الجزء الأول- الإعتراف بالخطأ فضيلة راقية ! بقلم الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

بعيد الإنتهاء من وقفة عرفة وأداء مناسك الحج والإحتفال بعيد الأضحى المبارك . اعترفت المملكة العربية السعودية أنها أخطأت في يوم وقفة عرفة والعيد … ومع الأسف المؤلم أن الغالبية العظمى من المسلمين لم يلتفتوا ولم ينتبهوا انه تم تغيير التاريخ وأضيف عليه يوم واحد …

وهنا تراكمت في ذهني الأفكار الكثيرة وتذكرت المقولة العربية “الإعتراف بالخطأ فضيلة”، وأقوال العلماء:” إن الإنسان القوي الشجاع هو الذي يعترف بخطئه ،ويعتذر عنه إذا ما كان في حق الآخرين” ، وكيف اذا كان الخطأ في حق أكثر من مليارد ونصف المليارد مسلم، وبمناسبات جليلة كالحج ويوم عرفة وعيد الأضحى ‏.‏ ولكنني أريد أن أكون متفائلا بالأمل والإيجابية :

1) من من البشر لم يقع في خطأ في أثناء عمله أو تربيته أو معاملاته ؟ ، وأجزم أنه لا يوجد احد معصوم من الخطأ، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال ” كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون”.

2) إن الخطأ الحقيقي هو التمادي في الخطأ ، وعدم الإعتراف به ، والإصرار عليه ، والجدال عنه بالباطل ، واعتبار الرجوع عنه نقيصة. لهذا أنا اعتقد ان ليس المشكلة في الخطأ نفسه ، بل في آليات التعامل مع هذا الخطأ!. فهناك من يخطئ و يوجِد لنفسه المبررات، وهناك من يعترف بخطئه ويصححه و يستفيد منه في حياته .

3) إن ثقافة الإعتراف بالخطأ في الإسلام لها معناها المتميز المتفرد، الذي يورث في النفس تعود الشخصية المؤمنة التواضع لخالقها فتكسر الكبر في قلبه، وتعرفه من نفسه الضعف والخلل والخطأ، وأنه بحاجة دومًا لله سبحانه الحي القيوم.

4)الاعتراف بالخطأ أول خطوات النجاح والإصلاح، وأول منازل التواضع وتأديب النفس وتهذيبها، والاعتذار في هذه الحالة يكسبك احترام الآخرين ويشجعهم علي التسامح معك. فهو يحتاج الي محاسبة الذات … بل عليك أن تعرف أن الشخص يتعلم من الأخطاء أكثر من استفادته من التصرفات السليمة لأنه يكتشف نقاط ضعفه التي لابد أن يتعامل معها للتغلب عليها.

5) من المهم والضروري لنا مراجعة أنفسنا للتعرف علي أسباب الوقوع في الخطأ لنكون قادرين علي معالجتها.. وتأكد أنك لست أول ولا آخر من يخطىء أو يسيء التصرف، لأنها من الصفات البشرية التي لايخلو منها إنسان مهما يدعي القوة والحكمة.!

Exit mobile version