“الى متى ؟”، بقلم : د. حسام عازم

ظاهرة العنف وقتل النساء في مجتمعنا منتشرة منذ سنوات طويلة ،ولكننا نحاول عدم التعامل معها بشكل انساني وأخلاقي وحضاري .. نتذكر الظاهرة عندما تقتل امرأة اخرى ، نكتب ، نحتج ، نتظاهر ، نتهم الشرطة ، نتهم المجتمع ونعود الى سكوتنا من جديد ننتظر الجريمة القادمة .

ردود فعل وغضب ونسيان ، هذا دورنا “الكبير” في محاربة هذه الظواهر ، وحتى هذا الدور لم نسمعه بعد الجرائم الاخيرة .

فهل حقاً اننا نقوم بواجبنا بالحفاظ على أمن وحياة نساء مجتمعنا ؟

هل وبحق الأكثرية الذكورية في مجتمعنا ضد ظاهرة العنف ضد النساء ؟

وهل حقاً نعرف من هو المسؤول الحقيقي عن هذة الجرائم؟.

حول المرأة” الشرقية” جدار من الكبت الاجتماعي والشخصي، جدار التعصب الديني والتخلف الاجتماعي والعادات والتقاليد ، جدار يحرمها من الحياة الكريمة ، يفقدها القدرة على إثبات قدراتها ، لا يعطيها مجال للتطور ، يحرم المجتمع من إمكانياتها العظيمة للعطاء .

جدار بداخله يحق استغلالها وضربها وحتى قتلها .

كلنا “مذنبون”……..كلنا “قتلى”

واحد يطلق النار والآخر يطلق “الفتوة” والثالث يجد مفهوم “شرف العائلة” والرابع يتحدث  عن “العادات والتقاليد ” والخامس يفسر ذلك بأننا “مجتمع محافظ “

والسادس يطلق شعار “الرجال قوامون على النساء”

والسابع يفتخر بتراثه و يقول : “دلل ابنك بغنيك ودلل بنتك بتخزيك ،موت وليتك من صفاء نيتك، موت البنات من المكرمات ،تكبر حية ولا بنية “

والثامن “مثقف ” يجلس بالمقهى رجل على رجل ويحاول اقناعنا بان  المرأة عقلها ناقص او النساء ناقصات عقل والتاسع  لا يرى ولا يسمع ولا ينطق بكلمة لا يهمه الامر إطلاقاً والعاشر ” الأكثرية العظمى من المجتمع ” الساكتون على الجريمة لا يحركون ساكنًا وكأن امر لم يحدث ، عقولهم وقلوبهم مشبعة ب”اللامبالاه القاتلة “

ان هذه الظاهرة المقيتة لا يمكن محاربتها دون بناء برامج علمية مدروسة موجهة بالأساس الى التوعية والتربية الصحيحة ، برامج تشارك فيها كل الجهات المسؤولة في المجتمع ، السلطة المحلية ، الأحزاب السياسية ، الجمعيات الجماهيرية الحركات النسوية الحركات الشبابية ، المدارس وطبعاً الشرطة وفي المجال القضائي والبرلماني من سن قوانين تحارب ظواهر العنف .

الى متى هذا الصمت ؟

صمتنا معناه مشاركتنا بالجريمة .

وحقاً تقاس ثقافة الشعوب بمستوى تعاملها مع المرأة ، فأين مكانتنا بين الشعوب ؟

Exit mobile version