لسان حال ابناء الطيبة: كفى لهذه الظاهرة!

لم تجد نفعا جل التوجيهات الصارمة والصادرة بمنع استخدام الاسلحة واطلاق الأعيرة النارية في مناسبات او دون مناسبات لمجرد العبث بالسلاح، اذ ان هذه الظاهرة ما زالت مستمرة ومستشرية في مختلف البلدات العربية عامة ومدينة الطيبة خاصة.

تسود مدينة الطيبة حالة من الذهول والغضب الشديدين، اثر مقتل الحاج احمد حبيب متأثرا عقب تعرضه لرصاصة طائشة، اصابت صدره عندما كان يجلس في ساحة منزله في منطقة “الحاووز”، عشية عيد الفطر، ماسفر عن اصابته بجراح وصفت بالبالغة، خضع في اعقابها الى عملية استمرت اكثر من خمس ساعات.

ظاهرة اطلاق الرصاص الحي في سماء  الطيبة ظاهرة تثير الرعب وتقلق سكينة المواطن

ان ظاهرة اطلاق النار العشوائي، بسبب توفر الذخيرة والرصاص بكميات كبيرة، ودون رقابة او ملاحقة، واطلاق النار كثيرا وبكثافة وبأزعاج خاصة الى اخر الليل، امر بات يسبب قلقا كبيرا في صفوف المواطنين، الذين اعربوا عن مخاوفهم، خشية تعرضهم وابنائهم الى الاذى.

ويعود انتشار هذه الظاهرة الي انتشار حمل السلاح وبيعه، وعدم وجود ضوابط امنية تحد من هذه الظاهرة وتمنع حمل السلاح والمتاجرة به .

فهذه الظاهرة السلبية ادت الي مقتل وجرح  العشرات من نساء وأطفال وشيوخ وشباب وهم أمنين داخل منازلهم دون ذنب اقترفوه وبعض الجرحى اصبح معاق او فقد احد اجزاء جسده، كما انها تثير الرعب والفوضى .

الى متى سيظل مجتمعنا متمسكا بهذه الظاهرة، ونوقن بأنها الظاهرة الاكثر خطورة التي تجتاح المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني!.

هذا لايدل على ثقافتنا وحضارتنا العريقة!

يؤكد مواطنون أن مشهد إطلاق العيارات النارية في السماء بات مشهدا مألوفا في موسم الأعراس ومناسبات اخرى، ومما يزيد من خطورتها إطلاقها داخل الأحياء وبين البيوت. وتنتشر هذه العادة القاتلة في الغالب بين فئة الشباب .

ويعتقد مطلقو الرصاص في الهواء أن قيامهم بهذه الأعمال يُدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم ونفوس أهل العرس، حيث اعتادوا على القيام بهذه الأعمال التي اعتبروها تراثاً من تراثنا الشعبي، الامر الذي يتنافى مع ثقافتنا وحضارتنا العريقة!.

من المسؤول ؟

وارجع المواطنون مسؤولية محاربة هذه الظاهرة تقع على جميع افراد المجتمع، وتبدأ بالأسرة فعلى الأسرة مسؤولية توعية ابنائها ، وعلى ائمة المساجد والمدارس، ومنظمات المجتمع  التوعية بخطورة هذه الظاهرة. اضافة الي الدور الهام للشرطة بمنع حمل السلاح منعا باتاً، ووضع ضوابط امنية، وفرض عقوبات رادعة على كل من يطلق الرصاص الحي .

تشكيل لجان شعبية 

كذلك اقترح المواطنون  تشكيل لجان شعبية في الاحياء السكنية للمراقبة والتبليغ عن اي حالة فمسؤولية الامن والأمان في المدينة مسؤولية الجميع.

حرك خجول

حرك خجول بدأته بعض الشرطة لملاحقة مطلقي النار في الاونة الاخيرة وهو من دون نفع حتى الان ولم يحد من هذه الظاهرة التي تحتاج الى خطة حازمة لمنع إنتشار السلاح في شكل علني ،علما بان بلدية الطيبة وبالتعاون مع لجنة المتابعةى العليا للجماهير العربية في الداخل، شكلت مؤخرا لجنة لمكافحة العنف والجريمة في الطيبة، ولمنع المظاهر المخلة بالامن ان كان على صعيد حمل السلاح، لتعود الامور الى ما كانت عليه وكل ذلك يطرح تساؤلات عدة لا يجد المواطن الطيباوي جوابا لها.

لسان حال ابناء الطيبة: كفى لهذه الظاهرة!

الهم الاول لدى المواطن  بات القضاء على هذه الظاهرة المخيفة والتي لم يشهدها تفاقمها مثل اليوم فهناك فئة شبابية لا تتردد في استخدام سلاحها الظاهر في اي مكان حتى وان كان على مسافات قريبة من المنازل التي تعج بالافراد .

ان يصل الحال بالمواطنين الى مرحلة اليأس، أمر في غاية الخطورة كحال اهالي مدينة الطيبة الذين اعتبروا ان مشهد إطلاق العيارات النارية في السماء ان كان في مناسبة ام لا، بات مشهدا في غاية الخطورة ،  ووصل الامر الى حد لا يطاق. و تكمن الخطورة في إطلاقها داخل الأحياء ولا تقتصر الخسائر على الارواح فحسب ، نتيجة انهيار الرصاص  الطائش الذي لا يميز بين بشر وحجر .

غضب واستنكار في الطيبة

الرصاصة المتأهبة في الفوهة تهددنا جميعا

وكتب المحرر والكاتب الصحفي ناضل حسنين على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:” إن الرصاصة التي استقرت في صدر الحاج احمد حبيب (أبو فؤاد) لم تكن طائشة ابدا، لقد كانت ولا زالت رصاصة موجهة الى قلب كل مواطن من أهالي الطيبة، وإذا وجدت هذه المرة مستقرا لها في قلب ابي فؤاد، فلأن قلبه كان واسعا يحتوي بالمحبة بلدا بأكمله…
هذه الرصاصة المتأهبة في الفوهة تهددنا جميعا…. فقد ذاد عنا اليوم صدر ابي فؤاد… فمن منا سيموت غدا لينعم القاتل بالحياة؟”.

واضاف:” انه حدث اكبر من الكلمات ولا يطيق مجرد احتجاج …استكثروا على الرجل المسن ابن الثمانين عاما، ان يهنأ بما ابقى الله له من عيش… “.

خفت وما زلت خائفة أن يكون مصيري مثل مصير الحاج أحمد حبيب

اما السيدة سوسن ناشف فكتبت ما يلي:” كم خفت وما زلت خائفة أن يكون مصيري مثل مصير الحاج أحمد حبيب رحمه الله لأن ساحة بيتي كانت وعلى مدى سنوات عديدة في مرمى الرصاصات الطائشة التي يطلقها حملة السلاح غير المرخص مجرمو الخفاء والتستر خلف ظلمة الحياة التي يخطفونها مع سبق الإصرار والترصد”.

واردفت:” عزائي الكبير لأهل الحاج أحمد خاصة ولعقلاء الطيبة عامة، وندعو الشرطة إلى القيام بواجبها وهي قادرة على جمع السلاح المجرم، هي قادرة على ذلك اذا أرادت ذلك!”.

الى متى ايها المواطن فالخطر والرصاص اعمى

اما السيد الياس برانسي، فقال:” فاجعة تلو الفاجعة بوسطنا العربي فعمليات القتل واطلاق الرصاص الشبه يومي يحصد اليوم بالطيبة رجل من المدينة اثر تعرضه لرصاصة طائشة استقرت بصدره ومحاولات انقاذه بائت بالفشل فالسؤال الى متى سنبقى ببيوتنا مكتوفي الايدي فهذا الرجل رحمة الله عليه اصيب وهو داخل منزله فاليوم لا امان على المواطن لا بشارع ولا في بيته “.

وواصل:” واطلاق الرصاص مستمر وحالنا هو الشجب والاستنكار فالى متى ايها المواطن فالخطر والرصاص اعمى ولا يفرق بين رجل وامراة ولا طفل ولا بنت فكل ما اتمناه في هذه الايام الصعبة والماساوية ان نستفيق من سباتنا العميق لنحفظ بلداننا وقرانا من هذا الخطر المتفشي كالسرطان فكر بغيرك فكر بنفسك فكر بمحيطك فكر بمستقبل اجيال بات حاضرهم ومستقبلهم مجهول”.

اصبحنا رهائن واسرى خوفنا

وبدروها قالت عضو بلدية الطيبة د. نهاية حبيب:” اننا نعزي انفسنا لوفاة العزيز ابو فؤاد، رحمه الله قد اصيب مرتين بحوادث طرق ..والاصابة الاخيرة رصاصة طائشة!، وهل سنعيش مع هذه الصفة للرصاصة بالطائشة، وكم ارواحا حصدت وستحصد، طالما المجرمون والقاتلون لا يجد من يردعهم، ولا يعاقبون، هؤلاء المجرمون هم بيننا ساكنون، ولعلنا نراهم، ونعرفهم، لكن الخوف استولى علينا، وما بقي لنا الا عد الضحايا، وانتظار الضحيه التالية، اننا اصبحنا رهائن واسرى خوفنا، ورصاصات يلهو بها البعض كما يحلو له”.

تعقيب الشرطة:

هذا وتوجه موقع “الطيبة نت” الى المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية، للاعلام العربي، لوبا السمري، طلبا بتعقيب الشرطة فوافتنا بما يلي:”  ليلة عيد الفطر الموافق 04.07 الجاري  تم استلام بلاغ بالشرطه مفاده اصابة المواطن ” احمد حبيب ” وهو من سكان الطيبة بالثمانينات من عمره باوجاع بفناء منزله هناك احيل على اثرها للعلاج بالمستشفى حيث تم اخراج رصاصة من جسده وبحيث اعلن خلال ساعات الليلة الماضية عن وفاته هناك- للفقيد الرحمه ولعائلته بالغ الصبر والسلوان
هذا وتواصل الشرطه المراجعة والتحقيق بكافة التفاصيل والملابسات ذات العلاقة”.

وتابعت:” جنبا الى جنب ، تواصل عموم الشرطة في بذلها كافة المساعي والنشاطات والجهود حفاظا على السلامة العامة وتشمل مكافحة العنف والسلاح والتسلح واطلاق العيارات النارية وعلى كافة اشكالها وصورها تركيزا على الوسط العربي حيث تستخدم هي فيما تستخدم بحل الخصومات وكذلك تعبيرا عن بعض الاعراف والعادات ومظاهر الفرح بالاعياد والاعراس عند بعض الشرائح الاجتماعية العريضة وغيرها، مع بذل قصارى الجهود لرفع درجة الوعي والتوعية عند المواطنين متعاونة مع كافة الجهات والاطر والاطراف الرسمية واللارسمية المعنية، وكذلك حثا لجميع الاطراف ولكنات والشخصيات العامة على اختلافها لمواصلة شجبها واستنكارها والتعاون يدا بيد لاجتثاتها وتقليصها للحد الادنى”.

Exit mobile version