3كلمة حرة

وا إسلاماه!!! بقلم: زهير لحام

أصدرت الحركة الإسلامية الشمالية، ليست الجنوبية، منتصف شهر شباط الماضي بياناً تُبَين من خلاله موقفها من الانتخابات للكنيست العشرين والتي ستجري يوم 17.3.2015. هذا البيان يختلف عن البيانات التي كانت تسبق انتخابات الكنيست السابقة، حيث كانت الحركة الإسلامية تدعو من خلال تلك البيانات إلى مقاطعة الانتخابات بصريح العبارة، لكن هذا البيان جاء على استحياء!

زهير لحام
زهير لحام

لم تُعلن الحركة الإسلامية الشمالية موقفاً صريحاً، بل تركت لكل ناخب أن يتخذ قراره بنفسه بعد قراءة بيانها طبعاً. في البند الخامس من ذلك البيان تقول الحركة الإسلامية الشمالية:

“لكل ذلك فإن الحركة الإسلامية تدعو أبناءها ومناصريها وكل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني إلى الانطلاق من كل هذه المعطيات التي وردت في هذا البيان لدى اتخاذ كل واحد منا موقفه من انتخابات الكنيست طمعا بمرضاة الله تعالى أولا وفق فهمنا العقائدي وحسنا الوطني والقومي ثم نصرة لشعبنا الفلسطيني عامة ثم اظهار الوجه الحقيقي للمؤسسة الاسرائيلية”.

من قراءة هذا البند يتبين مدى ضعف وهشاشة موقف الحركة الإسلامية الشمالية، فهي تجمع بين جميع المفاهيم العقائدية، الحس الوطني والقومي ثم نصرة لشعبنا الفلسطيني عامة وفي النهاية إظهار الوجه الحقيقي للمؤسسة الإسرائيلية في بوتقة واحدة. ما هذا الموقف أيتها الحركة الإسلامية الشمالية؟

هل بعد أن أيقنت جميع الأحزاب العربية ضرورة الوحدة تأتون أنتم لتضربوا هذه الوحدة بالصميم ومن دون تبرير؟

يعتقد كاتب هذه السطور أنه لو أنكم ترون أن بإمكانكم وحدكم خوض هذه الانتخابات متأكدين من نجاحكم وعبوركم نسبة الحسم لخضتموها، ولكن كونكم بحاجة إلى شراكة مع فئات أخرى فأنتم لا تشاركون أحداً إلا إذا كنتم على رأس الهرم ولا تقلوا الشراكة بغير هذا الشرط ولتذهب الوحدة إلى الجحيم!

أما بالنسبة لكون الكنيست “أصل من أصول المشروع الصهيوني” كما جاء في البند الأول من البيان، فإن هذا أقل ما يُقال عنه أنه استهبال للقارئ. أليست دولة إسرائيل أصل من أصول المشروع الصهيوني؟ ماذا نفعل هنا إذاً؟ ألسنا نحمل الهوية الزرقاء – آسف الإسرائيلية؟ ألسنا نحمل الجواز الإسرائيلي ونسافر بواسطته إلى الخارج؟ ولمن نتوجه إذا حصلت، لا قدر الله، مشكلة في الخارج مع أحدٍ منا؟ أليس للسفارة الإسرائيلية؟

أنا أعرف – ولم أُنكر ذلك المرة – مدى الصراع الداخلي الذي نعيشه العرب في هذه البلاد، لكن ألم يحن الوقت ونكون صريحين مع أنفسنا حول وضعنا المدني. إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ومنذ قيام الدولة، لم تقف في طريق أحد يود أن يُغادر هذه البلاد من الناحية المبدئية، هل هذا ما تسعون إليه في الحركة الإسلامية الشمالية؟

لي طُعون كثيرة على أداء أعضاء الكنيست العرب ولكن هذا لا يعني أن نلغي وجودهم كما تَدْعون. نعم أُطالب بتحسين الأداء ولكن كيف سيكون ذلك لو لم يكونوا أعضاء عرب في الكنيست؟ وأين هي تجارب الحركات الإسلامية السياسية الإيجابية نحو شعبها؟ هل بعد تحقيق الوحدة، حتى ولو بعد الضرورة، ندعو إلى المقاطعة؟ كل من يدعو إلى المقاطعة لا يحق له – حسب رأيي – الحق بالمطالبة تمثيل هذا الشعب، حتى ولا من خلال لجنة المتابعة.

أما فيما يتعلق باقتراحكم ب”انتخاب لجنة المتابعة انتخابا مباشرا”، كما جاء في البند الثالث للبيان، فإن هذا الاقتراح يُظهر السبب الرئيسي لدعوتم مقاطعة انتخابات الكنيست – إن كنت فهمت بياكم بالشكل الصحيح. فأنتم في الحركة الإسلامية الشمالية تعتقدون في قرارة أنفسكم أنه لو جرت انتخابات مباشرة للجنة المتابعة لكانت حظوظ فوزكم كبيرة، ليس لأنكم الأفضل، ولكن السبب وراء ذلك يكمن في كونكم كتلة تنظيمية – لمصالحكم فقط – كبيرة وكونكم تستعملون الدين، من آيات كريمة وأحاديث شريفة، تغررون من خلالها الناس البسطاء، وليس سراً أن كثير من أبناء شعبنا من البسطاء وأنتم تُجيدون استغلال ذلك خير استغلال! أمام من ستمثلنا لجنة المتابعة التي تدعون إلى انتخابها مباشرة؟ أليس أمام مؤسسات الدولة التي هي من أصول صهيونية؟

نحن مواطنين ونسعى للمطالبة بما يليق بنا، إن كان ذلك معيشياً أو سياسياً، ما هي المؤسسة التي من خلالها يمكننا أن نطالب بما يليق بنا؟ أليس تحصيل جزء، ولو يسير، أفضل من الصفر؟

أما بتاريخ 27 فبراير الماضي فقد كتب السيد كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، بياناً مُقتضباً حول نفس الموضوع، ولم أر بداً من إبداء بعض الملاحظات ومن ضمنها الامتعاض من سلوك السيد كمال الخطيب. قبل بضعة أشهر كتبت مقالين كانا ردوداً على ما كتبه السيد كمال الخطيب – معذرة أنني لا أُطلق عله لقب شيخ قاصداً – تضمنا أولئك المقالين تهمة خطيرة جداً مفادها أن السيد كمال الخطيب يُدير معركة فساد كبيرة في باقة الغربية، بواسطة فرع حركته المحلي طبعاً.

إن السيد كمال الخطيب لم يكلف نفسه حتى الآن عناء الرد على ذلك الاتهام الخطير. حاولت قراءة أسباب عدم رده فتوصلت إلى أن هناك عدة احتمالات لذلك وأحدها يكون صحيحاً:

صاحب الاتهام لا يرقى إلى أن شخصية عُظمى كالسيد كمال الخطيب يجب أن يُجهد نفسه للرد عليه، رغم خطورة التهمة.
ان التهمة لا تستحق الرد وليست بهذه الأهمية.
أن التهمة صحيحة وأن الرد عليها مُحْرج للغاية.
أن التهمة غير صحيحة وليست هناك حاجة للرد عليها، فالقاصي والداني يعرف من هو كمال الخطيب.

بحثت في الأصول الشرعية، من قرآن وحديث وإجماع، ولم أجد أن إحدى تلك الأصول يؤيد الفساد، بل على العكس، كلها تحذر منه وتنهى عنه كلياً. وقد وردت كلمة الفساد في القرآن الكريم مرات عدة، ولذلك اعتبر الفساد بمختلف أشكاله من الكبائر والتحذير من المغبة فيه. وقد توعد الله تعالى مرتكبي الفساد بعذاب أليم في الدنيا والآخرة وحتى الطرد من رحمة الله.

ألا يخاف السيد كمال الخطيب من عذاب الله في الدنيا والآخرة؟ ماذا يمكن أن يُعوض السيد كمال الخطيب حتى ينهج منهج الفساد؟ ومن أجل تِبيان خطورة الفساد استعنت بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لأُطلِع القارئ الكريم على ذلك وها هي النتائج أمامكم كم اصطادتها الشبكة:

ومن الآيات التي ذكرت في القرآن الكريم، في سورة البقرة ، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} ، وقال تعالى: {أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}، وقال تعالى: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، وقال تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }، وقال تعالى : {وَاللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ}، وقال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ}.

وقال تعالى في سورة آل عمران : {فإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} .وقال تعالى في سورة المائدة: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً}، وقال تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ}، وقال تعالى: { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ}.وقال تعالى في سورة الأعراف : {فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} {وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: { وَقَالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ}، وقال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ}.

وقال تعالى في سورة يونس:{وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: {وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المُفْسِدِينَ} .

وقال تعالى في سورة هود: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا المِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.وقال تعالى في سورة العنكبوت:{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا اليَوْمَ الآخِرَ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.

وقال تعالى في سورة الروم: {ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. وقال تعالى في سورة الفجر: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ} .

وقال تعالى في سورة القصص: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ … يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ المُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: { وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواًّ فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

وقال تعالى في سورة الرعد :{وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار}.

أبعد هذا كله ينوي السيد كمال الخطيب الاستمرار في غِيِهِ والتمثيل على الناس بأنه يتكلم باسم الدين؟ أو أنه يُريد الخير لهذا الشعب؟ أعتقد أن على السيد كمال الخطيب أن يتخلص من التهمة الكبيرة وبكل وضوح لكي يستطيع بعد ذلك توجيه النصح للناس أو أن يُعلن أنه لا يتكلم باسم الدين وإلا سأبقى أُطالبه بذلك ما حييت وسأوجه له نفس السؤال في أي محفل يصادف أن ألتقي معه. إذ لا يحق للمفسدين – خاصة بعد انكشاف أمرهم – أن يدعوا أنهم مصلحين.

‫2 تعليقات

  1. الحركه الاسلاميه التيار الشمالي يبالغ في اسرلة الموقف من الانتخابات
    بباسطه نحن لا نعيش تحت نظام اسلامي مع هذا اعتبره نظام اسمى من اي نظام عربي
    يعني التيارات الاسلاميه في الاردن او السعوديه غير مشاركه بالبرلمان!!!هل هذه الانظمه افضل من اسرائيل؟؟من يدعم السيسي في قتله؟؟
    ببساطه الانتخاب واجب وليس حق وفي هذه الظروف نريد من يدافع عنا
    تخيلوا ان نسبة التصويت لدى العرب 0%بماذا يفيد ذلك؟؟يعني بنا نهز الارض بعدم التصويت؟؟صدقوني ولا واحد بنتبهنا

  2. الذي يقرأ مقالك يعتقد ان الله عز وجل قد بعث لنا من هو في مستوی عمر بن الخطاب .
    انا مسلم وغير منتمي لا لحزب ولا لحركة ولكن اعلم كل العلم ان الحركة الاسلامية الشمالية بقائدها ونائبه واععضائها قدموا ويقدموا لدينهم ولشعبهم ما غيرهم لم يحلموا به بعد.
    فيا ايها الكاتب اول مرة اعرف فيها اسمك هو من مقالك هذا ، فمن انت؟؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *