3الأخبار العاجلةفلسطين 67

إنهاء الانقسام والعودة لعملية السلام..هل يمر عبر البوابة المصرية؟

لم تمر ساعات على إعلان فرنسا تأجيل مؤتمر عملية السلام الخاص بها، حتى أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، لمحاربة الإحباط واليأس، اللذين يعيشهما الشعب الفلسطيني.

1
دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  وجد صدى وترحيب كبير في الشارعين الفلسطيني و الإسرائيلي.

فعلى الصعيد الفلسطيني كانت هناك دعوة واضحة وصريحة من الرئيس المصري لإنهاء الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني ، ومن ثم إحياء عملية السلام ، وكلا الدعوتين وجهان لهدف واحد، ألا وهو حق الشعب الفلسطيني في الحياة وتقرير مصيره.
ولعل السؤال الأهم الآن، هل دعوة السيسي يمكن أن تجد آذان صاغية وحقيقة من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية و إنهاء الانقسام، أم أن الأمر سيبقي مجرد نداءات وحبر على ورق.

رسائل موجهة و واضحة
وفي هذا الإطار نجد أن النائب والقيادي الفلسطيني محمد دحلان رحب بحديث السيسي ، ورأي دحلان في تعليق له على صفحته بموقع الفيس بوك ، أن حديث الرئيس اليوم حول السلام في الشرق الأوسط و دعوته قادة اسرائيل إلى التقاط الفرصة المتاحة و خاصة عبر مبادرة السلام العربية ، و إعلانه ايضا عن استعداد مصر للعب دور ريادي ، تعد جميعا رسائل موجهة و واضحة في ظل ظروف استثنائية تخيم على الشرق الأوسط و العالم .

كما أشار، إلى أن دعوة الرئيس السيسي لإنهاء الانقسام الفلسطيني و تعزيز الوحدة الوطنية و استعداد مصر لرعاية و احتضان حوارات المصالحة الفلسطينية تعكس مدى انشغاله بالهم الفلسطيني و إدراكه العميق لأهمية رص الصفوف الفلسطينية لمواجهة مسؤوليات و مهام الصراع الأساسي مع المحتل .

وقال دحلان، أضم صوتي إلى نداء ورؤية الرئيس السيسي بأن لا سلام دون حل القضية الفلسطينية، و لا نصر دون الوحدة الفلسطينية، و أدعو الجميع إلى الاستجابة الفورية لهذا النداء الصادق و التقدم بخطوات حقيقية و جادة على طريق إنهاء الانقسام و إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أسس ديمقراطية سليمة و قادرة على حفظ مستقبل قضيتنا .
عباس ونتنياهو يرحبان

كذلك شدد الرئيس محمود عباس، على أهمية دعوة السيسي وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية.

بينما أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، ترحيبه بدعوة السيسي ، وورد في بيان مكتب نتنياهو أيضا أن “إسرائيل على استعداد للتعاون مع مصر ومع سائر الشعوب العربية الأخرى بهدف دفع المسيرة السياسية، والعمل على استقرار المنطقة”.

كذلك أثنى رئيس المعارضة الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ، على مبادرة السيسي التي وصفها بـ “التاريخية”، وقال إنها تدل على أن “العالم العربي يتوقع من إسرائيل أن تمد يدها بشجاعة وقوة ووعي إليه”.

وأضاف بيان له: “من واجبنا أن ندرس الدعوة بجدية وإلا سنجد أنفسنا نفعل ذلك بعد سلسلة من الجنازات التالية”، في إشارة إلى كون عدم السلام وضياع الأمن سيفقدان بلاده المزيد من القتلى.
وأردف: “من المهم للغاية الإنصات إلى دعوة الرئيس المصري، ودراسة الفرص الكامنة في تلك الدعوة بكل جدية ومسؤولية”.
وكان الرئيس المصري شدد على أهمية إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، لمحاربة الإحباط واليأس، اللذين يعيشهما الشعب الفلسطيني.

وقال الرئيس السيسي، في كلمته بافتتاح مشروعات للطاقة الكهربائية في محافظة أسيوط، إن هناك مبادرتين عربية وأخرى فرنسية من أجل حل القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه إذا تحقق السلام في المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط للأفضل، مشددا على أن بلاده مستعدة لبذل كل الجهود التي تساهم في حل القضية الفلسطينية.

ودعا الفلسطينيين إلى توحيد الفصائل المختلفة، وتحقيق مصالحة حقيقية، مؤكدا استعداد مصر للقيام بهذا الدور من أجل حل هذه القضية التي طال انتظارها.

فصائل فلسطينية ترحب
الفصائل الفلسطينية من جهتها أبدت ترحيب واسع بدعوة السيسي لإنهاء الانقسام و تحقيق السلام، واعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، على لسان المتحدث باسمها أسامة القواسمي، أن طاب السيسي يعبر عن حرص مصر الأكيد والثابت على مصلحة شعبنا الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية، وعلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمحورية للوصول إلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية هو مفتاح السلام والاستقرار الحقيقيين.

أيضا حركة حماس وعلى لسان سامي أبو زهري، الناطق باسمها رحبت  بالتصريحات المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وأكدت حماس جاهزيتها للتعاطي مع كل الجهود لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، وتأمل أن تؤدي هذه التصريحات لإعادة الدافعية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

بدوره قال وليد العوض عضو المكتب لسياسي لحزب الشعب أن تركيز الرئيس السيسي في خطابه اليوم على أن الحل العادل للصراع في المنطقة يتطلب تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وبأن ذلك يعتبر العنصر اﻻساسي للسلام في المنطقة ، جاء ليعكس عمق اهتمام مصر قيادة وشعبا بحقوق شعبنا العادلة في الحرية و اﻻستقلال .

وأشار العوض في تصريح  إلى أن تأكيد الرئيس السيسي استعداد مصر للعب دورا محوريا في ألوصول لذلك يحمل في نفس الوقت مؤشرا واضحا بأن مصر قد استعادت دورها ومكانتها المركزية على الصعيدين العالمي و اﻻقليمي رغم ما تعرضت له من موجة إرهاب ، وأضاف العوض إلى أن دعوة مصر أيضا على لسان رئيسها إلى سرعة إنهاء اﻻنقسام الذي يعصف بالوضع الفلسطيني وتأكيده على أهمية استعادة الوحدة وأن مصر جاهزة لدعم ذلك يأتي أيضا تأكيدا لدور مصر واهتمامها خاصة وان استمرار هذا اﻻنقسام يمثل خطرا على مستقبل شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية ، ودعا العوض الجميع التجاوب مع دعوة الرئيس السيسي هذه والبدء بخطوات جادة لتنفيذ ما اتفق عليه ﻻن هذا هو الطريق ﻻستعادة حقوقنا المسلوبة ومعالجة كل اﻻزمات التي يعيشها شعبنا خاصة في قطاع غزة.

من جهته قال سفير فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، إن خطاب الرئيس المصري، يحمل رؤية إستراتيجية عميقة تجاه القضية الفلسطينية والمنطقة.

وأضاف الشوبكي في بيان صحفي، أن الرئيس السيسي أعاد إلى مصر دورها الريادي على المستوى العربي والإقليمي والدولي؛ حيث تترأس مصر حالياً القمة العربية، كما تترأس مجلس الأمن الدولي، واللجنة الرباعية لمتابعة التطورات السياسية في القضية الفلسطينية، التي انبثقت عن قمة شرم الشيخ، وهو جزء من التزام مصر التاريخي حيال القضية الفلسطينية.

وثمن الموقف المصري، وقال: هذا أمر غير مستغرب على مصر وقيادتها، خاصة بعد زيارة الرئيس محمود عباس الأسبوع الماضي، حيث تم في المشاورات بلورة رؤية إستراتيجية موحدة من أجل تنسيق التحركات السياسية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، والعمل على رأب الصدع الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة فلسطينية.

محلل سياسي: الشق الإسرائيلي والشق الفلسطيني
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف في تعقيب له على خطاب السيسي :” أمام هذه المقدمة ودعوات الرئيس السيسي ذات الشقين الشق الإسرائيلي والشق الفلسطيني ، ولذلك هي دعوى لكل الأطراف لسلام شامل تنعم به المنطقة من خير ورخاء وامن وعلاقات احترام بين كافة الدول ، والثقة بين الأطراف هي من المهم جدا ليسود الأمن والعلاقات المتوازنة بين الأطراف ومستشهدا الرئيس السيسي بما تم تحقيقه من علاقات وتعاون تجاوز كامب ديفيد حيث أصبحت القوات المسلحة المصرية تغطي سيناء في محاربة الإرهاب وهو عاملا متخطي لاتفاقية كامب ديفيد التي تحذر تواجد قوات مسلحة مصرية واسعة الانتشار في سيناء .

وتابع خلف، الشق الإسرائيلي وهي دعوة موجه للقيادة الإسرائيلية والأحزاب والرأي العام الإسرائيلي لاقتناص الفرصة للدخول في عملية سلام صادقة ستنعكس نتائجها على المنطقة واستثمار المبادرة العربية ، ولكن أمام تلك الدعوة من الرئيس السيسي هل يستجيب المجتمع المتطرف والأحزاب اليمنية الإسرائيلية لتلك الدعوة ام لدى اسرائيل ومنذ وجودها منظور استراتيجي في المنطقة يخضع لمرحليات وأهمها الآن الاستيطان الذي قد قتل او سيقتل اي دعوات لإقامة دولة فلسطينية او تحقيق سلام عادل يحفظ كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية ولو في ظل البرنامج المقر من منظمة التحرير بإقامة الدولة على الضفة وغزة .

الوضع الداخلي الفلسطيني
ونوه خلف إلى أن الشق الثاني في دعوة الرئيس السيسي وهو يخص الوضع الداخلي الفلسطيني وهو الوضع المنقسم ودعوته للفصائل للوحدة ، وهي دعوة مهمة وفي هذا الوقت بالذات فالانقسام الفلسطيني يحدث شللا ومتاهة للدبلوماسية والموقف المصري ، فمنذ شهور سابقة دعا الرئيس السيسي لإنهاء الانقسام الفتحاوي الفتحاوي وكذلك ما دعت له المخابرات العامة المصرية ولأهمية إنهاء الانقسام الفتحاوي ومؤثراته على البرنامج الوطني والحركة الوطنية الفلسطينية ، ولكن للأسف لم يستجيب الرئيس عباس لتلك الدعوات وفي ظل استعداد كامل وتجاوب كامل من عضو اللجنة المركزية والنائب محمد دحلان ، وطرح مبادرته للوحدة الوطنية وتجديد الشرعيات، أن دعوة محمد دحلان للتجاوب مع مبادرة الرئيس السيسي لإنهاء الانقسام واستعداد مصر لاحتضان تلك العملية للخروج من الأزمة الداخلية الفلسطينية هي دعوى تأتي في نفس السياق والرؤيا للرأي العام الفلسطيني بتوحيد الفصائل وإنهاء حقبة الانقسام الأليمة .

المصدر: وكالة نبأ الفلسطينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *