لنبقى وانتصروا. فهل ستثنينا اليوم محاولاتكم وتهديداتكم؟. سنبقى لكم بالمرصاد”.

رئيس مجلس جت المحلي المحامي محمد كاهر وتظ كان قد صرح:” صحيح انه وزارة الداخلية طالبتنا بازالة لافتة ياسر عرفات، لكننا سنطالب مرة اخرى باعادة الأسم واذا رفض طلبنا فسنتوجه للقضاء”.