قراءة في نتائج الاستطلاع حول أداء إدارة بلدية الطيبة خلال نصف عام

لم يكن هذا الاستطلاع سوى محاولة لجس نبض الشارع الطيباوي والتعرف على ما يكنه حيال إدارة البلدية كي تكون نتائجه مؤشرا لمن يهمه الأمر…

ان من يتفحص الأسئلة والاجابات فإنه سيلاحظ بلا شك ان لكل سؤال من الأسئلة الأربعة إجابة إيجابية جدا وأخرى سلبية جدا واجابتين أخريين تكون احداهما تميل الى الإيجابية والأخرى تميل الى السلبية.

ولو نظرنا الى كل الأجوبة لوجدنا الاستقطاب الفظيع الحاصل في المجتمع الطيباوي وهي اول نتيجة تبدو جلية من نتائج التصويت. فلكل سؤال نجد ان أكبر عدد من الإجابات يتوزع بين السلبي جدا والايجابي جدا، وهما القطبان المتعصبان إما مع وإما ضد، وذلك حسب السؤال.

وما ورد أعلاه ينسحب على كل الأسئلة في هذا الاستطلاع الذي اثار حفيظة الكثيرين ممن يخشون الانتقاد وافرح الكثيرين ممن يبحثون عن منفذ لغضبهم.

وللحقيقة يجب علينا القول ان وظيفة الاستطلاع ليس التنفيس عن الغضب ولا ابداء الاعجاب ولا هو ساحة للتناحر والتسابق الى تحقيق نتيجة تبهر الآخر، او ان نناصر الرئيس من خلالها او حتى ان نبدي حقدا عليه. جاء هذا الاستطلاع ليكشف رأي الناس اليوم وبعد مرور ستة أشهر على عمل الإدارة الجديدة، ولم يكن القصد منه العودة الى الموقف عشية الانتخابات وتأكيده من جديد نكاية بالطرف الآخر.

هذه المواقف ليست موضوعية وانما نابعة عن تعصب لهذا الجانب او ذاك وهي لا تفيد الاستطلاع بأي طريقة كانت، ولكن دعونا نلقي نظرة خاطفة على النتائج التي حصلنا عليها ونحاول ان نفهم ما تقوله لنا هذه النتائج.

من الواضح ان المعسكرين حشدا قواهم قدر المستطاع حتى لا يسمح أي منهما للآخر بالتفوق عليه، ولهذا نجد إجابة “مخيبة للآمال”، وهي من الطبيعي ان تكون للمعارضة، تعادل تقريبا من قالوا “أفضل من المتوقع” وهذا يدل على تناحر وتنفي هاتان النتيجتان كل الأخرى ويبقى لنا الاعتماد على النتيجتين الاخريين لهذا السؤال وهما: “كما كان متوقعا” – 20%، و”اقل من المتوقع” – 18%. أي ان الميزان يميل الى عدم خيبة الامل وانما كانت الإدارة عند حسن الظن بها.

نلاحظ هنا ان التعيينات الجديدة في البلدية لا تجد استحسان الجمهور كل لسبب في نفسه، ولكن إذا جمعنا نسبة “غير راض واحتج على ذلك” مع نسبة “لست راضيا” لحصلنا على 53% بطريقة او بأخرى غير راضين عن هذه التعيينات، وقد نجد كذلك من أنصار الرئيس أناسا غير راضين عن التعيينات لأنهم هم أنفسهم كانوا يأملون بتولي وظيفة ما وخاب أملهم.

خلاصة القول هنا ان هناك عدم رضا عن التعيينات الجديدة في البلدية ولعل هذا المحور عادة أساس الوعود الانتخابية اثناء حملة كل المرشحين ومن الطبيعي ان لا تتسع إدارة البلدية لكل هذه الوعود ومن هنا تبرز خيبات الامل.

السؤال حول الإنجازات بدا مربكا بعض الشيء لأن الإنجازات قد لا يراها المواطن العادي لأنها قد تكون عبارة عن ترتيبات قانونية او مالية او أي انجاز على الصعيد التنظيمي وهذا امر لا نراه في الشوارع ولا على الأرصفة مع انه انجاز، ولكن ومع ذلك كان لا بد من سؤال المواطن هل يلاحظ الفرق عما كان عليه من إنجازات.

بدا هذا السؤال وكأنه تصويت مع الإدارة ام ضد الإدارة، وعلى هذا الأساس جاء التصويت بغض النظر إن كان هناك فعلا إنجازات امام ناظرينا ام اننا حقا لا نرى شيئا يستحق الذكر، فالتصويت هنا جاء بناء على معيار آخر وهو التأييد او المعارضة.

وجاءت النتيجة النهائية لهذا السؤال بالتفوق الطفيف لمن يشهدون بوجود إنجازات ونسبته 52% مقابل 48% لمن لا يلاحظون إنجازات كهذه، سواء اطلاقا او إنجازات هامة.

هذا السؤال كان عبارة عن اختبار لشعبية رئيس البلدية والطاقم المرافق له وهو قابل للمقارنة مع نتائج الانتخابات البلدية التي جرت أكتوبر الماضي. وبمجرد نظرة خاطفة على نتائج هذا السؤال سنلاحظ ان مجموع من سيصوتون لشعاع منصور مصاروة اليوم هو 47% وهذه النسبة هي حاصل جمع من اجابوا “صوتت لهذه الإدارة وسأصوت لها مجددا” – 39% مع نسبة من اجابوا “لم اصوت لهذه الإدارة ولكني سأصوت لها الآن” – 8%.

ومقارنة مع نتائج الانتخابات من شهر أكتوبر التي حصل خلالها رئيس البلدية شعاع منصور مصاروة، على 52.04% من مجمل الأصوات الصحيحة، فإن النتيجة الحالية تشير الى تراجع في شعبيته بما يقرب من 5% في الأشهر الستة الأولى من الإدارة وهذا امر عادي للغاية، فهذه الفترة كافية ليشعر بعض الانتهازيين الذين راهنوا على مكاسب شخصية بخيبة آمالهم وبالتالي تغيير مواقفهم بينما من الجانب الآخر فهذه فترة قصيرة جدا لإقناع المترددين بنزاهة الإدارة ونتائجها بالنسبة للطيبة.

خلاصة القول ان إدارة البلدية بحاجة لمثل هذه الاستطلاعات لأنها تكون بمثابة مرآة ترى اعمالها من خلالها رغم الرفض الذي ابداه الكثيرون لطريقة الكشف عن حقيقة ميول الشارع الطيباوي. هذا الاستطلاع لم يأت ليسيء لأحد ولا ليمتدح أحدا وانما جاء ليقول لنا ان هناك من يفكر بطريقة مختلفة وانه يرى الصواب وفق معاييره لا وفق معاييرنا نحن.

روابط ذات صلة:

استطلاع للرأي: الادارة الجديدة لبلدية الطيبة في اعين اهالي الطيبة

Exit mobile version