“أخي الرئيس، عيونهم إليك ترحل كل يوم” بقلم: فالح حبيب

أخي الرئيس، كن أنت كما عرفتك…إنسان (إنسانا)، عهدتك رجلا لا تخاف لومة لائم طيلة الوقت الزمن والزمان، يكن النجاح حليفك…

فالح حبيب

أخي الرئيس، أحاول أن أكون موضوعيا غير مستسلم لقلمي، فعندك وفي حضرتك لا بد أن يميل، وبحق، لأنك تستحق بحق، ولكن الحق أحق… ها أنا أحاول معه، مع قلمي، علّه يقوى على إسداء النصيحة لك وأن لا يخذلني، لكن دون جدوى… فالطريق الطويلة التي قطعناها معا واجتزناها معا بحلوها ومرها، تفرض عليّ نفسها، فكيف لقلمي أن يطاوعني ليكون موضوعيا في حضرتك أخي!!! ولكن، عذرا، ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، ليسمح لي قليلا ويتنحى جانبا، قلمي، وكيف لا وقول الله تعالى واضح: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”، هذا واجبي الأخلاقي، كما كُنت دائما، تجاه أخي.

أخي تذكر!!! أن الله اصطفاك لتحمل أمانة ثقيلة، السموات والأرض والجبال أبين أن يحملنها، “إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا”، اصطفاك لأنك لها وعلى قدر المسؤولية وقدرها وأنت لها، “أنا أريد وأنت تريد والله فعال لما يريد”، أمانة فجّرت الصناديق صارخة اخترناك لأننا اعتمدنا ” إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ”، استأجروك لأنهم أحبوك، أحبوا تواضعك وإنسانيتك، لكنهم في نفس الوقت أحبوا فيك إصرارك، عزيمتك وقوتك، أمانتك وقول الحق دون الخوف من لومة لائم. فكن أنت كما عرفتك وعرفوك… العدل قبلتك والإنصاف غايتك حتى لو كان على حساب ابنك، أبيك، أخيك و و و و “لَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا”… كن أخي الذي يتقي الله في نفسه وأعماله، ومخافة الله نصب أعينه، كما تماما عرفتك،  فالإدارة، الأمانة والتوفيق فيها أرزاق، وكما قال المولى في محكم آياته: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”. ها أنت حصلت على ثقة الناس ومن قبلها حبهم وصورتك التي عُلّقت على جدران بيوتهم، حُفرت في أذهانهم وعقولهم وتُبيت في قلوبهم، استثمرها من أجلهم، كن لهم، لا عليهم بما يقبله القانون ولا يتعارض مع الصالح العام، نعم حقا، نجحت في أول امتحان، تنازلت عن الحراسة، ولما الحراسة إذا حكمت فعدلت والناس أحبتك؟! قلت لهم: “أبناؤنا أولا، فالطيبة أولا قول نهج تطبيق وعمل، انتماء وعطاء، فأقرنت القول بالعمل وطلبت تحويل مخصصات المركبة إلى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والحبل على الجرار… تذكر أن هذا واجب لا مِنّة… أخي لن يهدأ لي بال أو يطمئن لي قلب، حتى ينام ويبات الرُضع، الأطفال والأمهات والشيوخ الركع يدعون لك، عيونهم شاخصة إلى السماء تدعو لك بالسلامة والتوفيق، فكن ابن بيت في كل بيت… حارب الباطل فما انتصر باطل، إلا على حساب حق، لتضيع الحقوق!!!

“دع قرارك في جيبك ولتكن الكلمة الأخيرة فقط لك”

كن شعاع المهني الذي أحب ويحب المهنيين، تَسلح بهم دون الاطلاع على هُويتهم بقدر أمانتهم وحبهم لبلدهم وفوق كل اعتبار مهنيتهم… أخي تذكر!! أن عيونهم ترحل إليك كل يوم، فأتقن العمل فإن الناقد بصير!!! لا تكن سلطويا مركزيا، بل “وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ”، كن على ثقة، لن يخطف منك النجاح إلا اسمك، ففي نهاية المطاف سيحسب لصالحك وسيسجله التاريخ لك، أنت من يقف في رأس الهرم، ولكن لنفس السبب تذكر!! الثقة منقطعة النظير التي حصلت عليها هي رسالة مفادها: “نحن معك في ظهرك، نؤمن بطرحك وقدرتك” فإياك والفشل لنفس السبب، أنت الرئيس، كن كما عهدتك تسمع للمشورة وتتأثر بها لكن، لكن، بالنهاية القرار دعه يكون دائما في جيبك والكلمة الأخيرة لك وفقط لك، لأن الفشل يتيم.

حافظ على القوة السياسية وعلى أكبر تحالف سياسي شهدته الطيبة، من حقك، لطالما لم يكن ذلك على حساب حبك الأخير والأول طيبتك، نعم من حقنا ذلك، هذا هو حال السياسة الواقعية وفن تحقيق المنشود بالموجود… أما للأطراف المنافسة، فأقول أستاذي المربي الفاضل حسني مرعي (أبو مرعي) بجملة واحدة: ما قمت به من زيارةِ مُباركةٍ مُباركة، لهي خطوة لا تقوى عليها، إلا القيادة الحقيقة، شكرا لك لأنني لن أندم في يوم ما أنك كنت مديرا لمدرسة بها تتلمذت وكانت جزءً في مشوار صقل شخصيتي. أما الأحزاب، فمن حقها أن تطرح نفسها وتنافس من أجل ترسيخ فكرها، دون اقصاءٍ أو كبديلٍ لغيرها، لا ضير في ذلك، فلا ترقى الشعوب، إلا بالتعددية الراقية لأبنائها، رأيٌ على رأيٍ فتولد الفكرة وبحسن النوايا، صدق القلوب والعمل تتحول إلى بذرة ومن ثم مشروع، هكذا تتقدم الشعوب… كلنا أبناء بلد وللأبد، وإن تنافسنا فلم نتنافس لأهواءٍ في النفوس، بل في سبيل دفع عجلات الطيبة إلى الأمام وإخراجها من “غرزها”!! معا وبتكاتف كل الجهود الطيبة سترقى…

أما أنت أخي، فكن أنت كما عرفتك أنت، تُغير لا تتغيّر، وإذا تغيّرت فقط للأفضل، وتذكرّ! ليقل المواطن (لا مفر من ذلك فكلنا لها، أطال الله في عمرك) وليُسجل التاريخ من الذهب اسمك: “رحمه الله الزلمي، عمّر لكنّه عمّر”…

 قلبي معك وعقلي لك، فأنا أنا لا أتغيّر… كن الرئيس ولا تكتفي، بل القائد الحريص الوطني… لا تطأطئ رأسك وإياك، إياك أن تحني ظهرك، ثق بنفسك، فبلد بأكمله في ظهرك يحبك يدعمك.

وفقك الله أخي المحامي شعاع، شعاع ابن الطيبة لكل الطيبة، أنت وكل من جاء ليخدم البلد من أجل البلد.

 

Exit mobile version