أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

اعمل معروفا …وادخره محتسبا عند الله رب العالمين !، بقلم: الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

 حدثني صاحبي قائلا : ” حقا يا أخي: اعمل المعروف وارميه في البحر “!. فرددت عليه : نعم أعمل معروفا …ولكن أدخره محتسبا عند رب العالمين !

1

ثم أكملت متسائلا مازحا بسخرية : يا ترى لو رميت المعروف بشاطىء بحر وليس فيه منقذا ؟! ،حتما سيغرق المعروف ، لأنه لا يتقن السباحة.. وليس هنالك من سينقذه !.

إن السعي في أعمال الخير جميل ورائع ، يجب أن يكون من الأخلاق والصفات الداخلية المتأصلة في المسلم ، هدفها الرئيسي اسعاد المسلمين والبشر ! ، لأن من يعمل ويزرع الصالح والخير يجده فى كافة أمور حياته، سواء في دنياه أو أخرته ! .

وللحقيقة هذا المثل يدعوك إلى بذل الخيـر والمعـروف للآخرين: كالمساهمة الفاعلة في تخفيف الآلام وتفريج الكربات للمحتاجين، أو اطعام للفقراء،أو ادخال الفرح على قلب حزين ،أو تقديم صدقة لأرملة، او زيارة جار مريض، او تنظيف حديقة عامة ،أو شراء ملابس للأيتام ،او مساعدة عجوز ! يجب أن تكون أعمال الخير والمعروف متجذرة في حياة المؤمن ، ولا يفكر أصلا ، ولا ينتظر من البشر كلمة شكر أو ثناء ابدا ! فربما انتظار الشكر والمديح من الذي تقدم له معروفاً أو خيرا ! يكون سبباً رئيسياً في التوقف عن أعمال الخير ، لأنه سيشعـرك بعدم جدوى ما تقوم به ! . أخي المسلم : اجعل همتك دائماً عالية،ولتكن عزيمتك صادقة، ولا تلتفت للمحبطين ” أعداء النجاح ” ، لأنهم لا يعملون ،لأن قدراتهم بسيطة ومحدودة جدا ! وتفرغوا للقيل والقال والانتقاد ، وعليك أن تبتغي دائما بعملك الصالح ، ونيتك الخالصة مرضاة الله تعالى !. وإياك وحب الظهور والسمعة والشهرة !.

وتذكر إن الأجر والجزاء من رب العالمين، والله وحده سيضاعف لك الأجر ، ويرزقك أضعاف ما قدمت فهو وحده من يستحق أن نعمل لمرضاته ! قال الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً، أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ) .

أخي العزيز ، أعلمك ! أن البشر قد قصروا في الشكر والحمد، لربهم خالقهم الله عز وجل ، وهو الذي رزقهم وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة.! فما كان من أكثرهم إلا الجحود والنكران، فهل تنتظر أنت أيها الإنسان الضعيف ،أن يشكرك أمثال هؤلاء البشر … !؟ فلا تحزن ،ولا تندم ، ولا تقلق ،إذا أحدهم قابلَ إحسانك إليه بالتجاهل، أو بالإساءة إليك !.

أخي المؤمن : اتقن فن الإقدام على فعل الخيرات والتسابق لها،والسعي للإصلاح في المجتمع ،فهذه طريقة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لقوله تعالى في سورة الأنبياء: 90: {إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ.. } . وأبشركم أن الخير، ما زال في أمة حبيبنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعه ، وما زال هناك الكثير من المسلمين في عصرنا وزماننا يتذكرون قوله تعالى :( أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ) ! . أخي المسلم، عليك بعدم البخل بالعمل الصالح، لأن الخير سيعود بالفائدة والمنفعة والبركة عليك، وعلى أبناء أسرتك ، وأجرك من الله تعالى، الذي قال في سورة المائدة – 9:( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ).

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «خير الناس أنفعهم للناس»رواه الطبراني ، وصححه الألباني. أخي ! تبنى وسر على : ( افعل الخير ستجده دائما أمامك ، فهو الشيء الوحيد الذي لا يموت، حين تغيب أنت عنه.)! كما وطبق أقوال الشاعر العربي: ازرع خيراً ولو في غير موضعــه فلا يضيع خير أينما زُرعا !

إن الخير وإن طـــــال الزمان بـــه فليس يحصده إلا الذي زرعا ! ولا شك أن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا ، قال الله تعالى في سورة الزلزلة 7 : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ُ} . أخي أنصحك ان تهجر وتترك وتنبذ ، قول الشاعر العربي الجاهلي زهير بن أبي سلمى :

ومن يصنع المعروف في غير أهله …… يكن حمـــــده ذمـــاً عليه ويندم !

وختامه مسك ، أقدم لك هذاالدعاء الجميل الرائع : ” اللهم اني جعلت عملي خالصا لوجهك الكريم، فاجعل اجري وثوابي رضاك والجنة ” ! .

مع تحيات الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

‫2 تعليقات

  1. لقد قطعت يا شيخ رقما قياسيا في المقالات واصبح الطيبه نت منبرا للدعوه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *