أخبار الطيبةالأخبار العاجلةتقارير

تقرير- بذخ الأعراس مباهاة تثقل كاهل العروسين

 يبدأ التحضير للعرس قبل اشهر عدة ليتمكن العروسان من اصطياد الزمان والمكان المناسبين،  هي ليلة العمر التي يصعب المساومة عليها أو على تفاصيل محطاتها بالنسبة إلى كل من قرر دخول القفص الذهبي، لكن مما لا شك فيه أن أمورا عدة تدخل في مجريات التحضيرات ومتطلبات حفلة الزفاف، وأهمها الميزانية التي صار لها دور أساسي في تحديد الصورة النهائية التي ستكون عليها هذه الليلة!

2

انتشرت في السنوات الأخيرة، مظاهر عديدة للبذخ في الأعراس، في مدينة الطيبة لا تلتقي والواقع الاقتصادي العام الذي يشير إلى معدلات بطالة مرتفعة وأزمات اقتصادية متلاحقة حتى غدت مظاهر الابتداع متعددة الأوجه.

ويرى الكثير من المواطنين أن حفلات الزفاف أصبحت تأخذ منحى التعقيد الاجتماعي، وفقدت بساطتها، مما يعني مزيداً من التكاليف التي يرى البعض أنه لا معنى لها، وباتت مسألة المجاراة الاجتماعية عبئا على كثير من الأزواج.

لا شكَّ أن المال وُجد ليُصرف، وهو ليس غاية بعينها، بل وسيلة لعيش حياة أفضل، وبالتالي، يتمكن من يملك القدرة الماليّة على إقامة أفخم الأعراس وأكثرها بذخاً، أن لا يتردّد للحظة بتحقيق ذلك. لكن بالنّسبة إلى الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقة الاجتماعيّة غير المُتمكنة ماليا، من المُستغرب أن ينجرفوا في هذا النمط المبالغ فيه في الإسراف خلال حفلات الأعراس، لا لسبب سوى تقليد الآخرين، او تحقيق حلم صعب المنال!

فهل يُعقل مثلا أنّ شابا وصبيّة أمضيا سنوات في انتظار تجهيز منزل، وبالكاد نجحا في توفير الحدّ الأدنى من مُستلزمات العيش فيه، أن يحرصا على إقامة حفل زفاف ضخم يتمّ دعوة مئات الأشخاص إليه عن غير قناعة، وفقط بهدف تقليد قريب أو صديق أو أحد سُكّان المدينة؟!

طبعا لكل شيء ثمنه في غمرة هذا الغلاء الفاحش، بحيث لا تقل تكاليف ليلة الزفاف مئات الاف الشواقل، تكاليف لا تهز جيب ميسوري الحال، بمصاريف تتسع دائرتها لتصل الى مئات آلاف الشواقل أما الطبقة الوسطى فتلجأ للاستدانة المصرفية لتغطيتها.

تتوزع الميزانية بين بذلة العريس وفستان العروس الذي يختلف ثمنه بحسب القدرات المادية، إذ قد يفضل البعض استئجاره ، او شرائه وترتفع التكلفة تبعا لشهرة دار الازياء . وبعدها تأتي التفاصيل الأخرى بداية مع  بطاقات الدّعوة، وموقع الحفل، وزينة الورد، والتّصوير، والمأكل والمشرب، والإضاءة، وفرقة الموسيقى، وقالب الحلوى،  ورحلة “شهر العسل” إلى الخارج وغيرها من التّكاليف، إضافةً طبعاً إلى تكاليف الضيافة المنزليّة وثياب العريس والعروس وأهلهما وماكياج وشعر العروس… إلخ. علماً أن هذين الشخصين بالتّحديد، يمارسان مِهناً بدخل متواضع، ويفتقران في حياتهما الواقعيّة إلى أبسط مكوّنات الترف.

والأسوأ، أن يلجأ بعض الأزواج إلى الاستدانة لتأمين نفقات العرس، علماً أنَّ بعض المصارف باتت تُسهِّل عمليّة الاستدانة لتغطية نفقات العرس، بهدف الاستفادة من الأرباح التي تُحققها من الفوائد، في حين يرزح المُتزوجون الجدد الذين يعتمدون هذه الطريقة لتأمين تكاليف حفل زفافهما، تحت وطأة ضغوط الاستدانة والكمبيالات المستحقة للمنزل وللعرس، وربما لفرش المنزل وأدواته الكهربائيّة!

ولا تفسير لهذه الظاهرة سوى أنّ المواطن بات أسير المظاهر والتقليد،حيث إنّه لا يتقبّل إقامة حفل صغير ومتواضع نسبيا.

المربية الشاعرة سوسن ناشف
المربية الشاعرة سوسن ناشف

قالت المربية الشاعرة سوسن ناشف:” الإنسان الحكيم هو الذي يتعلم ويستفيد من تجارب غيره في الحياة ، والحياة علمتنا أن مجاراة الموضة في جميع الأبواب خطأ فاحش لأن الموضة الحقيقية هي القيام بعمل ما يناسب الإنسان جوهرا وشكلا واقتصاديا هذا على وجه العموم أما بالنسبة للأعراس فمن باب أولى الاقتصاد في مصاريفها من غير بخل ولا تقتير بل القيام بجميع الواجبات على أكمل وجه من غير مبالغة في شراء الملابس التي يلبسها العروسان لليلة واحدة بأسعار فاحشة أو تزيين القاعات بزينة هم في غنى عنها لأنها تضايق الميزانية والرؤية باختصار على العروسين أن يبدآ حياتهما المشتركة بالرجل اليمين بلا ديون ومشاكل اقتصادية قد تؤدي إلى مشاكل عائلية واجتماعية قد تصل للانفصال بسبب “عدم قياس الفرشة على قد الرجلين ” وبسبب لحاق هوس البعض والبهرجة الكذابة الضارة التي ستنعكس سلبا على حاضرهم ومستقبلهم ، والذي سيسبب آلاما وصدمات وخيبات يصعب الخروج من نتائجها على النفس والجسد والعلاقات الاجتماعية المستقبلية إلا من رحم ربي”.

وتابعت:” وهنا لابد من همسة في أذن جميع أصحاب الأعراس، مباركة أعراسكم ودامت الأفراح في دياركم عامرة، مع أملنا منكم جميعا أن لا تطلقوا النار والمفرقعات في أعراسكم، أن لا ترفعوا صوت سماعاتكم خلال الليالي بشكل يزعج شارعكم والشوارع المجاورة لشارعكم، أن يكون السهر مع الأغاني بواسطة السماعات حتى منتصف الليل على الأكثر، أن لا تغلقوا الشوارع الرئيسية وإذا قمتم بإغلاقها مضطرين ، أعلنوا عن ذلك مسبقا لأهل البلد حتى لا يمروا منه ويزعجوكم وفي نفس الوقت يضيعوا وقتهم سدى باللف والدوران”.

 الشاب ضياء مدني
الشاب ضياء مدني

واعرب عن رأيه الشاب ضياء مدني حول ذظاهرة البذخ في الاعراس، قائلا:” ذكر الله في كتابه العزيز واوصانا نبينا المصطفى عن اهمية الاقتصاد واهمية الاسراف واهمية الفرح والسرور في ديننا الحنيف وكيف نفرح دون البزغ والترف. اما عن ايامنا وعصرنا هذا فقد شاعت وانتشرت وتفشت ظاهرة عجيبة رهيبة في اعراسنا وولائمنا ونرى العجب العجاب من مظاهر اللهو والترف الشديد حتى اصبح ذلك الامر بالمجاراة بين بعض البشر حتى نرى افراحنا تقليدا اعمى لبعضنا البعض”.

ثم اضاف:” وبعد ان ينتهى الفرح تتكالب الديون والحوائج الضخمة على اهل العرس وبالاخص العريس، حتى يصل به المطاف الى ان يعمل ورديتان او 3 ورديات في اليوم ليسدد ديونه ، كل هذا بسبب التراهات التي نراها”.

واردف:” ففي اسبوع العرس يتشكل العرس الى اقسام ومن هذه الهشاشات نسمع بما يسمى:
حناء عريس
حناء عروس
حمام عريس
ليلة مغني فلان
ليالي كثيرة مع الترف الشديد

عدا العرس نفسه الذي يكون فيه التشكيلات من الاكل الزائد والحلوى الزائدة والفرق الموسيقية التي تبدأ من ثاني او ثالث ليالي العرس”.

واكمل قائلا:” من احد اسباب الطلاق حسب رايي هو ديون العريس التي نجمت من الفرح. اوصى نبينا الكريم بالولائم ففي حديث انس رضي الله عنه :” أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة فقال ( ما هذا ؟) قال يا رسول الله إن تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب قال ( بارك الله لك أولم ولو بشاه )”، فالوليمة تكون على سنة نبينا المصطفى وتكون ذات بركة وليس البذخ والترف ويكفي انها سنة ونحن تركنها، العيب ليس برضوان الناس العيب هو عدم رضوان الله، اطيعوا الله واطيعوا الرسول!”.

السيد لؤي مصاروة
السيد لؤي مصاروة

وبدوره قال السيد لؤي مصاروة:” الوضع الاقتصادي بشكل عام صعب ووضع العرب اوضاعهم اصعب بالكثير مقارنتا مع الوضع العام لاسباب عدة اهمها التمييز العنصري والمستوى المتدني من التعليم، عادة نمط الحياة وشكلها يكون مربوط مع المستوى الاقتصادي للفرد بمعنى انسان مقتدر يقود عادة مركبة جديدة ويسمح لنفسه التجوال والتنزة بالبلاد وخارجها مستوى المعيشة يكون اعلى نسبة لانسان اخر وضعه الاقتصادي متدني او ضعيف، متطلبات الحياة مرتفعة واخذة بالارتفاع ومصاريفنا تتكاثر وتكبر مع العلم المدخولات لا تتغير او يمكن القول تتقلص قيمة الشيقل تقل والمصروفات تزيد، عادة بمثل هاذا الوضع نقلل من الاستهلاك ونحاول اختصار اشياء كثيرة ولكن  غير المفهوم بالرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة لا نلمس هذه الاحوال بالشارع الطيباوي العكس صحيح نرى ونشاهد الحالة التي نعيشها كطيباويين من تبذير ومصروفات غير مفهومة بالمناسبات المختلفة”.

وتابع:” ومن اهمها الاحتفال باعراسنا من ليالي وسهرات وتبذير اذ فقدنا البوصلة والسيطرة على هذة المصاريف ونعمل المستحيلات لنكون او لنحتفل كالجميع من تبذير ومصاريف يصعب على العقل الطبيعي فهما، نقلد ونعمل مثل الاخرين مثل الجيران والاصحاب بغض النظر نملك القدرات المالية ام لا، كلنا نتذمر عن الاوضاع الاقتصادية كم هي صعبة وننتقد غيرنا على الحفلات وطريقة التبذير بهان وعند الوصول  حالة الحفلة، ا ننسنى او نتناسى ما تكلمنا وما انتقدنا ونحتفل بنفس الطريقة ونبذر مثل الاخرين بل نريد التبذير اكثر من غيرنا، الاسباب غير مفهومة وغير معقولة واعتقد اننا نعيش بحالة يصعب علينا تقييمها او فهمها، احتمال حالة من ضعف بالشخصية ماذا سيقول الناس عني وعن حالتي بحالة لم احتفل كالجميع، او تأثير المجتمع على الفرد لاننا ما زلنا نعيش على الاقل بالعقلية القبلية”.

الشاعر جهاد بلعوم
الشاعر جهاد بلعوم

ومن جانبه قال الشاعر جهاد بلعوم:” ليس صدفة أننا شعب فاشل لا يتعلم من تجاربه، فنحن نعشق التنظير، ننتقد غيرنا ولا نتوانى في تقليده تقليدا أعمى، نحن شعب يحترف الفشل، إذ كيف نفسر تلك الظواهر المجتمعية التي أثبتت فشلها لكننا رغم ذلك نكرسها ولا ندّخر في تطوير آلياتها”.

ومضى يقول:” إن ظاهرة تنامي القشور تأتي على حساب الجوهر فتلغيه وتجعله مسطحا كما هو فكر المجتمع الذي فقد استراتيجيات بناء المستقبل”.

وواصل حديثه قائلا:” تعيس هو ذلك العريس الذي اضطر بسبب ضغوطات مجتمعية أن يبدأ حياته الزوجية بحفنة من الديون لا يشاركه بها من شاركوه فرحة الزواج فيجد نفسه حاملا هموما تصرف كل طاقاته الحياتية وتستنفذها في محاولات دؤوبة لسدها وهذا كله يأتي على حساب علاقته العاطفية مع زوجته وعلى حساب عمله وراحته النفسية”.

وذكر:” لكننا وفي الفترة الأخيرة نرى من لهم نظرة مبعدية مع أنهم قلائل والذين يسمحون لأنفسهم أن يخرجوا من عباءة المجتمع ويغيرون في نمط تلك الأعراس حتى لا يقعوا في نفس الفخ وبذلك يصبحون قدوة لغيرهم من الشباب آملين في المستقبل أن تجتث تلك الظواهر السلبية التي لا تخدم سوى المجتمعات التعيسة”.

السيد عبد الكريم مصاروة
السيد عبد الكريم مصاروة

اما السيد عبد الكريم مصاروة، قال:” يجب أن تتغير كثير من التقاليد العمياء ومنها مراسيم الزواج وليالي و”كل واحد على قد فراشه يمد رجليه” ولا ننسى قوله تعالى (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )”.

‫5 تعليقات

  1. انا عرسي بعد شهر ..الناس مديونه اللي بالالاف الشواقل نقوط كنت نقطته بالسنوات السابقه ..انا مسامحكم جميعا وما تزعلوا عليه ومش رايح اعزم حدا
    وما بدي حدا ينقطني .النقوط اللي انا قدمته كان عباره عن هديه مني لكل عريس وعريس وليس قرض او دين ولا اريد الان ان تعيدوه .. اذا فليكن ما قدمته لكم حلال ومبروك عليكم وما بدي اشي منكم لاني قررت انا والعروس ان لا نعزم اكثر من 20 شخص وما بدنا مهرجانات ولا مظاهرات ولا ليالي ولا حمام عريس ولا طلعة عروس

  2. كم مره حدث انه قبل عرس ابن ام الكبر والصغر تم رفع طقم الجلد الى الطابق الثالث على اعتبار ان ثمنه سوف يدفع ثاني يوم العرس من النقوط لكن العريس ما لم او لم يجمع كثير ..بدا صاحب دكان الأثاث يتلفن لابو العريس وما في حدا برد ..اجا على دار العريس ما في حدا بفتح الباب اجا عدار أبو العريس وما في غير ان شاء الله الأسبوع الجاي بندفع …بعد أسبوعين من العرس اجا التاجر نزل الطقم واخذه عالدكان ليس قبل ان ياكل قتله من اهل العريس …يعني فوق المعروف ضرب كفزف
    والان اغنية …هزي هزي يا ام العريس ..والان زغروده لابو العريس ..هي هاي هي
    والان اغنيه لعريسنا .. عريسنا ما اشلبو صاحب دكان الأثاث من الطقم قشطو
    كذلك حدث ان أبو العريس وام العريس سجلوا للحج دون ان يدفعوا ثمن اللحم اللي عملوا منه كولاش يوم العرس ومسحب وشوي في الليالي…بعدها نقول وندعو لهم حجا مبروكا وتجارة لا تبور بعد ان اتموا واجباتهم الدينيه قارطين حق اللحام وثمن اللحمات قرطا ونذهب لاستقبالهم على جسر اللنبي او جسر الملك حسين عند عودتهم من مهمة الحج

  3. حكي ممتاز بس لليش محدا ذكر استغلال اصحاب المصالح للعروسين مش معقول يوم تصوير بدون البوم اكثر من 5000 شيكل والدي جي عشغل 3 ساعات بطلب الاف الشواقل والفساتين حدث ولا حرج تأجير فوق 10000 شيقل لفستان العرس وبصبحو يتصلوا بدهم اياه ، والسباريت عتسريحه فوق 3000 شيقل واصحاب القاعات وغيرو وغيراتو . انا بقول لازم برضو اصحاب المصالح يتقوا الله في الناس .وعفكره في كلمه كلهم برددوها لما تحاول تنزل من الحساب ” ادفع انت كل يوم مجوز “

  4. الاميات والحجات اللي بحجين ببيت الله الحرام خافن من الله وخفين شوي عالشباب…اتظلتشن تزنين بروس البنات …اي هو العريس شو باقي…القبضه يا دوب توصل 4 الاف شيقل…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *