5كلمة حرة

في الطيبة مكان عزيز للدرويش، بقلم ناضل حسنين

ليس من الحكمة ان يطرح البعض تسمية “الاقصى” بديلة لتسمية “محمود درويش”، وكأن الامر يتعلق باختيار احدهما على حساب الآخر. هذه المفاضلة باستخدام رموز الدين اقل ما يقال فيها انها غير موفقة، ولكي نحفظ النسيج الاجتماعي والوطني لهذا البلد سنسذج ونعتبرها هفوة بريئة.

tn20150416_195758

 كلمتي هنا عن تسمية شوارع الطيبة، ورفض ائمة المساجد وحشدهم للموقعين على عريضة ترفض إطلاق اسم محمود درويش على شارع الـ 24 الشمالي، وتطالب باستبداله بتسمية “الاقصى” او “مكة” او “الخلفاء” او “المحبة”.

في الطيبة شوارع وميادين وساحات تنتظر ان تحمل اسماء عزيزة علينا تاريخيا ودينيا وثقافيا. وما من داع للتزاحم على شارع بعينه، حتى لا ندخل في دوامة المد والجزر على تسمية كل شارع.

لقد اختارنا الله من بين كل العرب بأن وهبنا شاعرا كمحمود درويش فجاء رافعا راية الكفاح الوطني منذ البداية وحتى آخر العمر ولم تسقط من يديه حتى بعد مماته. لقد خرج بنا الدرويش الى واجهة الثقافة العربية من خلال ابياته فكان لنا القنديل والبوصلة على مدار عشرات السنين. ابعد ان كرمنا الله بهذا الشاعر العملاق ننكر فضل الله علينا ونستكثر على انفسنا اطلاق اسمه على شارع في بلدنا؟

في الحقيقة ان محمود درويش اكبر بكثير من ان يحمل شارع اسمه، وليت البعض يزور متحف الشاعر المقام في مدينة رام الله ليشهق جرعة من الاعتزاز والفخر حين يرى شلال الزوار الذين يتوافدون عليه من كل البلاد ومن كل الجنسيات. عندها فقط قد يقتنع، من لا فكرة لديه، بقيمة ما ملكنا وما فقدنا وبوجوب ترك مكان ومكانة لهذا الشاعر الكبير في سيرتنا الجماعية.

على الجانب الآخر، لا احد ينكر ان تسميات مثل “الاقصى”، “مكة”، “القدس” وغيرها من الاماكن المقدسة عزيزة على قلب كل مسلم منا، ولكنها اماكن قائمة ولن تزول ابد الدهر بإذن الله، ولا خوف ان تغيب عن الذاكرة مع تراكم الزمن. ولقد جرت العادة ان يطلق على الشوارع والساحات والميادين أسماء من غيبتهم الحياة عنا كي نمنحهم ركنا في يومياتنا حتى تبقى الذكرى ولا يذوب الاثر.

أما اذا كان الاعتراض على اطلاق اسم محمود درويش على شارع الـ 24 ليس لتفضيل اسم آخر عليه وانما لعدم الاعتراف بأحقية الدرويش باحتلال هذا الحيز في حياتنا، فإننا نحتاج في هذه الحالة الى مراجعة عميقة وشاملة لكل القيم المتبعة والمعايير السائدة بصمت في يومياتنا.

لقد بات من المتعارف عليه ان تحمل المؤسسات التعليمية اسماء اعلام من التاريخ الثقافي والعلمي العربي على مدار التاريخ ولا يعترض على هذا احد، واصبح كذلك من المتعارف عليه ان تحمل المساجد اسماء الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون وقادة المسلمين ولا يعترض على هذا احد، فمن الطبيعي ان تحمل بعض الشوارع اسماء وطنية اسهمت في توعية اهل الديار وكانت لهم نبراسا يهتدون به.

ومثلما لم يتدخل احد في تسمية المساجد في الطيبة، يتوقع من المؤتمنين على المساجد ألا يفرضوا على البلد ما يبدو لهم صوابا. فهم ليسوا معصومين إذ اطلقوا اسم خالد بن الوليد على احد اكبر المساجد في المدينة وعلى الشارع المحاذي له مع ان رسول الله غضب من خالد بن الوليد واعلن على الملأ التبرؤ من اعماله بقوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اني اتبرأ اليك من صنع خالد بن الوليد”، جراء المجزرة التي ارتكبها في جنوب الجزيرة العربية. اما نحن في الطيبة فنكرمه ارفع تكريم.

خلاصة القول، لكم المساجد ايها المؤتمنون عليها فسموها كما شئتم واتركوا لنا شوارع البلد لنسميها كما يمليه علينا ماضينا وحاضرنا العربي الفلسطيني، وعندها لن يبقى في الاتجاهين إملاء ولا تلقين!

‫8 تعليقات

  1. الحقيقة التاريخية التي تحرج الكثيرين هي ان خالد بن الوليد سفك دماء كثيرة دون وجه حق حين كان يأتمر بأمر الرسول الكريم، وكان يحارب باسم الاسلام. مثل قتله في بني جذيمة عندما أرسل إليهم، وقتله من الرجال في يوم الفتح ثأراً شخصيا لعمّيه وليس لنصرة الإسلام (مخالفاً بذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن القتل في ذلك اليوم)، ومع ذلك فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يُقم عليه الحد (مع أنه صلى الله عليه وسلم قال انه يبرأ إلى الله مما فعل خالد). وكرر خالد ذات الفعلة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعدما قتل من قتل وسبى وسلب في قبيلة مالك بن نويرة، ناهيك عن زواجه من زوجة مالك بن نويرة في نفس اليوم الذي قتل فيه زوجها (وبلا عدّة) مما دفع بسيدنا عمر بن الخطاب الى مطالبة ابي بكر الصديق بإقامة الحد على خالد.

  2. سبحان الله….. والله بانت وجوه حقيقيه كنا نحسبها طيبه وهي كالحه السواد….
    يعني يا محمود درويش اطلعت لمخبا من اهل هالبلد.
    وبقولولك ليش ربنا ابتلانا في لجنه معينه وغيره وغيراتو.
    والله انه اهل هالبلد بستحقوا اكثر من هيك

  3. الطيبه عقليتها داعشيه بدون عمق ثقافي او حضاري او أخلاقي وعشان هيك البلد****

  4. ما هذا الجهل يا كاتب الموضوع .. أنصحك بالتعلم قبل أن تكتب

  5. قول الرسول عن خالد بن الوليد كرّم الله وجهه كان قبل اعتناقه للاسلام، راجعوا تاريخكم :)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *