كلمة حرة

أين نحن من ثقافة إتقان العمل؟،الشيخ رأفت عويضة

عَظَّم الإسلام قيمة العمل، وأعلى قدر العاملين، وحرَّم التبطُّل، وحارب الخمول والكسل، ونهت الأحاديث عن القعود ودعت  إلى شحذ الهمم، كقوله صلى الله عليه وسلم: “لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي بحزمة الحطب على ظهره، فيبيعها، فيكفّ بها وجهه؛ خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه”.

tn12

فقد حثَّ الإسلام المسلم على أن يكون ديدنه في حياته كلها العمل والعطاء وتعمير الأرض وبناء الحياة؛ حتى يدركه الموت أو الساعة، قال صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها”.

 وان إتقان العمل مهما كان نوعه من أسس التربية في الإسلام، وهو هدف تربوي في حد ذاته؛ لأن الإتقان في المجتمع المسلم ظاهرة سلوكية تلازم المسلم في حياته، والمجتمع في تفاعله وإنتاجه، فلا يكفي الفرد أن يؤدي العمل صحيحا بل لا بد أن يكون صحيحا ومتقنا، حتى يكون الإتقان جزءا من سلوكه الفعلي اليومي وعندها تتميز الأمة بالإخلاص في العمل وتقوى المراقبة الداخلية بعيدا عن مظاهر النفاق والرياء، حيث ما زال كثير من الناس يتقن عمله ويجوّده إن كان مراقبا من رئيس له، أو قصد به تحقيق غايات له أو سعى إلى السمعة والشهرة؛ لأنه يفتقد المراقبة الداخلية التي تجعله يؤدي عمله بإتقان في كل الحالات دون النظر إلى الاعتبارات التي اعتاد بعضهم عليها.ومن المعلوم دينيا  ان  المسلم لا ينال مرضاة ربه ولا يقبل عمله الا ان يكون خالصا لوجهه الله،وإخلاص العمل لا يكون إلا بإتقانه. لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالإتقان في الأعمال، حيث قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»

  ولعل من أسباب التخلف في المجتمعات الإسلامية افتقادها خاصية الإتقان كظاهرة سلوكية وعلمية في الأفراد والجماعات، وانتشار الصفات المناقضة للإتقان كالفوضى والتسيب وفقدان النظام وعدم المبالاة بقيمة الوقت واختفاء الإحساس الجمعي والإهمال والغش والخديعة، وهذا منعكس في فقدان المسلمين للثقة في كل شيء ينتج في بلادهم مع ثقتهم فيما ينتج في غير بلاد المسلمين مع أن صفة الإتقان وصف الله بها نفسه لتنقل إلى عباده “صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ”.

  فما أحوجنا اليوم أيها المسلمون ونحن في خضم ما يسمى “يوم العمال العالمي” الى العامل المخلص المتقن الحاذق لصنعته وحرفته، والذي يقوم بما يُسنَد إليه من أعمال ووظائف بإحكام وإجادة تامة، مع المراقبة الدائمة لله في عمله، وحرصه الكامل على نيل مرضاة الله من وراء عمله، لئن هذا النوع من العمال والموظفين لا يحتاج إلى الرقابة البشرية. فهكذا نقضي على الغش والخداع وعلى الفوضى والتسيب وعلى المحسوبية والمحاباة،عندها  سننهض من كبوتنا ونعيد مجدنا.

  وإننا مع ظل استمرار غياب ثقافة الإتقان في مجتمعاتنا الإسلامية وفي كل مرافق الحياة: في الصناعات والبضائع والمدارس والجامعات..الخ  نسيء الى ديننا العظيم إساءة بالغة،فعندما يكون الغربيون متقدمين بينما المسلمون متأخرون،سيظنون ان الإسلام هو سبب تخلفنا وتأخرنا وليس ابتعادنا عن الإسلام الذي يأمرنا بالإتقان في كل شؤون حياتنا :في العبادات والمعاملات وفي العلاقات مع الناس ومع رب الناس..علما بان الإسلام يعتبر عدم إتقان العمل وأدائه على أكمل وجه وأفضل حال ممكنة نوع من خيانة الأمانة.فهل نعيد ثقافة الجودة والإتقان فينا ام نظل متهمين بالتخلف ،نشك بقدراتنا وننتظر غيرنا لينتج لنا؟

تعليق واحد

  1. لنكن واقعيين يا شيخ نحن لا نقوم باي شيئ امرنا به القران واليك الامثله:
    1- لا تتنابزوا بالالقاب!!!!!!!!!!
    2- الغش!!!
    3-الزنى!!!
    4- خيانة الوطن!!!
    5- المجون!!!
    6- الاسراف!!!
    7- الوحده!!!
    8-الخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *