5أخبار ثقافية

قانون أميركي للتنقيب “يستهل” حروب امتلاك الفضاء

فيما يتخبّط مؤتمر المناخ في باريس في البحث عن حلول للكوارث التي ولّدتها نشاطات البشر على الأرض، خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما على الجنس البشري بقانون يسمح للأميركيين بالتنقيب في الفضاء! ألم يقرأ أن نشاطات التنقيب ولّدت كارثة نضوب موارد الأرض، فباتت لا تكفي لاستمرار الإنسان عليها؟ هل ينوي البشر تكرار ذلك “الإنجاز” الذي ناءت به الأرض، في أجرام الفضاء؟

0ebc212f91874a659db7f904e9c89019

ويزداد دوي القهقهة المرّة عند قراءة تصريح مايك غولد، مدير شركة “بيجلو إير سبايس” الساعية للتنقيب في أجرام الفضاء، بأن ذلك النشاط يشبه صيد السمك. ألم يجد تشبيهاً أقل إثارة للقلق؟ ربما يصح قول هنري كيسنجر إن الثقافة الأميركيّة لا ترهق نفسها بالتفكير في التاريخ، لكن تاريخ أميركا القريب والمتصل بحروب الاستقلال وما بعده مباشرة، تضمن معارك حربيّة مع بريطانيا حول صيد سمكة القدّ (يلقّبها المصريون بـ “الرنجة”). ويكفي تقليب صفحات أي كتاب تاريخ متوسط المستوى لمطالعة حروب الصيد التي أوصلت إلى صوغ معاهدات عالميّة عن حقوق الصيد في المحيطات والبحار. إذا نظر إلى قانون أوباما الفضائي على مقياس صيد السمك، فلا أقل من توقّع إمكان أن تشرّع روسيا والصين والهند (وهي دول تنافس أميركا في مغامرة اكتشاف الكون)، قوانين عن حقوق مواطنيها في التنقيب في أجرام الكون. وبسرعة، تقفز إلى الذاكرة صور الغطاسين وهم يغرسون أعلام الدول الكبرى (ومنها أميركا بالذات، وخصمها اللدود روسيا)، تحت أطنان ثلوج القطب الشمالي. إذ تشير تلك الصور إلى سياق صراع هائل للتنقيب على الموارد تحت جبال القطب المتجمد الشمالي الذي يذكر ببرودة كثير من الأجرام السماوية بداية من المريخ وأطرافه الثلجية ووصولاً إلى برودة المذنب “فيلاي” الذي تنقب المركبة “روزيتا” في جليده.

خفّة مقلقة

أي خفّة لا تحتمل في ذلك القرار الأوبامي، وأي آفاق مجهولة شرّعها في سطور تفيض بالسطحية! ولعل ذلك ما حفز البروفسور جبينجا أودنتان، وهو اختصاصي في القانون التجاري من جامعة “كنت”، على وصف قانون أوباما، في مقال نشرته مجلة “كونفرسيشن” الإلكترونيّة، بأنه “قذيفة أطلقت ضمن المعركة الإيديولوجيّة المتعلّقة باكتشاف الكون”.

ولعل النقاش في مسألة التنقيب في الفضاء، تذكر بأن عرباً هلّلوا وكبّروا عندما أعلنت شركة “بلانتيري ريزورسز” الأميركيّة (تأسّست في 2010 تحت اسم “آركايد استرونيكس”)، اهتمامها بمشاركة العرب عمليات التنقيب في الفضاء. وتحظى الشركة بدعم من لاري بيج وإريك شميدت، وهما من يدير شركة “غوغل” الشهيرة، وريتشارد برانسون رئيس شركة “فيرجن”، ما يجعل منها جديرة بالثقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *