الهواتف الذكية غيرت سلوكنا..فهل ستختفي قريبا!
غيّرت الهواتف الذكية الحياة الانسانية خلال السنوات العشر الأخيرة بلا شك حتى أن التقلبات السريعة التي شهدها السوق خلال العامين الماضيين كانت توحي بأن التطور في مجال الهواتف الذكية يتسارع، فبعد أن كانت الشركات تطلق هاتفا كل سنتين، ثم كل سنة، صارت تطرح منتجا جديدا كل 6 أشهر.
لكن في واقع الأمر، فإن التطور الحقيقي في هذا المجال قد تباطأ نسقه، فعلى الرغم مما تدعيه الشركات، أصبح إصدار هاتف يحمل كاميرا أكبر مما سبقه أو شاشة أكثر وضوحا لا يعد تطورا حقيقيا ولا يمثّل طفرة نوعية لا تقنيا ولا من حيث الاستخدامات الممكنة للهاتف.
إذن كيف سيصبح شكل سوق الهواتف الذكية بعد خمس سنوات؟ هل سنشهد اختفاء شركات معروفة وصعود شركات جديدة أخرى؟ أم هل سنشهد اختفاء الهواتف الذكية تماما قريبا؟
تؤكد دراسة أميركية حديثة أن اختفاء الهواتف الذكية سيكون خلال السنوات الخمس المقبلة. وترتكز هذه الدراسة التي أجرتها مؤسسة “إريكسون كونسيومر لاب” على أبرز 10 اتجاهات تكنولوجية لعام 2016. وتعمقت الدراسة في هذه الاتجاهات المستقبلية وخرجت بمجموعة من النتائج، أبرزها تلاشي الهواتف الذكية.
وقد شملت الدراسة حوارات مع 100 ألف مستخدم وخبير تقني من 39 دولة ومقابلات معهم لجمع آرائهم وتنبؤاتهم وتوقعاتهم للاتجاهات التقنية المستقبلية.
وقامت الدراسة بتحديد الاتجاهات التي ستميز سنة 2016: أولها أنه في المستقبل القريب سيبرز صعود نوع متطور من الرقائق الإلكترونية يمكن زراعته داخل الأجسام البشرية، ويكون بمثابة وسائل استشعارية تمكّن الإنسان من معرفة ما يدور في جسمه وسلامة أعضائه وتمكّنه من اكتشاف الأمراض التي تهدده وطرق علاجها دون تأخير قد يكون له عواقب وخيمة على حياته.
ومن أبرز الاتجاهات التي حددتها الدراسة أيضا، نجد تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تطوّر سريعا طريقة تفاعل البشر مع الأشياء المحيطة به وهذا من شأنه أن يغير من سلوكيات وطبيعة البشر.
ويعتقد 44 بالمئة من المستطلعة آراؤهم بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستكون مفيدة جداً في مجال التعليم و29 بالمئة منهم يرى أنها ستصبح بمثابة المستشار المالي أو الطبيب الخاص للمستخدم. واعتقدوا أيضا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تؤدي العديد من الأنشطة مثل عملية البحث عبر الإنترنت والإرشاد السياحي، بالإضافة إلى وظيفتها كمساعد شخصي افتراضي للمستخدم.
ثالث أبرز التوجهات المميزة للمستقبل هي تطور الأجهزة الذكية القابلة للارتداء حيث رأى 85 بالمئة من المستطلع آراؤهم ومن مستخدمي الهواتف الذكية أن الأجهزة الذكية القابلة للارتداء ستحل محل الهواتف الذكية خلال السنوات الخمس المقبلة، فيما يعتقد مستخدم من اثنين أنها ستكون قادرة على التحدث مع الأجهزة المنزلية بالطريقة التي تتفاعل بها مع البشر.
كما تتوقع الدراسة تنامي العالم الافتراضي واستمرار نمو المعلومات الافتراضية لاسيما خارج الشاشات التقليدية أي الهواتف الذكية، ويرى 50 بالمئة من المستطلع آراؤهم أن الشاشات ثلاثية الأبعاد ستزاد بوتيرة سريعة خلال السنوات الخمس المقبلة، وسيستمر التطور بطريقة مذهلة حتى أننا سنرى ظهور خرائط للواقع الافتراضي وأفلام تُبث حول المستخدم في كل مكان دون الحاجة إلى أجهزة وهو ما سيؤثر على الحياة اليومية للإنسان.
كما توقع 55 بالمئة من مستخدمي الهواتف الذكية أنه في غضون 5 سنوات ستزود منازلهم بالعديد من الأجهزة الاستشعارية مهمتها البحث عن الأخطاء والعيوب في البناء وتكتشف تسرب المياه وترشد استهلاك الكهرباء وكل ما يتعلق بالبنية التحتية للبناء، بخلاف التحكم الذاتي في أجهزة المنزل من مكيفات وأبواب ومطبخ وإضاءة وأجهزة ألعاب وخاصة التأثير على مزيد تحقيق الأمان وذلك بتطوير أجهزة الإنذار والأمن الذي سيوفر الراحة للإنسان أكثر في بيته.
كما أظهرت الدراسة أن الركاب على مستوى العالم يقضون 20 بالمئة من وقتهم في التنقل بوسائل عديدة سواء كانت سياراتهم الخاصة أو وسائل النقل العمومية، وهو وقت ضائع مسروق من الأوقات التي من المفترض أن يقضيها الإنسان في الأنشطة المفيدة ومقابلة العائلة والأصدقاء.
وأكد 66 بالمئة من الركاب، الذين وقع الاستماع إلى آرائهم، عدم رضاهم على مصداقية المعلومات والخرائط والتطبيقات التي توفرها الإنترنت وهم يأملون مستقبلا في توفر خدمات تنقّل تعتمد على الإنترنت وتقدم معلومات في الوقت الحقيقي، تساعد الفرد على التنقل بسهولة ودون ضياع الوقت.