ليبيا: حكومة السراج تبدأ عملها والاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على “المعرقلين”
الاتحاد الأوروبي يفرضعقوبات على ثلاثة شخصيات ليبية اتهمها بعرقلة عمل حكومة الوفاق الوطني التي أعلنت اليوم الخميس بدأ أشغالها. وتلقى هذه الحكومة، برئاسة فايز السراج، دعما دوليا واسعا في إطار المحاولات الساعية إلى إرساء الاستقرار في هذا البلد والتصدي لتنظيم “الدولة الإسلامية” ووقف نزيف الهجرة.
فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على رئيس برلمان طبرق (شرق) عقيلة صالح وعلى رئيس برلمان طرابلس غير المعترف به نوري أبو سهمين ورئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل.
وتقضي العقوبات بحظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أصول داخل الاتحاد الاوروبي. وجاءت هذه العقوبات ردا على تحركات الأسماء الثلاثة التي “تعرقل” عمل حكومة الوفاق الوطني، بحسب الاتحاد الأوروبي. وسيبدأ بتنفيذها مع نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي الجمعة.
حكومة الوفاق الوطني تبدأ عملها وسط التهديدات
وبدأت حكومة الوفاق الوطني الليبية الخميس محاولة تثبيت سلطتها من مقرها في قاعدة طرابلس البحرية، متجنبة الاصطدام مع السلطات التي تسيطر على العاصمة والرافضة لاستقرار الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي في المدينة.
واجتمع أعضاء المجلس الرئاسي الليبي السبعة (من أصل تسعة)، وهم أيضا أعضاء في حكومة الوفاق، على رأسهم رئيس المجلس والحكومة فايز السراج، بشخصيات سياسية في القاعدة في شمال طرابلس، من دون أن يغادروها.
وسادت المدينة اليوم حالة من الهدوء والترقب بعد التوتر الذي أثاره وصول السراج وأعضاء من حكومته، تخلله إطلاق نار لم تحدد ظروفه وتهديدات توجه بها مسؤولون في حكومة وبرلمان طرابلس غير المعترف بهما إلى السراج، داعين إياه إلى مغادرة طرابلس.
وعقدت حكومة السراج أيضا اجتماعات مع شخصيات سياسية ليبية وعمداء بلديات. كما أنه من المقرر أن تجتمع مع مدراء مصارف لبحث أزمة السيولة التي تعاني منها طرابلس، ومع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.
وقال موسى الكوني، نائب رئيس الوزراء في حكومة السراج وعضو المجلس الرئاسي، لوكالة الأنباء الفرنسية في القاعدة البحرية “بدأنا العمل فعليا اليوم”، مضيفا “لا خوف”.
وتابع “نعقد لقاءاتنا هنا، لكن مقرنا هو طرابلس بشكل عام. المهم ليس أن نخرج وأن نحاول العمل من الخارج الآن، المهم أن نعمل فقط”.
وعن موقف حكومة طرابلس غير المعترف بها والتي لا تزال تحظى بدعم مجموعات مسلحة رئيسية، قال الكوني “لا بد من تسليم الوزارات، ونحن سنعقد قريبا اجتماعا بين وزرائنا والوزراء هنا المستعدين لتسليم وزاراتهم”.
في المقابل، قال محمود عبد العزيز، عضو المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس غير المعترف به دوليا)، إن “المؤتمر أجمع اليوم على أن هؤلاء الناس دخلوا بطريقة غير شرعية “.
وأضاف أن “دخولهم هذا زاد الوضع احتقانا، وستسفك الدماء، وسيتورط البلد في مشاكل أكبر”.
حكومة تحظى بدعم دولي
وكان السراج، الذي لقي وصوله الى طرابلس ترحيبا من واشنطن والأمم المتحدة ودول غربية أخرى، أمضى ليلته في القاعدة البحرية في طرابلس حيث استقبله كبار ضباطها أمس، وووقفت آليات للشرطة ومجموعة من القوات الخاصة عند مداخل القاعدة لحمايتها.
ويحظى السراج منذ وصوله بدعم مجموعة مسلحة رئيسية في المدينة يطلق عليها اسم “النواصي”، وهي تتبع وزارة الداخلية في الحكومة غير المعترف بها، وتتمتع بقدرة تسليحية عالية. ومن الواضح أن قسما من الأجهزة الأمنية التابعة لسلطات طرابلس يدعم حكومة السراج.
وولدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام موقع في كانون الأول/ديسمبر برعاية الأمم المتحدة.
وينص الاتفاق على أن عمل حكومة الوفاق يبدأ مع نيلها ثقة البرلمان المعترف به، لكن المجلس الرئاسي أعلن في 12 آذار/مارس انطلاق أعمالها استنادا إلى بيان تأييد وقعه مئة نائب من أصل 198 بعد فشلها في حيازة الثقة تحت قبة البرلمان.
ونالت هذه الحكومة اعتراف المجتمع الدولي لتحل بذلك محل الحكومة التي كانت مستقرة في طبرق (شرق).