برشلونة وأتلتيكو.. الجرح الأوروبي لم يندمل
ربما انتهت مسيرة برشلونة الخالية من الهزائم في 39 مباراة متتالية بالخسارة يوم السبت أمام ريال مدريد، لكن بطل أوروبا مصمم على أنها كانت عثرة مؤقتة في طريقه إلى المزيد من المجد.
وسيحصل أتلتيكو مدريد على دفعة من فوز جاره 2-1 باستاد كامب نو عندما يذهب إلى الملعب ذاته غدا الثلاثاء في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وهو مؤمن بقدرته على تكرار انتصاره على برشلونة في المرحلة ذاتها عام 2014.
لكن مع تردد صدى الصدمة في كرة القدم الاوروبية عقب خسارة برشلونة أمام عشرة لاعبين من ريال قال اندريس انيستا قائد الفريق الكتالوني للصحافيين “هذه المباراة لن تؤثر على أذهاننا يوم الثلاثاء.”
وأضاف “الكل يشعر بالألم بعد الهزيمة لكن يجب أن نحلل الأخطاء التي ارتكبناها حتى لا نكررها.”
ورغم تقدم برشلونة بست نقاط على اتلتيكو أقرب ملاحقيه في صدارة دوري الدرجة الأولى الإسباني فإن الثلاثي الهجومي المكون من ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز افتقر للقوة ضد ريال.
وقد يكون ذلك من عواقب رحلات العودة الطويلة من أميركا الجنوبية بعد اللعب في تصفيات كأس العالم الأسبوع الماضي لكن انيستا لم يستخدم ذلك كعذر.
وأضاف جيرار بيكي مدافع برشلونة الذي يأمل أن يكرر فريقه استحواذه على ثلاثية من الألقاب تضم الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي “يجب أن نمضي للأمام.. إنها هزيمة لكننا ما زلنا ننافس في جميع البطولات.”
وتابع “الآن يجب أن نتأكد من عدم التعثر مجددا.. لأننا في وضع استثنائي.”
واستعد أتلتيكو بشكل مثالي لرحلة برشلونة عن طريق اكتساح ريال بيتيس 5-1 ويشعر بالثقة حتى وإن كان التاريخ القريب يشير لفوز الفريق الكتالوني.
ولدى لويس انريكي مدرب برشلونة نتائج مثالية ضد نظيره في اتلتيكو دييجو سيميوني ففاز بكل مبارياته الست أمام فريق العاصمة الاسبانية.
إلا أن برشلونة يدرك جيدا قوة منافسه الأرجنتيني سيميوني الذي كان العقل المدبر في خروجه من البطولة قبل عامين، إذ انتصر في دور الثمانية 2-1 في النتيجة الإجمالية بعد التعادل 1-1 في لقاء الإياب باستاد كامب نو.
وقال خوانفران لاعب اتلتيكو ومنتخب اسبانيا إن هذه المرة – مع امتلاك فريقه مزية خوض مباراة الإياب على أرضه – ستكون الأولوية هي البقاء في المنافسة.
وأبلغ المدافع محطة كانال بلوس التلفزيونية “سنذهب إلى هناك ونحن نشعر بالقوة وهدفنا هو اللعب جيدا هناك.”
وأضاف “الأمر بأكمله يعتمد على العودة من استاد كامب نو والمواجهة لا تزال مفتوحة حتى نحاول الحسم على ملعبنا.”
وقال سيميوني – الذي يأمل أن يترك كامب نو بهدف مهم خارج الأرض – في مؤتمر صحافي إنه سيكافئ فرناندو توريس على تسجيله خمسة أهداف في اخر سبع مباريات بالدوري وسيضع المهاجم البالغ عمره 32 عاما في التشكيلة الأساسية في مباراة الثلاثاء.
ويملك توريس سجلا جيدا ضد برشلونة فأحرز عشرة أهداف في 14 مباراة ضده مع اتلتيكو وتشيلسي.
وأهم أهدافه كان هدف التعادل الحاسم لتشيلسي البطل في النهاية باستاد كامب نو في إياب قبل نهائي دوري الأبطال في 2012 الذي أطاح بالفريق الكتالوني.
بايرن ميونخ وبنفيكا
سيدرك بنفيكا جيدا أن منافسه المحلي بورتو واجه بايرن في المرحلة نفسها من البطولة الموسم الماضي وخسر 6-1 في استاد اليانز ارينا منها خمسة أهداف في غضون 22 دقيقة بالشوط الأول، لكن ربما يكون للمفاجآت حضور عندما يحل ضيفاً على بايرن في ميونخ مساء الثلاثاء ضمن مباريات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفي الواقع فاز بايرن في كل مواجهاته التسع السابقة في مراحل خروج المهزوم ضد منافسين برتغاليين وبينها ثلاث أمام بنفيكا.
وانتهت مبارياته الثلاث السابقة على أرضه ضد بنفيكا واحدة 5-1 واثنتان بنتيجة 4-1 ويبلغ سجله الاجمالي ضد الفريق البرتغالي أربعة انتصارات وتعادلين في ست مواجهات.
والمستوى الحالي يجعل الأمور أسوأ لبنفيكا إذ فاز بايرن في كل مبارياته الأربع على أرضه في دوري الأبطال هذا الموسم وسجل خلالها 18 هدفا.
ومع ذلك اعتاد بنفيكا – الذي فاز بكأس اوروبا القديمة مرتين في ستينيات القرن الماضي – على مخالفة التوقعات في أول موسم له بقيادة المدرب روي فيتوريا.
وقال فيتوريا بعد الفوز 5-1 على براجا في الدوري يوم الجمعة “بايرن منافس صعب حقا لكننا تجاوزنا بالفعل العديد من العقبات هذا الموسم.”
وأضاف فيتوريا الذي يسعى لقيادة بنفيكا للتأهل لقبل النهائي لأول مرة منذ 1990 “هذا الفريق حقق أشياء بدت مستحيلة وهذه هي الروح التي سنخوض بها المباراة.”
وبدا أن فيتوريا سيبقى في منصبه لأسابيع قليلة بعدما بدأ بنفيكا الموسم بالخسارة ثلاث مرات أمام جاره سبورتنغ، كما سقط أمام الغريم التقليدي بورتو.
وبدلا من ذلك بات بنفيكا في صدارة الترتيب بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه كما سيخوض دور الثمانية في دوري الأبطال بعد فوزه في 19 من آخر 20 مباراة بجميع المسابقات.
وكان فوز الفريق البرتغالي على زينيت سان بطرسبرغ مستبعدا بعدما وجد بنفيكا نفسه متأخرا 1-صفر في لقاء الإياب في روسيا لكنه فاز في النهاية 2-1.
ولعب بنفيكا بجرأة أمام منافسه في الشوط الأول وربما يحاول ذلك مجددا في مباراة الثلاثاء، خاصة أن بايرن يعاني من أزمة إصابات في الدفاع إذ سيغيب جيروم بواتنغ وهولجر بادشتوبر وربما كذلك مهدي بنعطية وخابي مارتينيز.
وأظهر يوفنتوس في الدور السابق أن بايرن لديه نقاط ضعف بعدما تقدم 2-صفر خلال نصف ساعة في ميونيخ. لكن انتفاضة بايرن التي سجل خلالها أربعة أهداف ليفوز4-2 بعد وقت إضافي أعطت مثالا آخر على قوته بملعبه.
وقال فيتوريا بعد القرعة “لا يوجد الكثير لقوله. إنها مباراة صعبة للغاية”.