الانتفاضة عبارة عن حالة حمل غير مرغوب بها، بقلم: ناضل حسنين

هذه الانتفاضة لا تشبه سابقتيها، ليس من حيث الحماسة والرغبة لدى المشاركين فيها وانما من حيث دور القيادات الفلسطينية. في الانتفاضة الاولى لحقت حركة حماس بها وانخرطت سويا مع منظمة التحرير الفلسطينية في إدارتها، وفي الانتفاضة الثانية كانت منذ البداية بإدارة وقيادة كل من منظمة التحرير وحماس ولهذا لاحظنا استخدام السلاح من قبل افراد الشرطة الفلسطينية بداية وكذلك لاحظنا العمليات الاستشهادية التي كانت تعدها حماس.


اما هذه الانتفاضة فلا احد يقف خلفها من التنظيمات الفلسطينية ولا من الدول العربية، باستثناء ضريبة الكلام التي يعلنها البعض عبر وسائل الاعلام ثم ينفيها من تحت الطاولة.

فتح خائفة من حماس وحماس خائفة من الجهاد الاسلامي. فتح لا تريد دعم الانتفاضة كي لا يفلت نشطاء حماس ميدانيا في الضفة الغربية ويستولون على كل شيء وهو ما قد يتهدد السلطة في رام الله.

حماس تخشى خوض الانتفاضة لأنها لم تلملم جروحها بعد وشعبيتها متزعزعة حاليا طالما لم تعد اعمار القطاع، وفي حال خاضت الانتفاضة يعني وقف أي عملية اعمار رغم شحها وهذا يعني كذلك تعزيز قوة الجهاد الاسلامي الرافض للهدنة مع اسرائيل اضافة الى تنظيم داعش فرع قطاع غزة، وهم التابعون لولاية شمال سيناء.

اما القيادات العربية فهم يخشون دعم الانتفاضة كي لا تسير الجماهير خلف نداء كهذا وتتحول نشاطات التأييد الى فوضى عارمة في العواصم العربية قد تودي بالأنظمة المهترئة والمتضعضعة.

اذن الانتفاضة الحالية بلا قيادة وبلا تمويل، وهي تعتمد فقط على حماسة الشباب الذين يتخذون قراراتهم بين لحظة وأخرى، لأنهم لا ينتظرون التوجيه من قيادات عليا او اسلحة او أي تخطيط وتكتيك. وعليه يبدو كل شيء عشوائيا مثيرا للإحباط احيانا وللغضب من القيادة احيانا أخرى، ولكن الحقيقة ان ابا مازن وهنية اتفقا لأول مرة ضمنيا بدون حتى تنسيق للمواقف فيما بينهما، فهما يعتبران هذه الانتفاضة حالة حمل غير مرغوب بها وينبغي التخلص من الجنين قبل التقدم بالحمل ويصبح من غير الممكن الاجهاض.

Exit mobile version