الجز الاول- أيها المظلوم ، أبشر :( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّة ، وحتماً سينصرك )، بقلم: الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

أخي المسلم اذا وقع عليك ظلم من البشر ، عليك التضرع بالدعاء الى ربك الله عز وجل ! متذكرا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ” اتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ” . أخرجه البخاري .

فالدعاء أقوى وأنجع ” سلاح ” يملكه المظلوم ،والله سبحانه وتعالى أعطى قوة (سلاح ) الدعاء للمظلومين . فما إن يرفع المظلوم يديه إلى السماء ، إلا ويأتيه الفرج والنصر ورد حقوقه، بقوة الله سبحانه وتعالى مبشرا إياه: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) . ولكن الكثير من المسلمين إذا أرادوا أن يدعوا على من ظلمهم ، يرددون عبارات ” الكفر “، وأحيانا كثيرة بنية حسنة وبدون قصد ،فيقول :( الله يظلم اللي ظلمني) !. الغريب العجيب أن الداعي أساء الأدب والظن بالله تعالى، وتمادى بظلمه في دعائه ، لأنه نسب إلى الله تعالى ما لا يليق بجلاله ،َّ لأن الظلم :(وضع الشيء في غير موضعه) ، والله منزه عن الظلم !فهو الحكيم العادل الذي لا يظلم أحدا،ً ولا بمثقال ذرة قال سبحانه وتعالى: (ولا يظلم ربُّك أحداً) ، وفي الحديث القدسي عن أبي ذر الغفاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه :( قال الله تبارك وتعالى : يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً ، فلا تظالموا )) أخرجه مسلم. ومسك الختام إخوتي الأعزاء أحببت أن أنقل لكم قصة ظالم يتحدث فيها عن العقوبة التي حلت به بسبب ظلمه لجاره ، بدون حق !! أرجو أن تعم الفائدة وأن نأخذ العظة والعبرة منها.. تحدث تركي من السعودية قائلا :استدنت من جار لي مبلغ مائتي الف ريال، من أجل اتمام أحد المشاريع !.

وبعد انتهاء المدة المحددة لإعادة المبلغ، حضر الرجل للمطالبة بحقه ، ولكنني قمت بطرده ! وأنكرت أنه أعطاني أي مبلغ من المال ، خاصة أنه لم يأخذ مني أي أوراق اثبات) !!!.

توقف تركي ثم واصل قائلاً : لم أكن أعلم ما ينتظرني من مصائب متلاحقة بسبب ظلمي !.

فبعد مضي ثلاثة أشهر خسرت صفقة بقيمة نصف مليون ريال سعودي ! !ومنذ ذلك اليوم بدأت الخسارات تلاحقني، وقد نصحتني زوجتي الطيبة، بإرجاع المبلغ لجارنا، وقالت لي أن ما يحدث لنا من مصائب، هو عقاب من الله! ولكنني مع الأسف لم استمع إليها ! وتماديت في المكابرة ! حتى جاء ذلك اليوم الحزين ! حيث خسرت أعز ما أملك ، وهم أحبتي أبنائي الثلاثة ، في حادث طرق وسير ،اثناء عودتهم من مدينة الدمام !.

ويتابع تركي قائلا : وأمام ذلك الحدث الرهيب الذي تهتز منه الجبال الشاهقة ، قررت بدون تردد إعادة الحق لصاحبه ! وطلبت منه أن يسامحني ،حتى لا يحرمني الله ،من زوجتي وابني ابن السنوات السبع ، فهما كل ما بقي لي !

نسأل الله أن يحمينا ويبعد عنا الظلم بكل أشكاله وأنواعه .

الشيخ الداعية ابو عكرمة الطيباوي

Exit mobile version