أخبار عالميةأخبار محليةالأخبار العاجلة

معاريف: لماذا تحب الشعوب العربية أردوغان؟

“في ظل غياب زعيم عربي مسلم مناسب، كما يعتقد ملايين المسلمين، فإن رجب طيب أردوغان هو”السلطان” التركي منقذ العالم السني.

1
يحظى أردوغان بإعجاب شديد. غير الكثيرون في الأيام الأخيرة صورهم الشخصية بصورته وأعلام دولته، التي هزمت الجمعة الماضية الانقلاب العسكري”.

كانت هذه مقدمة تقرير لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية تناولت فيه انعكاسات فشل انقلاب تركيا على الشباب في الدول العربية من خلال رصد وسائل التواصل الاجتماعي، والشارع العربي.

ودللت الصحيفة على نظرة الكثير من الشباب العربي للرئيس التركي بالقول إن إحدى الكوميكسات التي جرى تداولها بشكل موسع على موقع الفيسبوك كانت مقارنة بين صورتين إحداهما لفتيات مصريات يرقصن بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي على يد الجيش بقيادة وزير الدفاع آنذاك الفريق عبد الفتاح السيسي، والأخرى لجموع من الأتراك يصلون في الشوارع بعد فشل الانقلاب العسكري على أردوغان.

في المقابل أشارت الصحيفة إلى نشر إعلاميين مصريين تغريدات “شامتة” ، للاحتفال بانقلاب تركيا، التي سبق وأعلنت أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي غير شرعي، وأنه بمثابة “انقلاب عسكري”.

واعتبرت “معاريف” أن تلك التغريدات حظيت بالكثير من المشاركات والتعليقات الساخرة من هؤلاء الصحفيين. وأشارت إلى أن تغطية الإعلام العربي للانقلاب يحتاج وحده لدراسة موسعة. وتساءل الإعلامي أحمد موسى في تغريدة له “هو أردوغان فين؟.. خلي مرسي وموزة ينفعوك دلوقتي. الجزيرة في عزاء”.

وغردت الإعلامية لميس الحديدي قائلة :”جماعة الإخوان الإرهابية إلى مزبلة التاريخ”. بينما كتب إبراهيم عيسى :”اركن جنبك خواتك”.

وتابعت الصحيفة :”لكن بعد فشل الانقلاب التزموا الصمت، وهناك من حرص على نشر صورة تجمع كل تغريدات الإعلاميين المصريين الذين سبقوا الاحداث، تماما مثلما فعلت عناوين الصحف المصرية”.

كذلك في الأراضي الفلسطينية انقسم الإعلاميون إلى جزئين، فهناك من وقف إلى جانب الانقلاب التركي وهناك من أيد أردوغان لاسيما في قطاع غزة الذي شهد احتفالات حاشدة بفشل الانقلاب، وحمل المواطنون أعلام تركيا في الشوارع إلى جانب صور أردوغان ووزعوا الحلوى.

وأشارت “معاريف” إلى أن الكثيرين من عرب إسرائيل الذين كانوا في تركيا خلال الأحداث الأخيرة نزلوا للشوارع مع الأتراك وخاطروا بحياتهم لمواجهة الانقلاب، ضاربين بعرض الحائط تحذيرات وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم الخروج من الفنادق.
وكان الشاب المغربي جواد مروان (33) عاما الذي يقيم في تركيا منذ 6 سنوات مع زوجته التي تحمل في رحمها طفلهما الأول، أحد “الأبطال” في مواجهة الانقلاب الفاشل بعد أن أُعلن عنه “شهيدا” من أجل الحرية في تركيا، بعدما قتل على يد عناصر الانقلاب خلال محاولته التصدي لدبابة في أحد شوارع إسطنبول.

في الأردن جرى الحديث عن طالبتين أردنيتين تدرسان في تركيا، استخدمتا تطبيق “(Snapchat) لمشاركة الصور وكشفتا المؤامرة، عبر تصوير أول دبابة دخلت شارعهما في إسطنبول، ما دفع قوات الأمن التركي لإعلان حالة الطوارئ.

لكن في الأردن شككوا في الخبر، وأشاروا إلى أن “وسائل الإعلام لم تحرص على دراسة ما إن كان الحديث يدور عن صور مفبركة”.

بوجه عام، لم يعرف النظام التركي كيفية استيعاب التطورات الأخيرة المفاجئة. فصبيحة الانقلاب الفاشل خرج الإعلام بعنوان واحد “انقلاب عسكري في تركيا” دون ذكر كلمة واحدة عن فشله.

ويعزي محللون تأخر الحكومة الأردنية في إدانة الانقلاب العسكري إلى العلاقات المتدهورة بين المملكة وأردوغان، حتى في بيان إدانتها حرصت الحكومة في عمان على عدم إظهار أي تعاطف مع حكومة أردوغان ونظامه. فقد أعربت عن “قلقها” من الوضع.

وتعرف الأردن الرسمية بأنها لا تكن مشاعر طيبة لأردوغان، الذي يقف إلى جانب الإخوان المسلمين المعارضين للنظام الملكى. ويرى محللون أن الأردن الرسمية تعتبر أردوغان “حامي الإرهاب في سوريا”، لذلك فإنها تدير العلاقات مع تركيا بحذر دبلوماسي محافظ، لكنها لا تجري علاقات إستراتيجية مع أنقرة.

حتى في زيارة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو لعمان، في محاولة لتعزيز العلاقات، أوضحت الأردن للضيف أنها غير راضية عن الدعم غير المحدود الذي يقدمه أردوغان للإخوان المسلمين في بلادهم. لكن في الشارع، تغيرت هذه المعادلة تماما، وخرج الآلاف للشوارع في احتفالات عفوية، رافعين أعلام تركيا، ومحتفلين بفشل الانقلابيين.

وزع بعضهم الحلوى في الشوارع وتحول موقع السفارة التركية إلى ساحة للاحتفالات العفوية. وأدان الإخوان المسلمين الانقلاب وشددوا على أهمية الديمقراطية في تركيا. وقال مسئولون بارزون بشرق المملكة، إن الحكومة أخذت بعين الاعتبار التعاطف الشعبي مع أردوغان في الشارع الأردني، لكنهم أشاروا إلى أنها كانت قلقة للغاية من هذا التعاطف.

وقال أحد المسئولين لموقع “الصوت” الأردني “الأمر مقلق لحكومة الأردن.. فذلك يخيف المملكة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *