الجزء الثالث- يترقب المسلمون بحب وشغف أعظم هلال في الحياة !، بقلم الشيخ ابو عكرمة

المسلم يتنقل في حياته بين العبادات والطاعات لتتحول حياته كلها زاخرةٌ بأعمال البر والإحسان ، والأعمال الصالحة ، والأقوال الحسنة، من العبادات المشروعة والتي تمثل له منهاج حياةٍ شامل مُتكامل. وهدفه المركزي مرضاة الله عز وجل ، دونما كللٍ أو مللٍ أو فتورٍ أو انقطاع .


فيؤدي يوميا الصلوات الخمس ، واسبوعيا صلاة الجمعة ، ويصوم شهر رمضان المبارك،ويصوم ستةِ أيامٍ من شهر شوال ، ويؤدي مناسك الحج والعمرة ، ويذبح الأضحية والهدي ويوزع لحومهما على الفقراء والمساكين، ويزكي ويتصدق من خالص ماله، مستبشرا الخير بالأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة.

*) الفضائل العظيمة للأيام العشر :

1) قوله تعالى في سورة الحج 27 -28 : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } . المقصود بالأيام المعلومات هي العشر من ذي الحجة .

2)وقوله تعالى في سورة الفجر 1 – 2 : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } .أجمع أهل العلم ،انها ليالي عشر ذي الحجة .

*)وأما السنة النبوية فذكرت فيها أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم :

1) عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ ( يعني أيامَ العشر ) . قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهادُ في سبيل الله ،إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء ” رواه أبو داود .

2) عن ابن عباس،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :” ما من عملٍ أزكى عند الله،ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى . “رواه الدارمي .

*) لماذا هذه الفضائل العظيمة لأيام ذي الحجة ؟ ! أجاب على السؤال شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال : ” أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان ، والليالي العشر الأواخر من رمضان ،أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ) . 1)لأن المسلم يؤدي فيها فريضة الحج والعمرة ، الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام .

2)في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يقف الحجاج يوم عرفة ، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام،فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-أنها قالت : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار ، من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ ” رواه مسلم .

3) يبيت الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة في المُزدلفة ( ليلة جَمع ) ، بعد تركهم عرفة .

4) في اليوم الثامن من ذي الحجة، “يوم التروية “تبدأ أعمال الحج ، ويتوجه الحجاج الى منى .

5) فيها أعظم أيام الدُنيا، (يوم عيد الأضحى ، يوم النحر ) اليوم العاشر من ذي الحجة.

6) الله تعالى جعلها ميقاتاً للتقرُب إليه ، حيث يذبح الحاج الهدي ، ويذبح المسلمون في بلادهم الأضاحي. في العاشر من ذي الحجة.

7) نذكر ان أيام التشريق تأتي في شهر ذي الحجة مباشرة بعد العشر منه!.

Exit mobile version