لا تبرير للتطبيع، بقلم: عربية ناشف

انا يوسف يا ابتي انا الشاة التي ذبحت مرتين في مسالخ العرب، فهل يبرر القصاب ذبحه للشاة!

 برّر الجنرال أنور عشقي الذي يترأس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية، زيارته العلنية الثانية لإسرائيل قائلا إنها جاءت للوقوف على أوضاع الأسرى الفلسطينيين، ومواساة أسر الشهداء، والتي جاءت بدعوة فلسطينية، متناسيا ان التطبيع هو المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط، محلي أو دولي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بين عرب  وإسرائيليين، سواء أفرادا كانوا أم مؤسسات، لا يهدف بشكل صريح إلى مقاومة الاحتلال وكل أشكال الاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني.

وبكل تخاذل ونكث لكل العهود في المحافظة على مقاطعة، التقى عشقي بمدير عام وزارة الخارجية دوري غولد و”منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية في الضفة” الميجر جنرال يوآف مردخاي وعدد من نواب الكنيست، محققا علنا الحلم الصهيوني القديم منذ انشاء اسرائيل في فلسطين المحتلة، والاعتراف بكيانها. ومن ثم يخرج علينا بمطالبة العرب  عدم التطبيع مع اسرائيل لا فوق الطاولة ولا تحت الطاولة!.

وفي الوقت الذي طالب فيه عشقي “العرب بعدم التطبيع مع اسرائيل لا فوق الطاولة ولا تحت الطاولة”، صرحت عضو الكنيسيت تسيبي ليفني ووزيرة القضاء سابقا “ان ثمة دول في المنطقة تسعى الى التحالف مع اسرائيل ضد العدو المشترك ايران وان هناك اتصالات لا يمكن الجهر بها حاليا”. فيما من المرجح ان يزور وفد برلماني اسرائيلي السعودية.

ان أهم أشكال التطبيع هي تلك النشاطات التي تهدف إلى التعاون بكل صوره، أو إلى إزالة الحواجز النفسية والسياسية وإلغاء المقاطعة العربية والإسلامية. وأول مظاهر التطبيع بين العرب واسرائيل، هو عملية التفاوض في ذاتها مع اي طرف كان من الحكومة الاسرائيلية، والتي تعتبر جزءا أساسيا من عملية التطبيع.

فهل تحذو السعودية حذو مصر والاردن وتجهر بعلاقاتها مع اسرائيل الى حد تبادل السفراء لتتحقق رؤيا بيغن بانه “لن يرفرف بعد الآن أي علم عربي فوق القدس إلا إذا كان هذا العلم فوق سفارة عربية”.

فمنذ زيارة السادات للقدس لم تنقطع زيارات المسؤولين من كلا البلدين حتى أدت إلى التمثيل الدبلوماسي والقنصلي، حتى اتسعت هذه القاعدة لتشمل حكام الأردن وغيرهم، ذلك مقابل الجرائم التي تقوم بها سلطات الاحتلال يوميا، والمجازر الوحشية التي ترتكبها في فلسطين،  واعتداءاتها المتكررة، ومواصلتها باقامة وحدات استيطانية في مختلف انحاء الضفة الغربية.

رغم كل ذلك فإن تصريحات الحكام العرب ومسؤولي السلطة الفلسطينية لا زالت تطالب بالخطة العربية في مؤتمر القمة، التي قدمتها السعودية، والتي تركز على تطبيع الدول العربية مع اسرائيل مقابل الانسحاب من الاراضية الفلسطينية المحتلة في 1967،وتعتبر تحقيق ذلك نصراً مبيناً علناً. فيما تستمر اسرائيل بقطيع أوصال الضفة وقطاع غزة وجعلها “كانتونات”  معزولة عن بعضها، تدخلها كيفما تشاء ومتى تشاء، وفي الوقت نفسه ترى في خطة العرب أمرا مهما لها وهو التطبيع.

اليس التطبيع تسليم اسرائيل لمرة ثانية، الأرض العربية في فلسطين كاملة مكملة ، والاعتراف بحقها في بناء المستوطنات وحقها في تهجير الفلسطينيين و حقها في تدمير القرى والمدن!.

Exit mobile version