ذكرى معركة الكرامة – جهنم اسرائيل في الأرض

يصادف يوم 21 مارس، من كل عام ذكرى معركة الكرامة المجيدة التي خاضها الثوار الفلسطينيون ضد القوات الصهيونية التي دفعها العدو إلى شرق نهر الأردن، قاتل خلالها المناضل الفلسطيني ببسالة فائقة وشجاعة منقطعة النظير غيرت النظير إلى الحرب الفدائية التي كان ينظر لها على إنها حرب “اضرب واهرب”.

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=ybNKEzEcecs

شكّلت معركة الكرامة الخالدة منعطفًا تاريخيًّا في تاريخ الصّراع العربي الإسرائيليّ، فهذا العدو الغاصب الذي اغترّ كثيرًا بقوته حتّى ظنّ أنّ جيشه هو الجيش الذي لا يقهر ولا ينكسر، وقد ساهمت عوامل كثيرة في صنع هذه الهالة المزيّفة لهذا الجيش وهي حالة الضّعف والتّردي التي وصلت إليها الدّول العربيّة والإسلاميّة، فقد حقّق هذا العدو انتصارا ساحقًا على القوات العربيّة في موقعة سمّيت بنكسة حزيران، وقد كانت نكسة بكلّ ما في الكلمة من معنى حيث تمدّد العدو الإسرائيلي وأعاد احتلال أراضي عربيّة، فجاءت معركة الكرامة الخالدة لتضع حدًّا لهذا العدو ولتكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر إلى الأبد.

بعد أن انتشت القوات الإسرائيليّة بتحقيق الانتصارات المتوالية على القوات العربيّة، ظلّت قوات الفدائيّين تشكّل عامل قلق دائم للقوات الإسرائيليّة من خلال الهجمات المتكرّرة لها انطلاقًا من الأراضي الأردنيّة، فأراد الجيش الإسرائيلي بقرار سياسيّ أن يتدخّل في الجهة الشّرقيّة لنهر الأردن حتّى يلقّن بزعمه قوات الفدائيّين الدّرس، وهناك من ينظر إلى أبعد من ذلك في أسباب هذا الهجوم وهو أنّ القوات الإسرائيليّة تريد موطىء قدم لها في الجهة الشّرقيّة لنهر الأردن تشكّل عامل حماية لها كما هو الحال عندما احتلّت مرتفعات الجولان السّوريّة، فكان اتخاذ قرار هذه المعركة مبنيّا على أطماع صهيونيّة في احتلال مزيد من الأراضي والتّوسع في عمق الأراضي الأردنيّة للقضاء على المقاومة الفلسطينيّة فيها .

قد انطلقت شرارة المعركة في صبيحة يوم الواحد والعشرين من شهر آذار سنة 1968 حيث تقدّمت القوات الإسرائيليّة من عدّة محاور عند نهر الأردن لاجتياز الحدود الأردنية مع غطاء جوي كثيف، وما إن وصلت الأخبار إلى القوات الأردنيّة حتى أعلنت النّفير العام للتّصدّي للقوات الغازية، وقد استمرت المواجهات لمدّة تقارب تسع عشر ساعة خاضت فيها القوات الفدائية ملاحم البطولة والفداء والتّضحية وتمخّضت المعركة عن انتصار عربيّ على القوات الغازية، وانجلى غبار المعركة عن هزيمة نفسيّة وماديّة للعدوّ الإسرائيليّ لن ينساها إلى الأبد.

قد كانت حصيلة معركة الكرامة مقتل ما يقارب من مئتين وخمسون جنديًّا إسرائيليًّا وتدمير كثيرٍ من الآليات تقارب ثمانين آلية ما بين دبابة وناقلة جند ومركبة، واستشهد ما يقارب من تسعون جنديًّا وفدائيًّا، وقد كانت الهزيمة النّفسيّة عنصرا مؤثّرًا في إعادة تشكيل النّظرة الإسرائيليّة للجيوش العربيّة والإسلاميّة حينما تمتلك زمام المبادرة والتّصميم على الصّمود والنّصر على المعتدي.

 

Exit mobile version