اهالي الطيبة يحصون ضحايا نكبتهم الثانية التي حصدت ثلاثة شباب من ابنائهم منذ بداية العام الحالي!

في وقت تنشغل الجماهير الفلسطينية عامة، والجماهير العربية في الداخل الفلسطيني بشكل خاص، في ذكرى النكبة، اهالي مدينة الطيبة يواصلون عد ضحاياهم الذين هلكوا بيد العنف، ومعربين عن قلقهم، ازاء  تفشي العنف والجريمة، التي حصدت ثلاث ارواح من ابنائهم في ريعان شبابهم، ومنذ بداية العام 2016.

شهدت مدينة الطيبة منذ مطلع العام الجاري أعمال عنف خطيرة، التي من خلالها تم اطلاق عيارات نارية وحالات طعن، الأمر الذي ازهق ثلاث ارواح في ريعان الشباب، واصاب 15 شابا اخرا بجراح من اطلاق رصاص وطعن، كذلك قتل الشاب عبد الناصر جبارة رميا بالرصاص، وقبل أشهر قتل الشاب سند حاج يحيى على يد رجال الشرطة عندما ادعوا بأنه حاول الاعتداء عليهم.

جدير بالذكر أن لجنة مكافحة العنف المنبثقة عن لجنة المتابعة عقدت يوم الثلاثاء الفائت، اجتماعًا طارئا في بلدية الطيبة لبحث موضوع الجريمة ولاتخاذ قرارات في هذا الشأن.

واستمرت الاعمال الاجرامية ذلك بعد الجريمة الثانية والتي اثارت غضب المواطنين آنذاك، لكن على ما يبدو فان يد الاجرام لا تكترثل للاستنكارات وغضب الاهالي وتستمر في فترة وجيزة من قطف الارواح الشابة في مدينة الطيبة والمجتمع العربي بشكل عام والذي يعاني من تفاقم ظاهرة الاجرام والعنف في ظل شبه انعدام السلطة الرادعة لهؤلاء المجرمين.

المواطنين في الطيبة يفتقدون للأمن والامان وخاصة في الفترة الاخيرة، والتي سُجل فيها اكثر من 15 عملية اطلاق نار في شوارع المدينة او اطلاق نار على سيارات وبيون ومحلات تجارية، ولا زال المواطنون يشعرون ان هذا المسلسل لم ينتهي الا بوقفة صارمة من جميع شرائح المجتمع، في ظل افتقار الشرطة من مكافحة العنف والجريمة والسلاح غير المرخص.

 المحامي رضا جبار ، مدير مركز أمان- المركز العربي للمجتمع الآمن قال:” العنف ليس وليد اللحظة، بل وليد تراكمات لظروف وتغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية هائلة ،مرت وتمر بمجتمعنا العربي هزت بناه وضربت جذوره وتركته مجتمعا ضعيفا وغير منظما. العنف والجريمة تنمو وتقوى في شقوق جسد المجتمع الواهن. وكل برنامج لمناهضة العنف يجب ان يعالج هذه الشقوق واسبابها منعا لازديادها وتكرارها”.

وتابع:” ولأننا مجتمع اتكالي وكسول بتعامله مع كل قضاياه فهناك جو عام يبحث عن العصا السحرية لحل مشكلة العنف. ولا عصا كهذه! “.

ومضى يقول:” بناء مجتمعنا من جديد وتحصينه والوقوف بجرأة أمام ظواهر العنف ومسببيها هو عمل مضنٍ يحتاج الى سواعدٍ ،وعمل حسب برنامج ولسنوات يكون اساسه تنظيم كل بلد وبلد من جديد ،وخصوصا اعادة سيطرة الناس على الشارع  فهو مسبب رئيسي للعنف وانهاء اجواء الفوضى والزعرنه فيه”.

واضاف:”  في اجتماع لجنة المتابعة في بلدية الطيبة توجهت لبلدية الطيبة لإطلاق مشروع تطوعي تحت اشرافها يعيد النظام وينهي مظاهر الفوضى والعبث في البلد ويبعث روح التكافل الاجتماعي والانتماء. مشروع لمدة سنه ويمكن تمديده. من يعول على الدولة واجهزتها، دون التنازل عن حقنا منها، بأنها معنيه بالحل وتنفيذه، فهو واهم. نحن من يجب ان يأخذ مصيره بيديه ونحن من يجب ان يقتلع شوكه بيديه “.

 ضياء جمعة قال :” انا اريد ان اقدم رسالة الى اقاتل اولا واقول له: قِفْ عن القتل فقد جاوزت حدَّك – – واتّقِ الله الذي إن شاء هدّك قِفْ عن القتل فإن القتل نارٌ ، سوف تُصْلِي رأسكَ الخاوي وزِنْدَك وستشوي وجهك الممسوخ شياً، وستشوي حزبك الغاوي وجنْدَك قِفْ عن القتل فقد أسرفت حتى ، أصبح الشيطان في الطُغْيان نِدَّك يا قاتل الم تخف من يوم الحساب وقد ادنى يا قاتل اليس الله بكاف عبده”.

وتابع:”  حصيلة القتل التي نراها ما هي الا علامات الساعة التي اخبر معلمنا صلى الله ربي وسلم عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج “. قيل: وما الهرج ؟ قال: “القتل . رواه الإمام أحمد.. اما عن تفشيه بيننا فهو تركنا لكتاب الله وسنته ففي كتابه وسنته تحقن الدماء وتسلم الاعراض ويفشى السلام وتكمن التربية.. فلننظر من اي الفريق نحن نسلك.

 سعيد مدني عازم:” اولا اقول انه أصعب احساس بالكون لما يكون المقتول شخص تربطك علاقة قرابة فيه ، سواء ان كانت بعيدة اوقريبة او معرفة سواء ان كانت قوية او ضعيفة، وفي اخر الليل تضع راسك على الوسادة كي تنام وتتذكر اعمال المرحوم كيف كانت معاملته مع الناس وما صفاته ووقفاته واطباعه ومثل هذا الوقت في بالأمس اين كان وماذا كان يعمل ،يا ترى كان بين زوجته واولاده ام كان لدى والدته، او جالس عند اخته واولادها او يداعب بأولاد اخوه الكبير “.

وتابع:” أقول للقاتل من انت حتى تأخذ روح خلقها الله ؟ ،اين وصلنا ؟ معقول انك اذا قتلت شخصا تروي غليلك ؟ اين ضميرك واين دينك واين عقلك ؟ لماذا في السابق كان لنا كبير نستمع له واليوم لا احد يسمع للثاني ؟ الولد ابن ال16 و17 سنة اذا رايته فعل خطأ ونصحته يشتمك بوجهك واذا اشتد الخلاف يأتيك بسلاح ويقتلك !”.

واختتم:” مشكلتنا الوحيدة هي التربية لا غير، لو كان الابن حظي بتربية سليمة وكان الاب مراقب لابنه ومن هم اصحابه واين يخرج لما وصلنا الى هذا الحال !، الكل يكتب عن القتل ،برأيكم القاتل بني ادم مثقف او متعلم ؟!”.

Exit mobile version