لن استمع لمطرب عربي يغني للشيكل الإسرائيلي!، بقلم: ناضل حسنين

منذ عدة سنين والفنانون العرب وفي طليعتهم المطربون، يتهافتون لإحياء حفلاتهم الغنائية على مسارح الضفة الغربية بدعوى انهم يريدون للشعب الفلسطيني الانخراط في الحياة الثقافية للعالم العربي، ضاربين بعرض الحائط الدعوات الى المقاطعة العربية لكل ما هو تحت السيطرة الإسرائيلية. ومن هذا المنطلق يتمنع العرب عن القدوم لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، لا يبحثون عن مرضاة الله في هذه الأراضي طالما بقيت محتلة.

ولكن للمطربين العرب معايير أخرى، وهي ليست دينية وليست وطنية ولا حتى سياسية، لأنهم بالكاد يعرفون جذور القضية الفلسطينية ومحاور النزاع في المنطقة. ان ما يدفعهم الى القدوم الى رام الله وبيت لحم وغيرهما واحياء الحفلات الغنائية هو الجشع الى الكسب المالي لا أكثر، فثمن بطاقة حفل المطربين من الصف الأول من أمثال اصالة وصابر الرباعي وهاني شاكر كانت من 100 حتى 500 شيكل حسب مكان المقعد، أي من 27$ تقريبا وحتى 140$ تقريبا، وهذه أسعار تعتبر اضعاف سعر البطاقة في أي دولة عربية، ولذا ما من داعٍ لمحاولة المخادعة او الادعاء الكاذب بالحرص على امتاع الفلسطيني بغنائهم!

كان الفنانون العرب يدعون في الماضي ان الختم الإسرائيلي عند المعبر الحدودي على جوازات سفرهم يعد “وصمة خيانة وتطبيع مع العدو” ستلازمهم الى الابد، فما الذي تغير الآن؟ هل انسحبت إسرائيل من الضفة الغربية دون ان ندري أم بدلت ختم معبرها الحدودي بختم سويدي مثلا؟ ام لعل النجوم العرب يحملون جوازات سفر مزورة يلقون بها الى سلة المهملات بمجرد مغادرتهم الضفة الغربية؟

في هذا السياق، دعونا نطل هنا على فنان آخر، فنان ليس عربيا وأهله غير مشردين منذ النكبة … وطنه غير مسلوب ولا يسيل لعابه للشيكل الإسرائيلي… انه روجر ووترس (في الصورة المرفقة).

ولمن لا يعرف من يكون هذا الفنان، اذكره بأنه من عمالقة الموسيقى والغناء في الغرب وهو أحد الأسماء الكبيرة جدا التي حافظت على مكانتها في عالم الموسيقى في الغرب منذ عشرات السنين، وكان في الماضي مغني فرقة Pink Floyd (بينك فلويد) الغنية عن التعريف الى جانب كونه عازف جيتار معروف عالميا.

أطلق هذا الفنان نداءً الى كافة الفنانين بمن فيهم الفنانون العرب، الى عدم احياء الحفلات الغنائية والموسيقية على المسارح الإسرائيلية طالما بقي الاحتلال قائما في الأراضي العربية ولا سيما الفلسطينية.

وتعرض روجر ووترس نتيجة دعواته هذه الى مقاطعة شركات انتاج كبرى موالية لإسرائيل كما تعرضت مصالحه المادية الى مضايقات لا تحتمل في مجال الفن في الدول الغربية بفعل تحركات اللوبي الموالي لإسرائيل في معظم الدول الغربية، ولكن ورغم ذلك فقد بقي على موقفه يستثمر اسمه وسمعته من اجل دفع إسرائيل على الانسحاب بطريقته وبوسيلته التي يملكها.

وللحق يقال انه نجح في كثير من الحالات في ثني نجوم ذوي أسماء لامعة في مجال الغناء في الغرب عن القدوم الى إسرائيل واحياء الحفلات فيها وكانت آخرهم النجمة العالمية بيونسي التي لم تجد مفرا من العلان قبل أيام معدودة عن الغاء حفلتها في إسرائيل. وتجنبا للتصادم مع شركات الإنتاج الفنية التي يسيطر عليها اثرياء يهود او موالون لإسرائيل، اضطرت النجمة العالمية بيونسي الى الغاء حفلتها في الامارات وكذلك حفلتها في جنوب افريقيا، وهي ثلاث حفلات كانت تنوي احياءها ضمن جولة فنية واحدة.

هذا ما بوسع روجر ووترس ان يفعله ولا يتردد في ذلك لأنه صاحب موقف ثابت.