3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةكلمة حرة

شر البلية ما يضحك: “حق اللاجئين اليهود”، بقلم: ناضل حسنين

اخترعت إسرائيل ما أطلقت عليه “يوم اللاجئين اليهود الذين طردوا من الدول العربية وإيران”. وجاء في القانون الخاص الذي سنته الكنيست ان يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام هو ذكرى نكبة اللاجئين اليهود، وتم احياء هذه الذكرى لأول مرة قبل يومين. وتطالب إسرائيل “بحقوق 850 ألف لاجئ يهودي تم تشريدهم والاستيلاء على ممتلكاتهم في الدول العربية وفي إيران”.

10628398_10152662232523898_7450622480385871203_n

واقامت الأمم المتحدة أمس فعالية في هذه المناسبة حضرها مندوبو عشرات الدول، وهو ما يعتبره المسؤولون الإسرائيليون نجاحا كبيرا كبداية لتحريك هذا الموضوع.

ها هو مصطلح “النكبة” استبدل عنوانه واعتقد انه سيعيش برغد ودلال وسط المفردات الإسرائيلية. بعد 67 عاما تذكرت إسرائيل ان لديها هي الأخرى لاجئين ونكبة ومشردين وممتلكات يهود تركت في الدول العربية. ومن الطبيعي ألاّ تتحدث اسرائيل عن حملات الحركة الصهيونية آنذاك لاستجلاب اليهود اينما كانوا الى ارض فلسطين وتشجيع هجرتهم بل وترتيب كل ما يتعلق بذلك لجلبهم الى فلسطين لتعزيز الوجود اليهودي في البلاد. والآن وبعد الاستفادة من يهود الدول العربية كمهاجرين تحاول اسرائيل الاستفادة منهم كلاجئين ”شردوا من دول المصدر“. هذه ورقة تلقيها اسرائيل على الطاولة لتتصدى بها لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين سعيا لحل مستقبلي “واحدة مقابل واحدة”.

ولا بد ان تصدر إسرائيل قريبا التقارير التي تتحدث عن حجم الخسائر التي تعرض لها اللاجئون اليهود حين شردوا من الدول العربية، وسيتم رصد وحصر ممتلكاتهم وليس من المستبعد ان تعمل على استصدار قرار من الامم المتحدة على شاكلة قرار 194 الخاص بعودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين، ولن يمر وقت طويل حتى تتقدم مختلف المنظمات اليهودية الى المحاكم في العالم حيثما يتسنى لها ذلك للمطالبة بحقوق اللاجئين اليهود، وستستجيب هذه المحاكم وستصدر احكاما تتناغم مع هذه المطالب لا سيما في حال وجود قرار صادر عن الامم المتحدة بهذا الصدد وسيصبح العديد من الدول العربية بين ليلة وضحاها مديونة لإسرائيل بمليارات الدولارات كتعويضات عن ممتلكات ومعاناة اللاجئين اليهود منذ 67 عاما والى اليوم.

الدول العربية في أحسن الحالات ستعلن انها على استعداد لاستقبال اليهود من جديد ظنا منها انها ستسحب أوراق المساومة من إسرائيل، ولكن الذريعة الاسرائيلية المعروفة في مثل هذه الحالة هي ”اللاسامية والكراهية والاضطهاد الذي يتعرض له اليهود المتبقون في الدول العربية الذي يحول دون الموافقة اسرائيل على عودة اليهود الى دول المصدر. ولهذا نلاحظ ان إسرائيل لا ترفع شعار حق عودة اللاجئين اليهود الى الأماكن التي شردوا منها.

هذا الاختراع الإسرائيلي جاء لضرب حق اللاجئين الفلسطينيين مستقبلا، وسيكون بمثابة وسيلة ضغط تمارسه إسرائيل قضائيا وسياسيا واقتصاديا على الدول العربية لتضغط هذه الدول العربية بدورها على الفلسطينيين بالعدول عن تمسكها بقضية اللاجئين ولكي تباشر هذه الدول العربية بتوطين اللاجئين الفلسطينيين ومنحهم كامل حقوق المواطنة لتنتهي هذه القضية من المفردات السياسية العربية مقابل ان يتم التغاضي عن “حقوق اللاجئين اليهود” في الدول العربية.

لاحظوا ان التاريخ العربي يتحدث عن تشريد 750 ألف فلسطيني الى معسكرات اللجوء في عام 1948، وجاءت إسرائيل لتتحدث عن 850 ألف “لاجئ يهودي شرد” عقب حرب عام 1948. أي ان الأرقام تميل لإسرائيل منذ الآن، وبينما ادعت وتدعي اسرائيل انها غير مسؤولة عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين وانهم فروا بمحض اراداتهم واستجابة لوعود الزعماء العرب بالابتعاد لبضعة ايام عن ساحات المواجهات آنذاك، فإنها تبرز خلال مراسم احياء ذكرى اللاجئين اليهود ان تشريدهم من الدول العربية تم بقرار من الجامعة العربية آنذاك ”ردا على قرار التقسيم وهزيمة الجيوش العربية عام 1948“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *