27 عاما على رحيل “أبو جهاد”

تصادف اليوم، الذكرى السابعة والعشرون لاستشهاد خليل الوزير “أبو جهاد”، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في منزله في تونس العاصمة بتاريخ 16/4/1988، بقيادة أيهود باراك وزير  الجيش الإسرائيلي الأسبق.


ولد خليل إبراهيم محمود الوزير “أبو جهاد” عام 1935 في مدينة الرملة، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع أفراد عائلته، ودرس في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، وبعدها توجه إلى الكويت وظل فيها حتى عام 1963، وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة “فتح”.

عام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر، بعد أن سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى هو مسؤولية ذلك المكتب، كما حصل خلال هذه المدة على إذن من السلطات بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية، وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.

غادر أبو جهاد الجزائر عام 1965 إلى دمشق، حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967، وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى، وتولى المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة.

وعكف أبو جهاد خلال توليه قيادة هذا القطاع، في الفترة من 1976 – 1982، على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة، كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982، والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

تسلم أبو جهاد خلال حياته مواقع قيادية عدة، كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني خلال معظم دوراته، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة، كما يعتبر مهندس الانتفاضة وواحداً من أشد القادة المتحمسين لها.

وبعد حصار بيروت عام 1982 وخروج كادر وقوات الثورة من المدينة عاد أبو جهاد، مع رفيق دربه ياسر عرفات إلى مدينة طرابلس؛ ليقود معركة الدفاع عن معاقل الثورة، في مواجهة المنشقّين المدعومين من الجيش السوري، وبعد الخروج من طرابلس توجه أبو جهاد إلى تونس، حيث مقر المنظمة ومقر إقامة أسرته، ومن هناك أصبح دائم التجوال بين العواصم العربية؛ للوقوف عن كثب على أحوال القوات الفلسطينية المنتشرة في تلك البلدان، وكان من عادته عدم المكوث في تونس بين أهله سوى بضعة أيام، لكنه مكث 15 يوماً في الزيارة الأخيرة له في ربيع 1988.

وفي16 نيسان 1988 تسلل أفراد من الموساد الإسرائيلي عبر البحر إلى العاصمة التونسية، وتمكنوا من الوصول إلى بيته، بالتواطؤ مع عملاء، وقاموا باغتيال أبو جهاد بطريقة وحشية على مرأى من أفراد عائلته.
دفن “”أبو جهاد” في العشرين من نيسان 1988 في دمشق، في مسيرة حاشدة غصّت بها شوارع المدينة، بينما لم يمنع حظر التجول، الذي فرضه الاحتلال جماهير الأرض الفلسطينية المحتلة، من تنظيم المسيرات الرمزية وفاء للشهيد، الذي اغتيل وهو يتابع ملف الانتفاضة حتى الرمق الأخير.

Exit mobile version