3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

الجزء الاول- احذروا المُهلكات الموبقات السبع !، من الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

المؤمن يفرح بطاعته لله عزّ وجل ، ويحزن لمعصيته ويندم عليها، ويحاول الخروج منها والعودة إلى طاعة ربه خالقه من جديد، فيستغفر من ذنبه ويُتبِع سيّئته بحسنة لعلَّها تمحوها !.

1
ويقسم العلماء المعاصي إلى قسمين :

القسم الأول : الكبائر ، وهي جمع كبيرة ، وهي أعظم الأثام والذنوب الجسمية التي يرتكبها الانسان، ولهذا يقع على فاعلها غضب الله و لعنته، وقد توجب على صاحبها حدا وعقوبة في الدنيا، والتي حددها الشرع الإسلامي : كحد السرقة وحد الزنا، وحد شرب الخمر ، أو توعد عليها بنار أو لعنة أو غضب ، أو عذاب كأكل الربا وعقوق الوالدين والتنمص والوشم والنميمية.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ( الكبائر هي ما رتب عليها عقوبة خاصة بمعنى أنها ليست مقتصرة على مجرد النهي أو التحريم، بل لا بد من عقوبة خاصة )! .

وتتفاوت درجات الكبائر من حيث القبح وعظم الجرم فمنها أكبر الكبائر ، كالموبقات السبع أو المُهلكات المذكورة في قول الله تعالى في سورة النساء:31 : ( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلا كَرِيمًا)، وكما جاء في الصححين، البخاري ومسلم ،قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).

كما وجاء في صحيح البخاري ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور، أو قال: وشهادة الزور) . القسم الثاني : يرى جمهور العلماء على أن( اللمم ) هو صغائر الذنوب ، مثل النظرة والقبلة واللمسة ، وهذه الذنوب يغفرها الله ما اجتنبت الكبائر . لقوله تعالى في سورة النجم 32 : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) .

قَالَ الْعُلَمَاء رَحِمَهُمْ اللَّه : وَالإِصْرَار عَلَى الصَّغِيرَة يَجْعَلهَا كَبِيرَة . وَرُوِيَ عَنْ عُمَر وَابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ : لا كَبِيرَة مَعَ اِسْتِغْفَارٍ ، وَلا صَغِيرَة مَعَ الاصرار”

كما وروى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه،ُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ… ).حسنه العلامة الألباني .

وإذا تاب العبد من ذنوبه ، فإنها تغفر له ، ولا يعاقب عليها ، لا في الدنيا ولا في الآخرة .

ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ ) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني . وهي لها مكفرات، فبالإضافة الى التوبة الصادقة ،يجب الإكثار من الأعمال الصالحة بإتقان وانتظام ،تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : { الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر } رواه مسلم والترمذي. * وأما كفارة الكبائر هي التوبة إلى الله تعالى توبة نصوحا، وهذه الكبائر لها عقوبة في الدنيا كالزنا والسرقة وشرب الخمر، هو إقامة الحدود المقدّرة فيها كما رأى جمهور العلماء ذلك وكما اختار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو الراجح، لقوله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين (عن عبادة بن الصامت قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس، فقال: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق، فمن وفّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به، فهو كفارة له، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله، فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه)، فالحد المقدّر في ذنب كفّارة لذلك الذنب، أما من ستره الله عزوجل ولم تقم عليه هذه الحدود ولم يتب فأمره مفوض لخالقه عزوجل لقوله تعالى في سورة النساء 48 : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا). أما إذا تاب إلى الله توبة نصوحا ،فتوبته تُكفر ذنبه بمشيئة الله ورحمته، وكذلك كثرة الاستغفار والإنابة إلى الله تعالى، وكثرة الطاعات، لقوله تعالى في سورة الفرقان 71 : (وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) . اعلمك رحمك الله أن الأصل عند أهل السنة والجماعة، ان المسلم لا يخلد في نارجهنم، وأن من استحق منهم النار ودخلها سيخرج منها بعد أن ينال نصيبه من العذاب، أو يشفع فيه أحد الشافعين، أو يعفو الله عنه بمحض منه ومغفرته، فقد روى البخاري في صحيحه حديث الشفاعة الطويل، عن أنس رضي الله عنه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فأقول: يا رب، أمتي، أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى ، أدنى،أدنى مثقال حبة من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل) .

(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد أذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه أنك أنت الوهاب.! اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفظلك عمن سواك .)

الشيخ الداعية ابو عكرمة الطيباوي

‫3 تعليقات

  1. يسلم فمك يا شيخ……ما يحزنني انه كديش في ناس بتدين ومتدينين ويعرفون شو الصح وشو الغلط ولكن يعملون الغلط وقال الله وقال الرسول ومن جهة اخرى ترى الناس يصلون ولكنهم بعيدين كل البعد عن الدين….مثال الاب حج والام حجة وقال الله وقال الرسول عند زواج ابنهم يكون العرس مخطلط رجال ونساء كيف يعني …اين الدين والحجة…

  2. المشكله يا حضره الشيخ الامه ماشيه في الاتجاه المعاكس لتعاليم القران والسنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *