2أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

الجزء الأول- أيها المسلمون : عظموا شعائر الله تعالى في قلوبكم وأعمالكم !، بقلم:الشيخ ابو عكرمة

مع اقتراب بزوغ هلال ذي الحجة وتأهب المسلمون لأداء مناسك الحج وذبح الأضاحي للإحتفال بعيد الأضحى، تذكرت أن الله تبارك حثنا وحضنا على تعظيم شعائره بالأعمال الصالحة

1

وإن المؤمن الحق هو الذي يعظم حرمات الله وشعائره،فيعظمها تعظيماً لله، وإجلالاً لله، ومحبة لله خوفاً من الله ورجاء ثوابه ، يقول سبحانه في سورة الحج 30 :( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ))، ويقول في الآية 32: ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ،فالقلب هو محل التقوى كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {التقوى هاهنا، وأشار إلى صدره}.! فإذا خشع القلب واتقى، خشعت سائر الجوارح وصلحت الأعمال والأخلاق. لأن التعظيم فيه تفخيم وتبجيل ، ومنع وتشديد على عدم انتهاك حرماته.ولا يعظم شعائر الله تبارك وتعالى إلا من عظم الله واتقاه وقدره حق قدره. وشعائر الله كل أمر فيه طاعة الله؛ من صلاة وزكاة وصوم وحج، وكل عمل صالح مع خلق الله ! عن جَابِرٍ – رضي الله عنه – قَالَ: ” أَتَى النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نَعَمْ)” رواه مسلم وإن من تعظيم شعائر الله تعالى: أداء مناسك الحج على الوجه الموافق لسنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم من طواف بالبيت، وسعي بين الصفا والمروة،والوقوف بعرفة مع الحجاج، والمبيت بمزدلفة والصدح بالذكر والدعاء عند المشعر الحرام، ورمي الجمار . وذبح الهدي والأضاحي يوم عيد الأضحى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد ويقول: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم، فَلَعَلِّي لَا أَلقَاكُم بَعْدَ عَامِي هَذَا».

ومن تعظيم حرمات الله تعالى تعظيم القرآن الكريم وتنزيهه وصيانته ، فإن تعظيم كلام الله تعظيم لله ولكتابه، بالإمتثال لأوامره، والإحتكام إليه، وتعظيم شأنه، والسير على منهاجه!.وقد عظَّم الله قرآنه وباركه فقال جل جلاله :﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾.

ومن تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ـ بتقديم أمره ونهيه على أي كائن كان من المخلوقين، والرضى بدينه والاتباع لسنته ، لقوله تعالى في سورة آل عمران31:{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ }.

ومن تعظيم حرمات الله تعالى تعظيم حرمة المؤمن، واحترام حقوقه، وعدم النيل من كرامته وعدم التعدي عليه، يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يومًا بعد ما نظر إلى الكعبة: « ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمنون عند الله أعظم حرمة منك ».

ومن تعظيم حرمات الله تعالى تعظيم المقدسات الإسلامية:تعظيم المسجد الحرام ومعرفة مكانته ومنزلته، وأنه أشرف البقاع على وجه الأرض، وأن الذنوب فيه أشد حرمة. وتعظيم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعظيم المسجد الأقصى .

ومن تعظيم حرمات الله تعالى إقامة العدل بين الناس قال تعالى في سورة النساء58:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ).

كما وفسر قسم من العلماءتعظيم شعائر الله الإنتهاء عما نهى الله تعالى عنه، وترك المنهيات، محرمها ومكروهها.! وتعظيم شعائر الله بالإمتثال لأوامره وفرائضه، واجبها ومستحبها ومن ضمنها إبراز الأمور الواجب إبرازها وإظهارها كالأمر بالمعروف الذي هو مهمة هذه الأمة، وبه شرفها وعزها وسيادتها وبقاؤها منصورة مهابة، لقوله سبحانه في سورةآل عمران110:(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ).

كما أن التهاون بالذنب والمجاهرة بالمعصية والمسارعة للخطيئة، ليست من صفات من يعظم الله شعائر وحرماته . يقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه: « إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به ـ وأشار بيده ـ هكذا ».!.

أخوكم الشيخ أبو عكرمة الطيباوي

2

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *