تركيا- بدء التصويت على استفتاء بشأن نظام الحكم
مراكز الاقتراع تفتتح أبوابها في تركيا أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في استفتاء حاسم في إجراء تعديلات دستورية في ثماني عشرة مادة، ستحوّل نظام الحكم في تركيا، في حال قبولها، من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.
أفادت مصادر تركية اليوم الاحد بأنّ: “حدث تاريخي وحاسم في تركيا اليوم، إذ بدأ الأتراك يدلون بأصواتهم في استفتاء مهم حول التعديلات الدستورية والتي تهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس التركي أردوغان، حيث أنّ هذا الاستفتاء سيحدد ما إذا سيتم نقل البلاد من النظام البرلمان إلى النظام الرئاسي” وفقًا للمصادر.
وتابعت المصادر: “هذا وسبقت هذا الاستفتاء الذي سيصوت له أكثر من 55 مليون ناخب، دعايات حامية الوطيس من حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد، وكذلك من المعارضين الذين يرون أنّ هذه الخطوة تشكّل انقلابا على الديموقراطية في البلاد” وفقًا للمصادر.
وجاء في المصادر: “ووفقًا لاستطلاعات الرأي حول نتائج الاستفتاء، تمّ ترجيح كفّة المصوّتين بنعم لقلب النظام بنسبة بسيطة على المصوتين بـ لا، والذي سيؤدي إلى أن تحل رئاسة قوية محل النظام الديمقراطي البرلماني في تركيا، وربما يشهد بقاء أردوغان في السلطة حتى 2029 على الأقل.
وأشارت المصادر إلى أنّ: “نتائج الاستفتاء ستحدد شكل علاقة تركيا بالدول الأوروبية المتوترة، ويذكربأنّ الاستفتاء خلق قسم الشعب بين مؤيّد ومعارض، حيث صرّح مؤيدو اردوغان بأنّ هذه التعديلات هي أمر ضروري لإصلاح شوائب الدستور الحالي لذي أعده جنرالات في أعقاب انقلاب عسكري وقع عام 1980، لمواجهة تحديات أمنية وسياسية تواجهها تركيا وتفادي الحكومات الائتلافية الهشة التي شهدتها البلاد في الماضي. بينما المعارضون يعتبرونها خطوة نحو زيادة الاستبداد في بلد اعتُقل فيه نحو 40 ألف شخص وتمت إقالة 120 ألف شخص أو وقفهم عن العمل في حملة عقب انقلاب فاشل في تموز الماضي.
نفي أردوغان
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفى أمس الجمعة وجود نية لديه لإقامة نظام فدرالي بالبلاد، وقال في كلمة في تجمع انتخابي في قونية (وسط البلاد) إن حزب العدالة والتنمية من أكبر المدافعين عن مركزية الحكم في تركيا، وأن أجندته لا تتضمن مواضيع متعلقة بنظام الولايات أو الفدراليات أو أي شيء من هذا القبيل.
وجاء تصريح أردوغان بخصوص الفدرالية لطمأنة حلفائه القوميين والقوميين المتشددين المعارضين للفدرالية، حيث يعول حزب العدالة والتنمية على دعم حزب العمل القومي للفوز في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وكان زعيم اليمين القومي دولت بهجلي أبدى مخاوف من وجود توجه لدى أردوغان لنظام فدرالي بعد تصريح لمستشار الرئيس التركي بأن الفدرالية احتمال قائم بعد الاستفتاء، وهو أمر يرفضه القوميون المتشددون لأن من شأنه إعطاء الأكراد نوعا من الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا.
يذكر أن تركيا شهدت منذ تأسيس الجمهورية تنظيم ستة استفتاءات على التعديلات الدستورية، صوت الأتراك بنعم في خمسة منها خلال الأعوام 1961 و1982 و1987 و2007 و2010، وصوتوا بالرفض في واحد فقط جرى في عام 1988.