3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةكلمة حرة

احذروا خديعة الحوار المشين على فيسبوك !، بقلم: ناضل حسنين

اتصل بي عبر ماسنجر فيسبوك، أستاذ من احدى المدارس اثناء عملي وأصر على التحدث الي هاتفيا لهول المسألة، على حد تعبيره. لم أكن اعرفه حتى تلك اللحظة، فقدم نفسه على انه يحتاج لمشورتي التقنية السريعة بصفتي “مختص بشؤون الانترنت منذ سنين”، حسبما قال.

10628398_10152662232523898_7450622480385871203_n
وبعد مقدمة قصيرة من الأستاذ بأنه ينوي الانتحار في حال لم يتمكن من الخروج من مأزقه وفضيحته، سرعان ما تبين انه وقع صبيحة ذات اليوم ضحية لتعارف مزيف مع “فتاة” لبنانية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وان هذا التعارف المغري تطور بسرعة الى ان بلغ درجة التواصل عبر كاميرا الانترنت والقيام بحركات مشينة كل امام الاخر مع هذه “الفتاة”.

وقال الأستاذ انه بعد انهاء الحوار مع “الفتاة”، تبين انه وقع ضحية خديعة ابتزاز دبرها له شاب مغربي قدم نفسه على انه فتاة ثم ادار معه حوارا جنسيا كما فعل هذا على ما يبدو مع ضحايا آخرين.

وواصل الأستاذ حكايته بأن المخادع المغربي، كان يستخدم تسجيلا مصورا معدا مسبقا اثناء الحوار وفيه تظهر فتاة تقوم بحركات لتجر الضحية للقيام بحركات مماثلة بينما يتم تسجيل حركات الضحية وما يقوم به امام الكاميرا. ويتحول التسجيل الموثق للضحية امام الكاميرا في يد الشاب المغربي مستمسكا يبتز بواسطته الضحية (الأستاذ)، وهذا ما حصل.

فما ان انتهى الحوار، وفق رواية الأستاذ، حتى جاء اتصال من “الفتاة” المزعومة يحتوي على رابط تمكن الأستاذ من خلاله ان يشاهد نفسه وهو يؤدي الحركات المشينة، ومن ثم ابلغه الشاب المغربي ان عليه تحويل 5 آلاف دولار على حساب الشاب المغربي وإلا سيرسل الفيديو الفاضح الى كافة أصدقاء الأستاذ المتواجدين على صفحته في فيسبوك.

كانت هذه الواقعة قبل سنة ونيف، وظننت منذ ذلك الوقت انها ظاهرة قد انكشفت ولم تعد تنطلي على أحد، ولكن يبدو أني لست دقيقا في تقديري. فقد تحدث امامي مؤخرا العديد من المعارف، عن ان هذه الظاهرة لا تزال منتشرة وان الكثيرين من السذج لا يزالون يقعون ضحايا الابتزاز الذي لا ينتهي بعد ذلك.

لهذا ارتأيت التحدث في هذا الامر لأن الظاهرة أخطر مما يتصور البعض ولا ينبغي ان نشمت بمن وقع ضحية الخديعة بسبب تهوره واستهتاره وابتعاده عن الاخلاق السوية، وانما لأن ذلك يعني دمار عائلات بأكملها وتحول حياة الاسرة الى جحيم يؤدي الى تفككها جراء هذا العمل المتهور، فما ذنب الأولاد والزوجة في مثل هذه الحالة.

في الواقع، ليس هناك الكثير مما قد يقدم على انه نصيحة لتفادي هذه المصيدة التي تسمى تعارف مصادفة. كل ما في الامر ألاّ تقبل بصداقة من لا تعرف عنه شيئا او من تشك في امره. فمثلا “فتاة” في العشرينات تستخدم صورة مثيرة تبحث عن صداقتك، يجب ان تتعامل معها على انها خطر يداهمك للوقوع في فخ الخديعة، وعليك رفض مثل هذا التواصل.

ثم يمكنك ان تطلع على صفحة من يطلب صداقتك لاسيما الفتيات، فإذا كانت صفحتها أنشئت حديثا وكل من فيها من أصدقاء لهذه “الفتاة” هم من المتقدمين في السن او من الشخصيات الذين لديهم آلاف الأصدقاء ويقبلون الصداقة دون تحقق من طالبها، فاعلم أنك امام شخص سيحاول خوض تجربة المخادعة، وعليك رفض صداقته والاشارة الى ان هذا الطلب Spam لتحذفه إدارة الشبكة.

ونصيحة أخرى لا تقل أهمية: ابتعد عن الحوارات المرئية بل والصوتية كذلك مع اشخاص لا تعرفهم جيدا، فالحوارات المرئية جاءت للتواصل بين الاهل والاقرباء والأصدقاء المتباعدين عن بعض وليس للتعرف على اشخاص مشبوهين، لان حال الأستاذ الذي اكتوى بنار هذه الخديعة كان يرثى له وهو يستنجد بي ويتحدث عن افراد اسرته وكيف سيكون وقع هذه الفضيحة عليهم عندما يقرر الشاب المغربي المخادع ارسال التسجيل المصور لكافة أصدقائه على فيسبوك.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *