نرفض تربية ابنائنا على : (حُط راسك بين الروس ، وقول يا قطاع الروس)، بقلم : الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

بسم الله الرحمن الرحيم نرفض تربية ابنائنا على : (حُط راسك بين الروس ، وقول يا قطاع الروس) ! لقد سعى عدونا المستعمر الحاقد ،ببذل جهوده الجبارة لغزونا ثقافيا وفكريا ونفسيا،وذلك بالتعاون الوثيق مع حكوماتنا، ووسائل إعلامنا، ومناهجنا التدريسية، مستغلين سذاجتنا وجهلنا وقلة علمنا ! ولعب دورا رئيسيا وأساسيا في ترسيخ المفاهيم السلبية، التي تهدف لبث ثقافة الإنهزامية والخوف والجبن ، وذلك للوصول بنا لنتيجة حتمية ، تفقدنا الأمل والثقة بالمستقبل المشرق، والطموح والرقي !.

وهو يهدف أن نفقد قيمتنا واعتبارنا ووزننا، لنصبح كغثاء السيل , وصار واقع أمتنا الإسلامية والعربية مليء باليائس والإحباط، ورددنا كالببغاوات: (حُط راسك بين الروس، وقول يا قطاع الروس) ،و(امشِ الزيق الزيق، وقول يارب الستر)،و(ابعد عن الشر وغنّيله) !.( وانت ما لك ، شو دخلك)!

للحق والإنصاف فإن للأمثال والحكم وجهين: وجه مشرق ناصع البياض، يذوت فينا الأخلاق النبيلة ،والتفاؤل والإيجابية ،وينسجم كليا مع ديننا الإسلامي الحنيف ، وقيمنا الإجتماعية التي تربينا عليها بالقرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة ،وتعزز فينا مفاهيم تراثنا وحضارتنا ! هذه الامثال تستحق أن تحفظ في صدور وعقول ابنائنا ! وهي تطبيقا لقوله تعالى:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه..ِ) ! . وفي المقابل توجد أمثال وجهها بشع قبيح سلبي،وهي تمثل التخلف الحضاري والإجتماعي ، حيث يلاحظ المتأمل في معناها إلى ضرورة نبذها، لما لها من دور في تنمية الشعور بالإذلال والخنوع ،وهي في حقيقتها ترسخ القيم السيئة،وتذوت فينا الجبن، وتقبل الإهانة، وتدعو لليأس والإستسلام .!

إن المؤمن الحق يرفص ويمقت أمثال هذه الأمثال الشعبية: “حط راسك بين الروس ،وقول يا قطاع الروس”، لأن هذه المفاهيم تعبر عن “عقلية المتخلف”، وترسخ فينا ثقافة الجبن والخوف والإنهزامية ، نتيجة تخلّف مجتمعاتنا العربية عن سواها، وحالة الضعف المتمثلة في تراجعها الفكري والعلمي والإجتماعي . وهي تحض على عدم قول الحق ، أو الإعتراض على الظلم، أو النقد لوضع سيء ،وإنما الرضا به والإستكانة اليه، والقبول بالأمر الواقع حتى لو كان رديئا منحطا .! إن هذا المفهوم السلبي ينطبق على مؤسساتنا الإجتماعية والإقتصادية والتربوية والدينية والرياضية و… وهو يشكل دعوة للسكوت عن الأخطاء التي ترتكب، ونادرا ما تسمع نقداً ! ودائما نغض النظر عن الإدارات الفاسدة والفاشلة .

وعليه فإن على المسلم الحق أن لا يضع رأسه بين الرؤوس، التي تنتظر أن تقطع ! بل عليه أن ينقذ من الرؤوس ما يستطيع، لتقف معه في وجه قطاع الرؤوس الظالمين !. ولماذا يمشي المسلم ملتصقاً بحائط ، وهو قادر على السير شامخ الرأس،منتصب القامة ؟ ولماذا يطلب الستر ،وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟! ولماذا الخوف ،وهو لم يفعل: الحرام والمنكر والعيب ؟! ولماذا الجبن ، والأعمار والأرزاق بيد الله تعالى ! إن المؤمن الشجاع مطالب بتغيير الواقع السيء المؤلم ! لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) !

ومسك الختام هذه الأمثال السلبية، يجب أن تلغى من مصطلحاتنا ، وتاريخنا وتراثنا. لأنها تعبر عن جيل الهزائم، الذي أرهق أجيال المستقبل بالتخلف والإنهزامية .

الشيخ الداعية ابو عكرمة الطيباوي

Exit mobile version