أخبار رياضية

موناكو يؤكد انعدام تناغم غوارديولا ومانشستر سيتي

انتهت رحلة مانشستر سيتي بدوري الأبطال مبكراً جداً بعد سقوط الفريق أمام مضيفه موناكو بثلاثة أهداف لهدف ليدفع غوارديولا ثمن التخبط الذي يعيشه مع فريقه هذا الموسم ويتلقى صفعة قد تجبره على إعادة كل حساباته.

h_53390181_279440

ملخص المباراة:

أرقام الشوط الأول كفيلة لتحكي عن الشكل المفاجئ الذي ظهر به الضيف الإنجليزي فلنا أن نتخيل اكتفاء فريق يدربه غوارديولا بنسبة استحواذ 48% إضافة لعدم تمكن الفريق من تسديد أي كرة خلال 45 دقيقة بسابقة سُجلت للمرة الأولى بتاريخ مشاركات السيتيزنز بتاريخ دوري الأبطال فحين خسر بيب فرصة تطبيق أسلوبه لم يعُد للفريق أي شيء ليقدمه.
سبب ضياع مانشستر سيتي ارتبط بعدة عوامل أبرزها القراءة الصحيحة لمدرب موناكو يارديم الذي كان يعرف كبر الحمل الموضوع على لاعب الارتكاز الوحيد وبالتالي حاول الضغط على هذا اللاعب ليجبر المبدعين سيلفا ودي بروين على لعب دورين متراجعين مختلفين عمّا يمتلكاه من خواص هجومية فكلاهما يجيد اللعب بالمركز رقم 10 أكثر من التواجد بالمحور إضافة لذلك لا يملك فيرناندينيو أي خواص جيدة بإخراج الكرة وهذا زاد الأمر سوءاً.

الشيء الآخر الذي بحث عنه موناكو تمثل باستثمار عنصر الشباب من حيث الجري والسرعة وزيادة الضغط على مدافعي مانشستر سيتي الذين أظهروا مرة أخرى معاناتهم بإخراج الكرة على عكس ما اعتدنا عليه بفرق بيب ليخسر المدرب أي فرصة لإخراج الكرة وتطبيق أسلوبه ويقبل تلقي ضغط الضيوف.

السؤال الأهم قد يكون لماذا ظهرت هذه المشاكل اليوم تحديداً؟ الجواب ببساطة يرتبط بتمرّس موناكو بالأسلوب الهجومي المفتوح وهو ما يعني أن بيب واجه فريقاً يشبه الفكر الذي يحب تنفيذه مع فارق يرتبط بتشبّع اللاعبين من هذا النهج وتطبيقه بنسبة نجاح أفضل خاصة من حيث إخراج الكرات للأمام وبنفس الوقت كان أمام غوارديولا خصماً يرفض تسليم نصف الملعب والسماح للسماوي بتنظيم الهجوم كما يريد لتظهر كل المشاكل التي كان المدرب يحاول تغطيتها بالخلف.

في الثاني تغير الحال مع إجبار لاعبي السيتي لخصومهم على العودة للخلف فالمجهود البدني الذي قام به المضيف كان لابد من ترك أثر إضافة لهذا بدأ سيلفا ودي بروين توجيه البينيات من مواقعهم الخلفية وهو ما يفسر ارتباط التسديدات الست الأولى بشكل كامل تقريباً بمتابعة الكرات البينية عبر ثلاثي المقدمة وهذا الحال كان ذاته طريق السيتي لتقليص الفارق.

أسلوب مانشستر سيتي الدفاعي كان مرة أخرى موضع جدل ورغم فقدان موناكو قدرته على السيطرة على الوسط لكن كرة وحيدة كانت كفيلة لاستقبال هدف وهذا شيء بات جزءاً من فلسفة الفريق هذا الموسم.

الأسلوب لا ينجح يا غوارديولا:

مازال غوارديولا مصراً على تقديم كرة هجومية تعتمد على الاستحواذ مع مانشستر سيتي على غرار ما فعله ببايرن وبرشلونة لكن الفريق الإنجليزي يفتقد للكثير من العوامل الأساسية لتطبيق هذا الأسلوب ومحاولات بيب لمحي عيوب سوء الانسجام بين أسلوبه وفريقه.
أبرز العوامل التي افتقدها بيب هي لاعب المحور القادر على تدوير الكرة ونقلها تحت الضغط من الخلف فعلى الرغم من الخواص الهجومية الممتازة لسيلفا ودي بروين إلا أن هذا الدور يتطلب لاعبين بإمكانيات خاصة مثل ما كان يفعل ألكانتارا ببايرن أو تشافي أو إنييستا ببرشلونة أو كما كان يُظهر غندوغان قبل الإصابة، إضافة لذلك لا يملك مدافعو السيتي القدرة العالية على لعب الكرة للأمام بشكل مميز وهو ما جعلهم ضحية ضغط موناكو بالشوط الأول دون أن يتمكنوا من إيجاد أي حل على غرار ما كان يفعل بواتينغ أو بيكيه حيث يملك هذين اللاعبين قدرة ممتازة على تقديم التمريرات الطويلة دون أن ننسَ الحالة الدفاعية الكارثية للفريق السماوي.

يارديم وفريق الطموح:

لطالما قارن الجميع فريق موناكو الحالي بذلك الذي فاجأ العالم عام 2004 لكن الفارق الجذري يرتبط بكون المجموعة الحالية تضم خيرة من مواهب أوروبا بمقدمتها مبابي وسيديبي وميندي وفابينهو على عكس الفريق المكتفي مادياً لحد كبير والذي ظهر قبل 13 سنة لكن بكل الأحوال بات نادي الإمارة يملك أسلوباً أوروبياً واضحاً شاهدناه بالسنوات الثلاث الأخيرة من خلال قدراته الهجومية العالية وسعيه الدائم للضغط بمنتصف الملعب وبالتالي لن يكون من المستبعد أن تستمر معجزة موناكو إلى ما بعد ربع النهائي لأن هذا الفريق لن يخاف من أي منافس.

نهاية سلسلة بيب:

بعد 7 مواسم من الظهور بالبطولة مع برشلونة وبايرن فشل بيب للمرة الأولى من بلوغ نصف النهائي فبعد أن كان أبرز خصومه يفشلون بسرقة التفوق بالاستحواذ منه بات الكاتالوني يخسر هذه النسبة أمام نادٍ فرنسي معدوم الخبرة تقريباً وكل هذه مؤشرات تدل على أن رحلة بيب في السيتيزنز لن تكون شبيهة بسابقاتها لأنه لا يملك كل عناصر النجاح الكافية للتفكير بتطبيق المتعة الكروية.

h_53390214_1_372887

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *