20 جريمة قتل منذ بداية العام 2016… عائلات الضحايا: الظروف التي مرت علينا دمرت لنا كل شيء!

معطيات مركز “امان” تشير الى ان منذ عام 2010 قتل من الوسط العربي 1124 شخصا واصيب ما يقارب 3360 شخصا.

يدور الحديث في هذه الايام حول جرائم القتل البشعة التي باتت في تزايد ملحوظ في الداخل الفلسطيني، والتي تثير جدلا كبيرا وتترك وراءها قلقا وخوفا لدى الجماهير العربية الذين اعربوا عن استنكارهم وغضبهم لما يجري من حالات اجرام و عنف.

ضحايا القتل

جدير بالذكر انه في الايام الاخيرة قتل اربعة اشخاص رميا بالرصاص، اثنين من سكان مدينة ام الفحم وشخصين اخرين من قرية اعبلين، ومنذ بداية علم 2016 قتل 19 شخصا من بينهم سيدتين، والضحايا هم، مطاوع القرناوي (42 عاما)- اللد، امين شعبان (42 عاما) – اللد، رنين رحال (19 عاما)- الزرازير، ابراهيم حجازي (24 عاما)- يافا، اسامة ابة سعيدة (20 عاما)- اللقية، محمد الفراونة (69 عاما)- كسيفة، محمد جربان (17 عاما)- جسر الزرقاء، صلاح حمودة (55 عاما)- يافة الناصرة، ايهاب ابو لين (19 عاما)- اللد، سند حاج يحيى (26 عاما)- الطيبة، حسن حمدان (21 عاما)- حيفا، سليم عيساوي (38 عاما)- اللقية، صلاح جبارة (30 عاما)-الطيبة، محمد اغبارية (26 عاما)- ام الفحم، حسين محاجنة (27 عاما)- ام الفحم، ابراهيم نابلسي (30 عاما)- اعبلين، محمد حسنين (38 عاما)- اعبلين، سميرة اسماعيل (40 عاما)- الرامة، ميرفت ابو جليل (40)- شفاعمر.

هذا وبحسب معطيات “مركز امان”، انه منذ عام 2010 قتل من الوسط العربي 1124 شخصا واصيب ما يقارب 3360 شخصا.

ويشار الى ان هنالك العديد من الاسباب لحوادث اطلاق الرصاص التي تعتبر تافهة، ونذكر منها، اذا قام شخص بطلب شابة بهدف الزواج ورفضت يتم اطلاق الرصاص باتجاه بيتها، اذا حصل جدال مع اشخاص حول حق الأولوية في الطرق يطلقون الرصاص على بعضهم البعض، اذا كان شخص مدين ولم يسدد الدين يطلق عليه الرصاص، في حالة وان مواطن لم يكن راضيا من خدمة موظف بلدية او في اي مؤسسة اخرى فيتم اطلاق الرصاص باتجاه بين الموظف او حرق مركبته، اذا اراد شخص اعادة غرض ما قام بشرائه وتم رفض البائع، فيتم اطلاق الرصاص باتجاه المحل، في الاعراس يطلقون الرصاص، زوج يعتدي على زوجته يطلق عليه الرصاص، معلم يصرخ على طالب يتم تهديده بالسلاح، شخص يضايق فتاة يطلق عليه الرصاص وغيرها من الاسباب التافهة.

معظم العائلات الثكلى اكدت ” ان حوادث القتل واطلاق الرصاص تكون دائما على امور بسيطة جدا، وفي حوادث كثيرة لا تعرف الأسباب، تماما كما حصل في السنوات الأخيرة، والتي أودت بحياة أشخاص أبرياء”. كما اضافت بانها تشعر بان هنالك مجزرة بسبب جرائم القتل المستمرة.

الشيخ كامل ريان

الشيخ كامل ريان من قرية كفر برا فقد ابنه قبل 7 سنوات بعد ان اقدم مجهولون باطلاق الرصاص باتجاهه وحتى هذا اليوم الجاني يسرح ويمرح واسباب القتل لا تزال غامضة.

ريان قال:” لقد فقدت ابني تماما مثل مئات العائلات الاخرى التي فقدت ابنائها. الامر المؤسف هنا باننا لا نعرف من قتل وما هي الدوافع لهذه الاعمال، فمنذ اليوم الاول وقفت بجانب قبر ابني وسلمت ملف القضية للشرطة والقانون في ظل اختفاء القانون والنظام داخل المجتمع العربي. انا ليس من هؤلاء الذي يحملون الشرطة فقط مسؤولية ما يجري من حوادث عنف واجرام، بل نحن ايضا تقع علينا المسؤولية، لكن من جانب اخر فان ملفات جرائم القتل التي حولت للدولة والحكومة لم تعالج بل ظهر فيها فشل، وهذا ما سبب الى انتشار اعمال العنف داخل البلدات العربية، واصبح كل شخص يستخدم السلاح، حيث نرى في هذه الايام انتشار الأسلحة بصورة رهيبة، واذا اراد فتى يبلغ من العمر 15 عاما سلاحا فلا يجد صعوبة في ذلك”.

ثم قال: “من يستخدم السلاح هم اشخاص عديمي المسؤولية والقيم والأخلاق، وأضف الى ذلك بان فشل جهاز التربية داخل المجتمع العربي خلق لدينا عنف وإجرام التي لا علم لنا كيف سنخرج من هذه الدوامة، فمنذ سنوات وانا احذر بان اطلاق الرصاص يمكن ان يصل كل بيت، وقد يوجه ايضا لبيوت في الوسط اليهودي، بسبب ان السلاح يتواجد مع اشخاص غير مسؤولين، لذلك فانا اتوقع ان نواجه ايام صعبة، وعليه لا بد نحن القياديين ان نسعى لمعالجة القضية، وعلى الدولة ان تحقق بصورة اكثر مهنية وان يتم العثور على الجناة”.

مجلس كفر برا محمود عاصي

رئيس مجلس كفر برا محمود عاصي ايضا تعرض بيته لاطلاق رصاص وتم تهديده، حيث قال:” في هذه الأيام نرى ان عربا يطلقون الرصاص على بعضهم البعض، لذلك فأنني احذر الجهات المسؤولة عن القانون من تفشى هذه الظاهرة ليصبح الضغط على الزناد امرا طبيعيا، ويجب بان لا نفاجئ اذا وصل الأمر الى قيام عرب باطلاق رصاص داخل البلدات اليهودية، عندها لا تقولون بان الخلفية هي قومية بل جنائية. نحن كقياديين ورؤساء سلطات محلية علينا ان نعالج هذه الظاهرة من شروشها، وعلى الشرطة ان تقوم بواجبها من حيث جمع السلاح غير المرخص وحل ألغاز جرائم القتل، ومعاقبة الجناة، لا ان يتم اعتقالهم ومن ثم إطلاق سراحهم وكأنهم لم يقوموا باي عمل جنائي وخطير”.

وأردف قائلا: “انا شخصيا اشعر بأنني مهدد، كذلك الأمر بالنسبة لقياديين آخرين. نحن لا توجد بأيدنا أدوات لمواجهة العنف والجريمة، ومن يجب ان يحافظ على القانون والنظام هم سلطة القانون”.

فاتن كبها

فاتن كبها من سكان كفرقرع والدها المطرب المشهور شفيق كبها قتل رميا بالرصاص قبل عامين ونصف بسبب انه رفض احياء حفل زفاف في ام الفحم. الابنة فاتن قالت: “منذ ان قتل والدي ونحن نعيش بحالة من الالم والحزن، فانا شخصيا لم أكمل تعليمي الجامعي وغيرت مسار التعليم، كذلك الأمر بالنسبة لأشقائي. الظروف التي مرت علينا دمرت لنا كل شيء”.

وتابعت حديثها وقالت: “والدي المرحوم معروف في جميع الوسط العربي وفي الضفة الغربية وخارج البلاد، فقد قتل بدم بارد على خلفية تافهة جدا، وذلك بسبب انه رفض احياء حفل زفاف في مدينة ام الفحم بسبب ان هذا اليوم كان محجوزا لعريس من القدس، وما ان وصل الى ام الفحم حتى قتل هناك رميا بالرصاص. كما هو معروف لدينا ان القضية قيد التحقيق، ومع الأسف الجاني يتواجد خارج السجن، وهذا ما يسبب لنا الخوف والقلق وخشية التجول في الخارج، بسبب اننا لا نعلم ماذا يمكن ان يفعل هذا المجرم. امل ان تقوم الشرطة بواجبها كما يجب في كل كلفات جرائم القتل وليس ملف والدي فقط، مع العلم ان الشرطة تستهتر بنا وترى الجرائم ولا تحرك ساكنا”.

سهام اغبارية هيكل

سهام اغبارية هيكل من ام الفحم فقدت زوجها واثنين من ابنائها بعد ان دخل مجهول الهوية الى بيتهم واطلق عليه الرصاص دون الكشف عن هويته. سهام قالت: “قبل اربع سنوات قتل زوجي توفيق واثنين من ابنائي محمود واحمد بعد ان دخل شخص لبيتنا ونفذ جريمته البشعة ومن ثم هرب من مكان الحادث، ومن ذلك اليوم تركنا البيت وانتقلنا للسكن في مكان اخر، ومع كل ذلك فنحن ما زلنا نشعر بأن خطرا يهدد حياتنا، وذلك بسبب ان المجرم يسرح ويمرح ولا احد يعرف هويته”.

الام قالت وهي تتألم:” نحن لا نعرف ما هي دوافع الجريمة، ولا نستطيع مواصلة حياتنا بصورة طبيعية في ظل بعد عائلتي عنا، ففي هذه الأيام أصبح قتل الإنسان من أسهل الإعمال، وفي كل يوم نسمع عن حادث جديد على خلفيه تافهة. ما دامت الشرطة لا تعتقل الجناة ومعاقبتهم فستبقى مسؤولة عن كل ما يتفشى داخل مجتمعنا، فالشرطة تعتقل اصحاب سوابق جنائية لمدة قصيرة وبعدها يطلق سراحهم ويعودون لنفس الأعمال التي تشكل خطرا على الجميع. انا لا استطيع ان اطلب من ابني الانتقام، لأننا لم نتربى على هذه التصرفات، بل ننتظر كيف ستنتهي قضيتنا مع الشرطة، فقد توجهت برسائل كثيرة للجهات المسؤولة بطلب مساعدتنا في الكشف عن المجرم، وجميعهم اكدوا لنا بنهم سيبذلون مجهودا كبيرا لكن دو جدوى”.

قريب المرحوم حسين محاجنة ضحية جريمة القتل التي وقعت قبل ايام قال: “الضحية لم يقم بأي عمل ولا توجد اي مبررات لقتله، حيث انه قتل بدم بارد داخل محله التجاري دون ان يرتكب اي ذنب يذكر. في ايامنا هذه اشخاص يقتلون ولا نعرف الاسباب، ولا بد من وقف مسلسل العنف الذي بات يقلق مضاجع الجميع”.

مدير مركز امان المحامي رضا جابر

مدير مركز امان المحامي رضا جابر قال: “الاحداث الدموية تصفعنا من جديد وتضعنا أمام حقيقة اننا امام تحدي وجودي وساذجا. من يعتقد في مجتمعنا باننا نستطيع مناهضة العنف والجريمة من دون احداث انقلابا جوهريا في كل منظومتنا الاخلاقية والاجتماعية وبدون الوقوف بجرأة امام من يعتقد بأنه يستطيع ان يفعل ما يشاء وبصلف وباستعمال القوة والتهديد بدون رادع مستغلا أما خوف الناس او على الاقل عدم الاكتراث والفردانية التي تقترب من الانانية والتي يعيشها مجتمعنا منذ سنوات. لذلك لا طريق سريع ولا وصفة سحرية. بكل بلد وبلد يجب تشكيل مجموعات متنوعة وصادقة لمواجهة العنف والانفلات: مجموعات للحفاظ على النظام في الشوارع، مجموعات لاستقطاب الشباب التائه في شوارعنا، مجموعات لفك النزاعات والخلافات الصغيرة والكبيرة، مجموعات لبث روح التسامح والتكافل بين الناس. يجب ان تعمل هذه المجموعات بجانب لجان شعبية تستقطب اطياف البلد ومشاربها والهدف تحويل بلداتنا الى ورشات عمل دائم وبوتيرة ثابته تبعث رسائل واضحة: اولا للناس بأن الخير ما زال فيهم وبينهم وأن اصوات التيئيس والاحباط لا مكان لها. وثانيا للساقطين من ابناء البلد بأن لها رجالا ونساء يحافظون عليها”.

تعقيب الشرطة

وعقبت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية، للاعلام العربي لوبا السمري وقالت:” اي من مهام الشرطة، ونشاطاتها وجهودها وثوابثها واركانها وانجازاتها وقواها وعدتها وكذلك برامجها وترتيباتها وموازناتها وميزانياتها، هدفها الاول والاخير هو الحفاظ على السلامة العامة، مع تركيزنا على الوسط العربي، التي تأتي بدورها انسجاما مع توصيات وتعليمات واجندة وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان ومفوض الشرطة العام الفريق روني الشيخ المدروسة والمعلنة. سعيا وراء الى النهوض في ابنائه قدما وتعزيز الخدمات الشرطية المقدمة، وذلك من خلال احقاقنا القانون داخل جميع البلدات والقرى وبالذات العربية وفي شتى الجوانب والمجالات، وتشمل مواصلة مكافحة ظواهر الجريمة والسلاح غير القانوني والعنف حتى الكشف عن الجريمة وبالذات البالغة كالقتل والابتزاز تحت التهديد والعنف ضد النساء وعند الشبان الصغار، وغيرها السائدة ما بين تصاعد في الوتيرة وانحسار، وكذلك في مجال حوادث السير والمرور وبالذات الصعبة و الدامية، وحتى تقديم كافة الضالعين في اي منها امام سيادة العدالة”.

واضافت السمري: “الشرطة تجتهد من خلال المبادرة والمشاركة في برامج توعوية، مجتمعية، تربوية، ارشادية متعدده ومختلفه بالسعي وراء هدف الوصول الى القواسم المشتركة لجميع الاطراف المعنيه والمسؤوله التي ترنو بجملتها الى تحصين كافة الافراد والمجتمع من مخاطر هذه الافات الخطيرة والمدمرة، وطالما نحن نتطلع نحو مواصلة تشابك الاذرع والتعاون مع كافة الاطراف والجهات والاطر والشخصيات وبالذات القيادية العامة المعنية مع حثنا على عدم مراوحة المكان ومواصلة السير حتى نتوصل معا لتحسين الاوضاع المعيشية ورفع مستوى جودة الحياة وضمان الصفو والسلامة العامة قرب كافة ابناءنا واسرنا وكفى لنا جميعنا”.

Exit mobile version