تقرير – اطلاق النار في الاعراس جريمة مسكوت عنها!

رغم تواصل وتكرار التوجهات بالمناشدة بالحد من استخدام الاسلحة واطلاق النار في مناسبات الافراح والزواجات وغيرها، تتواصل هذه الظاهرة، اذ ما زالت مستمرة في مختلف البلدات العربية عامة ومدينة الطيبة خاصة.

هذه الظاهرة تتواصل بقوة رغم مناشدة السكان بوقفها، لما تسبب خطرا على حياة الاشخاص حيثما كانوا، ناهيك عن توعد الشرطة بانه اذ تطلب الامر التدخل، لردع اي خطورة على المواطنين، “سنذهب لعلاج هذا الامر بيد شديدة”.

وسبق ان تناولت وسائل الاعلام، رسائل وشكاوى من مواطنين سبق وان سقط في بيته او محيطه رصاصات طائشة، منها ما سقط بمكان بعيد او يبعد بعض الامتار عن الافراد، او على مركباتهم المركونة في محيط منزلهم، او حتى دخلت من نوافذ المنازل فاحدثت اضرارا معينة في ممتلكاتهم، كلفتهم مبالغا ليست ببيسطة، وبفضل الله لم يصب افراد باذى.

دون التفكير بابعاد هذه الظاهرة ومخاطرها

فكلنا يعرف خطورة الرصاص واطلاق النار، كذلك المفرقعات النارية والفتاشات، التي هي خليط من مواد كبريتية ، فحم ، نترات البوتاسيوم ، وعند التسخين يحترق الكبريت والكربون معاً ويكونا غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يحدث صوتاً مدويا ومفزعا، وكثيرا ما تسبب ببتر اطراف واصابع لاطفال عبثوا بها، كذلك حروق هنا او هناك. واسوأ  ما في هذا الامر ان الداخل الفلسطيني، يتباهى ويفتخر في هذا الازعاج ، إذ اننا بتنا نسمع في كل مناسبة وفرح الطلقات النارية من اسلحة ، بغض النظر إن كانت مرخصة أو غير مرخصة،  مخلفة دويا مزعجا ورعبا في أرجاء  المدينة. لاشهار العرس والفرح  في البلدة، اذ يصح القول ، ازعاج أهل البلدة وإرهاب الصغار، دون التفكير بابعاد هذه الظاهرة ومخاطرها، بان يتحول الفرح إلى بيت عزاء في حال إصابة شخص ما بعيار ناري أو في أحد أنواع  الفتاشات ،فيظن من يطلق النار في السماء أنه لن يصيب ولن يؤذي أحد ، دون أن يفكر أنها ستسقط من السماء بعد ذلك وإحتمال أن تصيب نفسا او تحدث اضرارا مادية جسيمة.

الى متى سيظل مجتمعنا متمسكا بهذه الظاهرة، هل ننتظر إلى ان تصيبنا المصيبة، فيقتل العريس او احد من اهله، او تصيب احد المدعويين، يكون ابا لعائلة فيتيم اطفاله حتى نوقن أنها الظاهرة الاكثر خطورة التي تجتاح وسطنا العربي!.

المحامي رضا جابر

نتحدث عن فوضى السلاح

وفي حديث لنا قال مدير مركز “امان” المركز العربي لمكافحة العنف، المحامي رضا جابر، قال :” القضية تتعدى الاعراس الى المشكلة الجوهرية في انتشار السلاح غير المرخص والمرخص أيضا في مجتمعنا. نحن نتحدث عن فوضى السلاح وفوضى المتفرقعات وفوضى تعامل المؤسسات وخصوصا الشرطة مع هذه الامور”.

واجبنا نحن أن يكون لنا موقف عملي وفاعل

ثم تابع:” لا يمكن ان نقبل بأن الشرطة عاجزة عن فرض القانون بموضوع خطير كموضوع السلاح. اذا غيرت الشرطة توجهها المتخاذل وأتخذت قرارها في هذا الموضوع فهي قادرة على ذلك. وواجبنا نحن أن يكون لنا موقف عملي وفاعل اتجاه الظاهرة اما بترك وعدم المشاركة بهكذا اعراس او اقل الايمان ان نسمع تذمرنا لصاحب العرس. لا نقبل بأدعاء عجز السلطة ولا نقبل بأدعاء عجز مجتمعنا أن يعالج مشاكله بقواه الذاتية فهذا ممكن!!”.

احلام جمعة

وفي هذا السياق عبر المواطنون في مدينة الطيبة، عن استيائهم الشديد ورفضهم ونبذهم لهذه الظاهرة دون تحرك المسؤولين للحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة والتي من الممكن ان تسبب بحوادث لا تحمد عقباها.

قالت المربية احلام جمعة:”  قد يكون للتعبير عن الفرح في المناسبات السعيدة اشكال مختلفة. لكن اطلاق الرصاص الحي خلال الاحتفال بالعرس وقت تجمع جمهور من المدعوين وبث الرعب في قلوبهم خشية اصابتهم باحدى الرصاصات الطائشة وتعريضهم للخطر، كوسيله للاحتفال لهو امر مقلق وخطير وخالي من المسؤولية”.

نتجت عنها اصابات ومقتل اشخاص ابرياء

وقالت جمعة ايضا:” في الماضي كان من النادر جدا ان نسمع صوت اطلاق رصاص خلال الاحتفال بالاعراس او في نطاق اخر، خلافا لما نراه اليوم. ومن المؤسف ان الاحداث المتكررة التي نتجت عنها اصابات ومقتل اشخاص ابرياء نتيجة اطلاق الرصاص للتعبير عن فرحة اصحاب العرس، لم تساهم في منع هذه العادة او الحد منها، كون كل شخص يفكر ان ” ذلك لن يحدث لي” وان ذلك لا ينطبق على فرحتي”.

مؤشر على مدى انتشار الاسلحه وسهولة تداولها واقتنائها

وتابعت:” تواصل هذه الظاهره وتزايدها مؤخرا لهو مؤشر على مدى انتشار الاسلحه وسهولة تداولها واقتنائها لدى جميع شرائح المجتمع الذكوريه خاصة الشبيبه وصغار السن، وهو ايضا مؤشر على مدى خطورة الامر نظرا لما تمنحه من الشرعنه والشعور بالقوة والسيطرة والامان الوهمي لدى مقتنيها ومتداوليها، ضاربين عرض الحائط بالقوانين الشرعيه وغيرها من القوانين, عدا عن تقديم نموذج سلبي للاطفال والناشئين ومصدر تقليد يحتذى به. تشير هذه الظاهره ايضا الى عدم الوعي والدرايه لدى مجتمعنا لسلبيات ومخاطر هذه العاده ولما تسببه من ازعاج وتعريض الاخرين سواءا المشاركين بالفرح او غيرهم للخطر, والى عدم المبالاه وعدم الاهتمام بمشاعرهم”.

ترك المكان احتجاجا وقت اطلاق الرصاص

واكملت:” للشرطه دور اساسي للحد من هذه الظاهرة اذا وجدت النية لذلك، كونها المسؤوله عن تطبيق القوانين التي تتعلق باقتناء الاسلحة واستخدامها بدون ترخيص وبصورة غير شرعية، وكونها قادرة على الحصول على المعلومات اللازمه والوصول الى كل بيت بهدف جمعا، مثلما تنجح بالقيام بذلك في امور اخرى. ولكن من جهة اخرى، المسؤولية الاساسية هي مسؤوليتنا نحن كافراد وكمجتمع وكقياده. المسؤوليه تبدا من القيم والمبادئ التي يتربى عليها ابناؤنا والتي نتعامل بها كعائلة في امورنا الحياتية واليومية،  ومدى اتباعنا لنهج شريعتنا الاسلامية وامر الله بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم قبولنا السلوكيات المؤذية للغير كعادات متبعة والسكوت عليه، لان ذلك هو ما يحدد المستوى الاخلاقي والثقافي لمجتمعنا، وهذا ما اوصانا به رسولنا الكريم بقوله: “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” فلو قام المتواجدون بالعرس بترك المكان احتجاجا وقت اطلاق الرصاص، لما استمرت هذه العاده كوسيلة تعبير عن مشاعر الفرح، ولاكتفوا بالتعبير بالمشاعر الصادقة التي تزيد من الالفة والمحبه والقبول بين الاهل والمدعوين.  فان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد عدة العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدمه الله عزّ وجلّ على الإيمان كما في قوله تعالى: ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”.

تربية ابنائهم بيد وسائل الاعلام والبيئه المحيطة

 واختتمت حديثها:” واخيرا احب ان الفت نظر الاهل ان الشباب في جيل المراهقة وحتى في جيل اصغر، ينجذبون لمشاهدة كل ما هو مثير وغير روتيني من مشاهد عنف واثارة، ويمكننا ملاحظة ذلك عند مشاهدتهم للافلام والبرامج التي يختارونها على وسائل الاعلام اوعن طريق المشاهده الحيه وما يحدث في بيئتهم القريبة، وهذا بحد ذاته يشكل مصدر تاثير وتشكيل للقيم التي يتعلمها المراهقون ويذوتنها لاحقا، وعليه فان التربية السليمة والتواصل الجيد مع الابناء يعطي حصانة نفسية لديهم ويقلل من احتمال انجرارهم ووقوعهم بالخطا ويساعدهم على التمييز واختيار الاصدقاء والسلوكيات الجيدة. اما اذا ترك الاهل مهمة تربية ابنائهم بيد وسائل الاعلام والبيئه المحيطة، فان ذلك سيفقدهم السيطرة على سلوكيات ابنائهم وستكون العواقب وخيمه على الاهل وعلى المجتمع باكمله. شباب اليوم هم بناة مجتمع الغد، اذا تلقوا التربية والتوجيه السليم والتوعية للمخاطر والاغراءات المنتشرة والمحيطة بهم وسبل الوقايه منها وتجنبها، فان ذلك سيعطي فرصة لبناء مجتمع افضل واكثر وعيا وثقة بقدرته على تغيير العادات المجتمعية السلبية والمؤذية.

خليل حاج يحيى

اما السيد خليل حاج يحيى قال:” لا شك أنكم صادفتم ولو لمرة واحدة، مشهدا، ارهب الأطفال الصغار  حتى بدا  الرعب على وجوههم أثناء سماعهم لدوي المفرقعات النارية أو إطلاق الرصاص التي تطلق في قرانا ومدننا العربية خلال فترة الأفراح أو الأعياد أو حتى في المناسبات الشخصية. كذلك لا شك إنكم كنتم عرضة لضجيج ، لرائحة ، ولقاذورات مخلفات المفرقعات النارية. كلنا يشمئز وحتى أحيانا “يقرف” من ضجيج ورائحة وخطر المفرقعات النارية والرصاص، إلا أننا نصمت جميعنا أمام هذه الظاهرة المقلقة الخطيرة والآخذة للأسف في الازدياد يوما بعد يوم”.

ساحة عرس أم ساحة حرب!

واكمل قائلا:” مع دخولنا إلى موسم الأعراس واقتراب موعد الأعياد (وحتى الانتخابات) تزداد هذه الظاهرة انتشارا، وتكاد أحيانا تشعرك انك موجود داخل ساحة حرب، ذلك لما تسمعه من أصوات المفرقعات والألعاب النارية، هذا بدلا من الشعور بالطمأنينة والفرح. تعتبر ظاهرة  من الظواهر السلبية والخطيرة المنتشرة في مجتمعنا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورتها إلى ان بيعها واستخدامها ما زال منتشرا بلا رقيب، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها، خاصة في موسم الأعراس والأعياد”.

معالجة الظاهرة

وذكر في حديثه سبلا للحد من هذه الظاهرة، فقال:” أما السؤال المهم الذي يطرح في هذا السياق،  كيف يمكن أن نعالج أو ان نحد من هذه الظاهرة الخطيرة ..؟

أعتقد ان المسؤولية تقع على عاتق العديد من الأطراف

اولا: على صاحب الفرح أو الأسرة أن يعوا مخاطر الألعاب النارية على أبنائهم وعلى المدعوين للفرح بل وعلى أهالي القرية أو المدينة عموما. كذلك عليهم توجيه الأطفال والشباب بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها بينهم.

ثانيا: هناك دور للمؤسسات التعليمية في الشرح للطلاب وذويهم بمخاطر الألعاب النارية وما تشكله من تهديد حقيقي لا يستهان به لحياتهم وصحتهم ولحياة وصحة المجتمع عموما.

ثالثا: هناك دور كبير لجهاز الشرطة في مجالين: الأول محاربة التجار الذين يبيعون هذه المفرقعات باعتبار التجارة فيها جريمة وفق القانون، كذلك محاربة المواطنين الذين يقومون باستخدامها بسبب التعليمات حول منع استعمال المفرقعات خاصة بالقرب من الأماكن المأهولة بالسكان والمنع العام في حالة الحياز على مسدس او استخدامه.

رابعا: دور وزارة الصحة او صندوق المرضی والذي يتمثل في تعريف المجتمع بالمخاطر والأضرار الصحية الناتجة عن استخدام الألعاب النارية، وذلك من خلال تنظيم المحاضرات واللقاءات التي تعرف المواطن بذلك وإصدار النشرات الصحية التثقيفية وتوزيعها على المواطنين.

دور لرجال الدين

في النهاية هناك أيضا دور لرجال الدين في المساجد في نشر الوعي وعرض الموقف الواضح من قضية الأذى الذي يحصل جراء استخدام هذه المفرقعات والمسدسات.

الكف والامتناع عن استخدام المفرقعات وإطلاق الرصاص

واختتم قوله:” لقد حاولت من خلال هذا النداء أن اعرض ظاهرة استخدام المفرقعات النارية وإطلاق الرصاص في الإعراس وفي الأعياد وفي المناسبات وشرح المخاطر النابعة عن هذا الاستخدام وكذلك دور الأطراف المختلفة في محاربة ومعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، في النهاية أتوجه إلى كافة المواطنين وعلى وجه الخصوص أصحاب الأفراح وأطالبهم الكف والامتناع عن استخدام المفرقعات وإطلاق الرصاص ولنتمم أفراحنا دون المس بأنفسنا وبأي إنسان كان”.

ملك مصاروة

ومن جانبها قالت السيدة ملك مصاروة:” بالنسبة لي وحسب رايي عندما يقدم اي شخص على رفع السلاح ولا يعرف اين مصير هذه الرصاصة اهو في الهواء ام في الجسد فهو بنظري قاتل”.

الظاهرة اصبحت تتفشى بقوة

وتابعت:” هذه الظاهرة اصبحت تتفشى بقوة وتمس بحق الحياة والامن وتشكل خطورة على حياة المواطنين وهذا يدل على مدى التخلف والرجعية والعنف في مجتمعنا!! اين سلطة القانون؟! واين الناس التي تهتم بمصلحة البلد؟!”.

شخص يحمل السلاح يقدم للقضاء

ومضت تقول:” لهذا حسب رايي لمنع وعلاج هذه الظاهرة واستئصالها من منظومة حياتنا يجب ان يتم التطبيق القانوني فكل شخص يحمل السلاح يقدم للقضاء وفي حال غياب القانون فلا نعجب بتفشي هذه الظاهرة”.

دافيد بيلو

دافيد بيلو: ان رأينا ان الامر يتطلب التدخل وان هذا يشكل خطورة على المواطنين، سنذهب لعلاجه بيد من حديد

هذا وفي لقاء سابق لمراسل موقع “الطيبة نت”، مع قائد محطة شرطة “كدما” في الطيبة، العقيد دافيد بيلو، قال:” ان ظاهرة اطلاق الرصاص الحي بالافراح اخذة بالانخفاض”.

وتابع:” صحيح ان من يقدم على الزواج يحب الفرح بطرق شتى، لانها ليلة واحد بالعمر، لكن في موسم الصيف تكون العديد من الافراح في نفس الليلة ، وهذا قد يتسبب بالضجيج بدرجة كبيرة”.

واضاف:” في موضوع الرصاص الحي، هناك عائلات حتى الان تمارس هذه العادة، وحدث ان اصيب شخص باصابة حرجة نتيجة هذا، واحب ان انوه اني لا احب ان ادخل الى الافراح واعطلها، ونقبض على المحتفلين، لكن ان رأينا ان الامر يتطلب التدخل وان هذا سيشكل خطورة على المواطنين، سنذهب لعلاج هذا الامر بيد شديدة”.

Exit mobile version