3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

إياك أن يعلن عن افلاسك !، بقلم: الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

خلال حصة الدين الإسلامي وجه المربي لطلاب صفه سؤالا:حسب رأيكم من هو المفلس حقا ؟. وجاءت اجابات الطلاب حماسية : المفلس من لا يملك:( البيوت والعقارات والسيارات والأموال بالبنوك والمواشي والأراضي ..! ). وهنا خطر بذهن الطالب نجيب الحديث النبوي الشريف فقرأه أمام الطلاب :

2

ايها المربي الفاضل لقد سبقك النبي عليه الصلاة والسلام ، حين وجه نفس السؤال للصحابه رضي الله عنهم ، فقال: أتدرون ما المفلس ؟.

فأجاب الصحابة إجابات من خلال علمهم وخبراتهم ، فقالوا: المفلس فينا من لا درهم له ،ولا متاع ينتفع به في الدنيا ،(الدابة متاع ، والبيت متاع ، والثياب متاع والمفروشات متاع ، والألبسة متاع ، والبيوت متاع ، والسيارات متاع….)، أي كما هو معروف بين الناس، أن المفلس يعني الفقير،الذي لا يملك المال والمتاع . فقال عليه الصلاة والسلام :إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلاةٍ وَزَكَاةٍ (او حج وعمرات وصدقات وصيام تطوع وقيام الليل..) . أي له شخصية مميزة في المسجد والعبادات ! ولكنه يعتقد أن الدين فقط في هذه العبادات ، والتي أصبحت عنده عادة. وأنت عندما تلتفت يمينا وشمالا ترى هذا المفلس المسلم مجتهد ومواظب على صلاته وصومه وحجه وزكاته !. وقد اجتهد وتعب كثيرا فجمع ثروة عظيمة من الحسنات !. ولكنه يعاني أزمةفي الأخلاق والمعاملات ! .فقال رسول اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ،وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا “..أي لا تمنعه صلاته ولا صيامه ولا حجه ولا صدقته ولا زكاته، من الاعتداء على الناس والمسلمين بشتى أنواع الاعتداء : فاتهم امرأةً بأنها زانية، وأكل أموال المسلمين والناس بالباطل والحرام ، وشتمهم وضربهم وسفك دماءهم ، (وربما تكلم بالمغيبة والنميمة و.. )! .

ويوم الحساب الناس يريدون أخذ حقوقهم منه ،التي لم يأخذونها في الدنيا ، سيأخذونها منه في الآخرة.فيقتص الله لهم منه بالعدل والحق !. ويأخذ أصحاب الحقوق من حسناته !فيأخذ هذا من حسناته، والتي تعب كثيرا لجمعها، وهذا من حسناته، وهذا من حسناته! . وبعد أن خسر وفنيت جميع حسناته ! ، يبدأ بأخذ من سيئاتهم وذنوبهم ، فتطرح عليه سيئاتهم وذنوبهم ، ثم يطرح في النار .!

نصيحتنا لأمثال هؤلاء المسلمين ،حتى لا يعلن افلاسكم يوم الحساب ! أن تتحللوا من المظالم وحقوق الناس ، وتسرعوا بالتوبة الى الله تعالى في الحياة الدنيا .

عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏قَالَ ‏: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”‏ ‏مَنْ كَانَتْ عنده مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ، مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْم،َ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ ‏دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ، أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ “. رواه البخاري.

1

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *