الأخبار العاجلةصحة

الكشف المبكر لمرض سرطان البروستاتا بقلم د. ايتاي شترنبرغ، أخصائي المسالك البولية، المركز الطبي مئير

سرطان البروستاتا هو السرطان الاكثر انتشاراً بين الرجال، ومن بين كل أربعة رجال يصابون بالسرطان خلال حياتهم، يصاب أحدهم بسرطان البروستاتا. مع ذلك فإن واحداً فقط من كل ثمانية رجال ممن يصابون بسرطان البروستاتا، يموت نتيجة للمرض.

6916cd8c-08f1-4cc4-8e2f-b6893ec3f883

الكشف المبكر

يتم الكشف المبكر عن المرض عن طريق فحص مستوى الـ (PSA) – وهو نفس البروتين الذي يسمح للخلايا المنوية بتخصيب البويضة. بدأ استخدام الفحص في بداية الثمانينيات وقد ساعد بشكل كبير في زيادة حالات الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، وبالتالي خفض عدد الوفيات نتيجة للمرض.

مستوى (PSA) المرتفع يدل على امكانية الاصابة بسرطان البروستاتا، ولكن فحص الخزعة فقط يمكنه التمييز بين الخلايا السرطانية والأورام الحميدة التي يمكنها أيضاً ان تتسبب برفع مستوى بروتين (PSA)

ينصح باجراء الفحص حتى سن 75 على أقصى تقدير.

في السنوات الأخيرة برز الادعاء بأن هناك حالة من المبالغة في تشخيص وعلاج سرطان البروستاتا وعن ذلك سنفصل لاحقاً.

التشخيص

يتم التشخيص النهائي بواسطة خزعة تؤخذ بتوجيه من جهاز للتصوير فوق الصوتي (التراساوند) يتم ادخاله عبر فتحة الشرج. المتبع اليوم هو اخذ الخزعة بتخدير موضعي فقط وهو ما يجعل من هذا الاجراء عملية سهلة نسبياً وخالية من الألم.

التصوير بالرنين المعناطيسي (MRI) للبروستاتا عند الحاجة يمكن ان يعطي فكرة أكثر دقة لحالة البروستاتا، والتقرير ان كانت حاجة لأخذ خزعة اضافية، وكذلك اختيار الموقع الأدق لاخذ عينة الخزعة.

بعد الحصول على نتائج الخزعة، والاحتساب النهائي لمستوى بروتين (PSA)، ونتائج الفحص الجسدي ونتائج فحص الرنين المغناطيسي (MRI) يمكن احتساب مستوى الخطر وبناء عليه تحديد اجراءات استكمال العلاج.

امكانيات العلاج والمتابعة الفعالة

نصف الحالات التي يتم تشخيصها كسرطان بروستاتا اليوم تنتمي لمستوى الخطر المنخفض – المنخفض جداً وهي ملائمة للمتابعة الفعالة، والتي تشمل فحص (PSA)، وفحص جسدي مرة كل عدة أشهر واعادة فحص الخزعة والرنين المغناطيسي (MRI) مرة كل سنة – 3 سنوات. الغرض من المتابعة الفعالة هو تشخيص ارتفاع مستوى الخطر وتقديم العلاج بشكل فعال في الوقت المناسب.

تبين أن 97 – 99% من المرضى الذين يختارون عدم الحصول على العلاج ومواصة المتابعة الفعالة لا يموتون بسرطان البروستاتا

الخيار الجراحي – استئصال البروستاتا

يمكن القيام باستئصال البروستاتا بعملية جراحية مفتوحة، أو بالمنظار أو عبر الذراع الآلية (الروبوت). تتضمن العملية ازالة البروستاتا بأكملها، والحويصلات المنوية وفي معظم الحالات كذلك الغدد اللمفاوية من منطقة الحوض.

الاعراض الجانبية الرئيسية لعملية استئصال البروستاتا هي الاضرار بالقدرة على الانتصاب وفي قسم من الحالات التسبب بسلس البول.

في الجزء الأكبر من الحالات يمكن خلال العملية نفسها القيام باجراء للمحافظة على الاعصاب مما يرفع من احتمال احتفاظ المريض بالقدرة على الانتصاب بعد العملية.

من كان يتم تشخيصه في الماضي ضمن دائرة الخطر المرتفع، يخضع لعملية جراحية دون المحافظة على الاعصاب مما يؤدي إلى إصابته بمشاكل في الانتصاب، بينما يمكن اليوم المحافظة على الاعصاب كذلك لدى من هم في مستوى عالي من الخطر.

واحد من كل ثلاثة مصابين يمكن ان يكتفي بعملية جراحية دون الحاجة لعلاج اضافي للاورام.

الاشعاع

امكانية اضافية للعلاج هي الاشعاع الخارجي او زراعة حبيبات مشعة في البروستاتا (علاج اشعاعي موضعي). وهي مناسبة فقط للمرضى ضمن الخطر المنخفض، وفي حالات الخطر المتوسط او المرتفع يمكن دمجها مع الاشعاع الخارجي والعلاج الهرموني. العلاج الاشعاعي الموضعي يتم تحت التخدير الشامل كما في العمليات الجراحية وهي متشابهة من ناحية الاعراض الجانبية، ولكن مدة مكوث المريض في المستشفى تكون أقصر.

الاشعاع الخارجي لا يحتاج الى مكوث في المستشفى او التخدير، ولكن هذا العلاج يمتد لمدة 8 ساعات لخمسة أيام في الاسبوع. الاعراض الجانبية مشابهة جداً للعملية الجراحية من ناحية نوعها وانتشارها.

تجدر الاشارة ان المرضى ضمن الخطر المرتفع يحتاجون في معظم الحالات لدمج عدة طرق للعلاج من اجل الشفاء، حين يبدأ العلاج بالعملية الجراحية يصبح من السهل بعد ذلك العلاج بالاشعاع. لكن اذا بدأ العلاج بالاشعاع، يصبح من الصعب اجراء العملية الجراحية بعد ذلك وتكون الاعراض الجانبية أشد.

متى ينصح بالاستمرار بالمتابعة الفعالة دون اي علاجات أخرى؟

مع ان هذا النوع من السرطان منتشر بكثرة، الا انه في قسم من الحالات يمكن للمرض ان يتطور بشكل بطيء. لذلك فإن حوالي نصف المرضى الذين يتم تشخيصهم حديثاً كمصابين بسرطان البروستاتا ذو الخطر المنخفض تلائمهم المتابعة وتأجيل العلاج الفعلي. تأجيل العلاج يسمح بتأخير ظهور الاعراض الجانبية التي ترافق العمليات الجراحية والعلاج بالاشعاع، مما يسمح بالحفاظ على جودة حياة أفضل لسنوات أطول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *