2أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

اسلامكم يأمركم بالعدل بين أولادكم !، بقلم: المربي الشيخ أبو عكرمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، قال تعالى في سورة النساء1 : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ” . في هذه المقالة سأتطرق وأتكلم عن العدل في العطية والهدية والهبة التي تكون من الوالدين وهم على قيد الحياة الى الأبناء والبنات. أن العدل يثمر الثمار الطيب كالاخوة والمحبة والتراحم الدائم ، وأما التفضيل والمحاباة لابن أو لابنة على بقية اخوته ، يعني المإشاكل والتخاصم والمشاحنات والتباغض والكراهية بين الاخوة والأخوات.

1

ويلحق الاثم والذنب بالوالدين حتى بعد موتها . واعلموا أيها المسلمون أن أسس الشريعة الاسلامية مبنية على العدل بين الأبناء.

وقد أخرج أبو داود في سننه، عن النعمان بن بشير قال: أنحلني أبي نحلاً أو نُحلةً غلاماً له.”أي عنده عبد أعطاه لولده “، قال: فقالت له أمي عمرة بنت رواحة: ائتي رسول الله صلى الله عليه فأشهده، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال يا رسول الله : إني نحلت ابني النعمان نُحلاً، وإن عمرة سألتني أن أشهدك على ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألك ولد سواه “غيره”؟) قال: قلت: نعم، قال: (فكلهم أعطيت مثل ما أعطيت النعمان؟)، فقال: لا، فلما قال: لا، قال عليه الصلاة والسلام: “فأرجعه”. او “فرده” ، وفي رواية: (فلا تشهدني إذن، فإني لا أشهد على جور ).

“الجور يعني الظلم”، وفي رواية: (فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم). فرجع أبي في تلك العطية. ان اسلامنا الحنيف يربي الوالدين على العدل بين الأولاد والأبناء حتى في البشاشة، والترحيب، والتقبيل، والطعام. هنالك قسم من أهل العلم يرى أن العدل بين الأولاد يكون : أن يعطي الوالد ، للذكر مثل حظ الأنثيين.

وقسم أخر يرى أن الأولى والراجح في توزيع الهبات والعطايا والهدايا أن تكون بالتساوي بين الذكور والإناث، وهو مذهب الأئمة الثلاثة ـ مالك وأبي حنيفة والشافعي ـ واحتجوا برواية لمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبشير بن سعد ـ وهو والد النعمان بن بشير: أيسرك أن يكونوا في البر سواء؟ قال: بلى… فكما أنك تحب أن يكونوا سواءً في برك، وأن لا ينفرد أحدهم ببرك دون الآخرين، فكيف ينبغي لك أن تفرد أحدهم بالعطية وتحرم الآخر . وإذا كانت البنت كالإبن في برها، فكذلك في عطيتها ؟!. واستدلوا أيضا بحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” سووا بين أولادكم في العطية، ولو كنت مؤثراً لأحد لآثرت النساء على الرجال”. أخرجه البيهقي، إسناده حسن.

احيانا ولأسباب قاهرة اضطرارية قد يلجأ الوالدين تفضيل وتخصيص أحد الأولاد بنوع من الشفقة والمساعدة، كالمرض، أو إذا غاب كثيرا وعاد من سفر بعيد، او عليه ديون متراكمة وكثيرة، او بسبب السجن والغرامات المالية ، هذا لا بأس به لقيام السبب الموجب لذلك. ولكن يجب أن يكون برضى الأبناء وعن طيب نفس ورضا حقيقي من الأخوة والأخوات ، فلا يحل للوالد أن يجعلهم يوافقون بإكراهٍ ، أو خوفٍ ، أو إحراج ، فإن وافقوا مكرهين أو حياءً : لم يحل لوالد أن يعطي أخاهم أو أختهم شيئاً . اللهم نور دربنا بالعدل بين الابنا والبنات.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *