خانيونس : انطلاق فعاليات المهرجان الثقافى بسلسلة ومسيرة ثقافية

انطلقت فعاليات المهرجان الثقافى 2016 ،في محافظة خانيونس ، بسلسلة بشرية ثقافية امتدت من  شارع البحر الى مستشفى ناصر ، انشغل  خلالها  اكثر من 800 طفل مشارك بقراءة مجموعة من الكتب المتنوعة، وحملوا اليافطات التي تحث على اهمية القراءة والكتاب ،ومن ثم جابوا بالحافلات  شوارع خانيونس اعلانا بانطلاق فعاليات المهرجان الثقافى لعام 2016 ،  وصولا للمركز الثقافى التابع للبلدية جنوب المحافظة ،حيث حفل الافتتاح .

وشارك بحفل افتتاح المهرجان، الذى تنظمه المراكز التربوية “مركز نوار التربوي ، الشروق والامل ،بناة الغد “، التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر، سنويا ،وحمل هذا العام شعار “نبض يتجدد “،عشرات المدارس الابتدائية والاعدادية ولفيف من قيادات المجتمع المحلى ، وممثلي عن فعاليات المجتمع الأهلي،ووفد من وزارة الثقافة برئاسة الاستاذ عاطف عسقول .
وتتضمن حفل الافتتاح الاعلان عن فعاليات المهرجان المنوعة ،والتي تستمر ليوم الخميس ،في مقر المراكز ،العديد من الفقرات الفنية والاستعراضية التي تشجع على القراءة واهمية الكتاب بحياتنا ، بجانب مجموعة من الموشحات الاندلسية ،وعروض فلكلورية وتراثية فلسطينية ،وفقرات ادبية وشعرية .
وقالت مدير مركز نوار التربوي نجوى الفرا”: نجتهد كل عام باستحداث وابتكار الادوات والوسائل والافكار  ،لتعزيز بعض المفاهيم والقيم الثقافية والإنسانية ، عند الكبار والصغار ، من خلال  تسليط الضوء  على ثقافات وحضارات  مختلفة بجانب الثقافة الفلسطينية، نزود خلالها  الاطفال والفتيان والفتيات بالمعارف والمعلومات  ،بأدوات ووسائل فنية ومسرحية وادبية وثقافية من خلال المحاكاة والمعايشة  عن الموضوع المختار ،لتشجيعهم على البحث والقراءة عنه .
واختار القائمون على المهرجان هذا العام الربط بين الحضارتين  الاندلسية والكنعانية  الى جانب احياء الثقافة و التراث الفلسطيني ، وتوضح الفرا في هذا الصدد  ، انهم بمركز نوار  اختاروا  تسليط الضوء على تاريخ الاندلس من خلال  استقراء أهم المحطات التاريخية فيه ، مع تجسيد البيئة المصاحبة للنهضة الأندلسية ، والمكونات التي أنتجت وأبرزت تلك النهضة، مع التركيز على اهم علماءها و أدباءها و شعراءها، وفنونها من خلال المعايشة بالديكورات والملابس والأغاني والاستعراضات  ،وربطها من خلال المراكز الاخرى بالحضارة الكنعانية وصولا للجانب الثقافى والتراثي الفلسطيني .
فيما اوضحت مدير مركز بناة الغد امال خضير ،ان المركز اختار هذا العام تسليط الضوء على الحضارة الكنعانية من خلال احياء وتجسيد لمدينة الخليل كأقدم مدينة فلسطينية بناها الكنعانيون ، وتجسيد معالمها وحاراتها  بالديكورات المجسمة ، واهم معالمها الدينية و منتجاتها ومهرجاناتها وشعراءها وأدباءها وتاريخها على مر العصور بفعاليات شيقة وجذابة .
وبينت خضير ، اهمية حضور الثقافة الفلسطينية والتراث الفلسطيني وتاريخ المدن الفلسطينية في المهرجان ، للترسخ في اذهان  ووجدان الاطفال ، تاريخ مدنهم الفلسطينية ،واهم معالمها  ،وحاراتها ،ومشاهيرها من الشعراء والفنانين والادباء ،وربطها بالحاضر ، ليتناقلوها جيلا بعد اخر، مؤكدة،  ان المهرجان يشكل لبنة لربط الطفل الفلسطيني بهويته الثقافية.
فيما اختار  نادى الشروق والامل احياء الثقافة والتراث الفلسطيني من خلال نماذج ادبية وفنية فلسطينية الى جانب احياء لبعض الموروثات التراثية في الحرف والمأكولات بمحاكاة حية تعزز الهوية الوطنية، وتخلق نوعاً من التواصل بين أصالة القديم وروعة الحديث .
وبهذا الصدد يقول خليل فارس  مدير النادي : “من واجبنا أفرادا ومؤسسات أن نساهم في تعريف هذا الجيل بحياة أجدادهم وآباءهم التراثية، ليبقوا على تواصل مع ذاك التراث ويعتزوا به، ويحافظوا عليه دون أن تغلبهم تحديات العولمة، وتفقدهم صلتهم بجذورهم الأصيلة، فالتراث هويتهم وحضارتهم”، مشيرا الى ان نشر الثقافة والعادات والموروثات والأطباق التقليدية الفلسطينية والمهن التراثية  قطعت الطريق أمام العدو الاسرائيلي في محاولته المتكررة  لسلب هذه الموروثات.

واكدت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت ، ان المهرجان الثقافى السنوي المتجدد بفاعلياته وادواته وافكاره ،هو امتداد للأنشطة والبرامج الثقافية الموجهة للأطفال في المراكز التربوية ،والذى نعول عليهم من اجل بناء الوطن ،على اسس من العلم والمعرفة .

فيما اكد عاطف عسقول من وزارة الثقافة ، على اهمية  المهرجان فى احداث حراك ثقافى فى المحافظة ، وفى نشر الوعى الثقافى  لدى الاطفال وتحبييهم بالكتاب ،مشيرا الى دور هذه البرامج والانشطة  المهم فى ترسيخ الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية  .
وتتضمن فقرات المهرجان ،الذى يستمر على مدار ثلاث ايام ، ، محاور ثلاثة “محور تعريفي تثقيفي، محور فنى وادبى ، محور المعايشة ، والتي تصب جميعها في اطار غرس عادات القراءة والاطلاع، وإلى زيادة التوجه نحو القراءة بطرق محببة ومشوقة للأطفال  ، وتنمية شخصيتهم، وتوفير المصادر المعلوماتية المتنوعة وتحفيزهم على البحث والاطلاع .

Exit mobile version