3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

من غشنا فليس منا!، بقلم: المربي الشيخ أبو عكرمة الطيباوي

للوهلة ألأولى قد يفهم من العنوان” من غشنا فليس منّا “على كفر الغشاش،وأنه ليس من المسلمين . طبعا هذا كلام غير صحيح ، لأن الغش لا يكفر فاعله.وإنما الغش ممنوع مع كل الناس مهما اختلفت ألوانهم وأشكالهم ولغاتهم و..! ويوميا تنشر المواقع والجرائد والمجلات عن جرائم الغش والخداع والتدليس، لقد تفشت هذه الظاهرة المرضية في بلاد العرب والمسلمين، حتى لا تكاد مؤسسة أو جمعية أو بضاعة تسلم من تلاعب الغشاشين وحيلهم الخبيثة.وانتشر الغش في البيوع والمعاملات بكتمان عيوب وفساد السلع والبضائع !.

index
وما أكثر ضروب الغشِّ والإحتيال، التي تقع من المخادعين ، فيزيِّنون للناس السلع والبضائع الرديئة، فيخفون العيب أو يزينونه ، فيكون ظاهر المبيع خير من باطنه ، فيورطون الناس في شرائها، ويوهمونهم بجودتها العالية، ولو عرف الناس الخفايا ، ما باعوا وما اشتروا !.
ومما يؤسف إن المتأمل في واقع كثير من الناس ليجد أنهم يمارسون الغش في معظم شؤون حياتهم ، وكأن الغش أصبح مرض العصر فطال الأخضر قبل اليابس ،فكاد أن لا يسلم منه شيء !. نماذج وصور للغش:

2

1) بعض تجار الخضروات والفاكهة ، يضع في نهاية الكرتون المعد لبيع الفاكهة والخضروات أوراقاً كثيرة،ثم يضع أفضل هذه الخضار والفاكهة أعلى القفص “وجهة”، وبذلك يكون قد خدع وغش المشتري.!

2) قسم من الصائغين يخلط مع الذهب النحاس،ويبيعه على أنه ذهب خالص. وكذلك في : ( الحليب والعسل والزيت).

3) بعض الآباء يخفي مرضاً أو عيباً في ابنته، ولا يبينه للخاطب، فإذا دخل بها الزوج اكتشف المرض والعيب، فتنشىء الخلافات ، والفضائح والطلاق !.

4) الغش في الإمتحانات من قبل الطلبة والطالبات، ورنما مرات كثيرة بالتواطىء والتعاون مع المحاضر و..بحيث تكون نتيجتها حصول الطالب الغشاش على شهادات لا يستحقها ، ولا يقدرً على ممارسة مهنته بشكل حسن ، والضحية والمتضرر الأول أبناء شعبنا ؟! . وكذلك الأمر في:(البيوع والمعاملات، والأدوية والمستحضرات، والتجار ، والعطَّار ، وبائع اللحوم ، وصاحب المطعم، والصَّراف، والخيَّاط ، ووصل الغش الى المدارس والجامعات ).؟!

ويعتبر الغش من أعمال المنافقين الذين يظلمون الناس ويأكلون أموالهم بالباطل، وهذا العمل يؤدي إلى تفكك المجتمع ، وخلخلة بنائه لأن الثقة تفقد بين أفراده. وكل مجتمع انتشر فيه الغش والنصب والتحايل ، أصبح مجتمعا متأخرا، ولم يتقدم كبقية المجتمعات الراقية.حيث تنخر فيه الأمراض كما ينخر السوس في الخشب ، وذلك لأن المجتمع فقد أعز ما يملك وهو العدل والأمانة، الذي قامت عليهما السماوات والأرض، وأوجبه الله تعالى على عباده ، وبالذات المسلمين!.

لهذا نهت الشريعة الإسلامية بشدة عن الغش والخداع بكل ألوان وأشكاله ، وأعتبرته كبيرة وخيانة عظيمة . روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مرَّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا فقال الرسول الكريم : (ما هذا يا صاحب الطعام ؟ قال : أصابته السماء يا رسول الله ، قال رسول الله : أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ، من غش فليس مني ) وفي رواية « من غشنا فليس منا » رواه مسلم. والمقصود من الحديث ذم وتقبيح الغاش ، وأنه ليس على سنن وطريقة وصفات المسلمين ، والتي منها : النصح والصدق مع الآخرين ، وعدم غشهم او التحايل عليهم ، ولا يدل الحديث على كفر الغاش !.

المربي الشيخ أبو عكرمة الطيباوي .

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *